وأنا أقرأ نتائج الإنتخابات الفرنسية , أحسست بطعم غريب , أنه طعم الحرية وما أجمل الحرية . هي الوسيلة للتقدم في هذا العصر , وهي التكريم الذي كرمه الله لبني أدم عندما قال تعالى " ولقد كرمنا بني ادم " , هذا التكريم هو ألقدره على الاختيار , الحرية في الاختيار ,
والقدرة على الاختيار هي مناط الحساب والثواب والعقاب عند ربنا . فلا يحاسب ملاك ولا حيوان ولا جماد ولا شجر , لأنهم ليس لديهم خيار وليس لديهم القدرة على الاختيار ؟
وما رأينا في الانتخابات الأخيرة في فرنسا , هي دليل على حرية الإنسان , وعلى كرامته , ودليل على ان الكبير قبل الصغير يخضع لصناديق الاقتراع , والله إنها صورة من صور الرقي الإنساني . صورة من صور التكريم للإنسان ,
الشعب يختار , والفارق بسيط لا يتجاوز الاثنين أو الثلاثة بالمائة , فيقبل الذي يجلس على الكرسي , ويبارك للفائز , ويقر بأنه خسر الانتخابات .
لم يقل إن الانتخابات مزورة , ولم يقل أن الفارق ضئيل , ولم يقل يجب إعادة فرز الأصوات , ولم يتحجج ولم يتذمر , ولم يهدد بالويل والثبور وعظائم الأمور , ولم .. ولم .. ولم .
بكل بساطه , يقر بأنه هزم , ويسلم القيادة للقادم الجديد لقصر الإليزيه ,
متى نرى مثل هذا ؟
هل نحتاج المئات السنين ؟ أم اكثر ؟
كلنا يعلم ما حدث في انتخابات الجزائر , كلنا يعلم ماذا حدث في انتخابات العراق , كلنا يعلم ماذا كان يحدث في انتخابات مصر وسوريا والأردن والمغرب وتونس , هذا في الدول التي تتعامل بالانتخابات , وبطريقة الديمقراطية المفصلة حسب الطلب .
أما في الدول التي لا تتعامل بها , فلها الله ,
متى نعي ونحترم إرادة الشعب ؟
متى نعي ونحترم حكم صناديق الاقتراع ؟
أود أن أرى الجواب وأنا حي أرزق , ولكن لا أظن أني سأسعد بهذا قريبا .
احترام الشعب , احترام صناديق الاقتراع ، والقبول بالنتائج بكل رحابة صدر , هذه أحلام ’ هل كتب علينا أن تبقى أحلاما ؟
وعلى طريق الحرية والكرامة نلتقي
صالح بن عبدالله السليمان
ستبقى احلاما اخي صالح .يبدو انه من الافضل الانتقال للعيش في الدول المتقدمة وخاصة اذا توفرت الفرصة لذلك .
ردحذف