السبت، 19 مايو 2012

هل نحارب طواحين الهواء؟



كأنما أقرأ أفلام رعب , حيث يقوم الوحش او المسخ بمهاجمة الناس , والناس لا حول لهم ولا قوة . هكذا أرى ما يكتب عن الماسونية . 


نعطي الماسونية قدرات خرافية , نعم خرافية , حيث أنها تسيطر على الحكومات , والرؤساء والملوك والبنوك وشركات التأمين وقادة الجيوش ورؤساء الجامعات وزعماء الحركات وزعماء الأحزاب , والإعلام والصحف والتلفزيون والإذاعات وحتى الأغاني بل ويؤثرون على كل ذرة من ذرات هذا الكوكب .



كل حادثة تحدث للماسونية تدخل مباشر أو غير مباشر بها , بدأ من إسقاط عرش القيصرية الروسية إلى مقتل الرئيس الأمريكي جون كيندي إلى ثورات الربيع العربي , كلها تمت بخطط ماسونية , هدفها زرع الفوضى ألخلاقه .
ولكن لم يشرح لي أحد ما سر هذه القوة الرهيبة , لا أود أن أصفها حتى لا أدخل في الكفر والعياذ بالله . ما سر انصياع هؤلاء القادة والرؤساء والزعماء والملوك لهذه القوه . وكيف يدخلها هؤلاء بينما هدفها الأساسي هو إسقاط الحكومات " الشرعية " . 
لقد قرأت وحللت وأصدرت كتابان حول برتوكولات حكماء صهيون , وهذه البروتوكولات توضح لنا الأدوات التي استخدمها الصهاينة في تحقيق مخططاتهم . و هي الإعلام , والمال , والتربية والقتل والإرهاب . 
ولكن ما هي أدوات الماسونية ؟ 
لا أنكر وجود الحركة الماسونية , واللوترية وشهود جافاه , وارتباطها الوثيق بالصهيونية . 
ولكن من الحمق أن نعطيها كل هذه القوة , 
فالشعوب دائما وأبدا هي المنتصر النهائي , ومهما كان لهذه الحركات من قوه , فهي قوى محدودة , بل ومحدودة جدا .علينا الوعي أن العلم والثقافة وحرية الرأي وحرية الإعلام تقتل هذه الفيروسات , مثل الشمس , فلا يمكن لأي بكتيريا أو فيروس العيش في النور , ولا يتحمل أشعة الشمس . 
ولذا بدل نشر الخوف والإرهاب من هذه الحركات , علينا نشر الوعي والثقافة وحرية الرأي , علينا نشر العلم .
يقال أن الحركة الماسونية هدفها إسقاط الحكومات الشرعية وزرع الفوضى ألخلاقه , لنسأل هنا سؤالان 
إذا كان القادة من ملوك وحكام ورؤساء أعضاء في الحركة فلماذا تسعى الحركة لإسقاطهم ؟ 
إذا كان الرخاء والثروة مرتبطة بالاستقرار , فلماذا تقوم البنوك وشركات التأمين ووسائل الإعلام بالسعي للفوضى ؟
كيف حصلت وتحصل هذه المنظمة على كل هذه القوة الهائلة للتحكم في كل شيء ؟
فمن المنطقي أن يسعى الحاكم لتثبيت حكمه ومن المنطقي أن يسعى صاحب الثروة لزيادة ثروته , ولكن هل من المعقول أن يسعى الحاكم لزوال حكمه ؟ وهل من المنطقي أن يسعى صاحب الثروة لزوال ثروته ؟ 
أعلم أن الكثير مؤمن بما قرأ عن هذه المنظمات , وسيضعون الكثير من الوصلات لما كتب سابقا عن هذه المنظمات , ولكن اطلب أجابه منطقية ومختصرة عن الأسئلة التي طرحتها . 
البعض يحاول جعلنا " دون كيشوت " نحارب طواحين الهواء , وننسى حربنا الحقيقية مع الجهل والفقر والمرض .
حربنا الحقيقية هي في إرساء قواعد العدل والإحسان التي قال الله عنها في محكم كتابه ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ والْأِحْسانِ) , ففي قيامها قيام للإنسانية , 
لنركز على الوعي , على العلم , على الحرية , على الكرامة , على حقوق الإنسان , ودع من يتآمر يتأمر , ومن يخطط يخطط , ومن يحاول العبث يعبث . فكل عملهم سيصبح سرابا وهباء تذروه الرياح , أما نقرأ قوله تعالى (فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ )
لن نتحول إلى محاربين في حرب خرافية , نقاتل طواحين الهواء , ونترك حربنا الحقيقية . 
وعلى دروب الحرية والكرامة نلتقي
صالح بن عبدالله السليمان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

; أتمنى لكم قراءة ممتعة مفيده
أرحب بكل أرآكم ومقترحاتكم يرجى ذكر الاسم أو الكنية للإجابة - ونأسف لحذف أي تعليق
لا علاقة له بموضوع المقال
لا يلتزم بالأخلاق ااو الذوق العام