الجمعة، 30 نوفمبر 2018

المتهم مذنب ولو ثبتت براءته



كنت والى وقت قريب اظن ان العيب الأكبر في المنظومة الإعلامية في الوطن العربي هو " الجمهور" او القاري او المشاهد حسب نوع الوسيلة الإعلامية. ولكن للأسف اتضح لي وبالتجربة ان العيب الأكبر في الاعلام العربي هو " الإعلامي" نفسه, وصلت لهذا الرأي بعد عمر طويل قضيته مع صوت العرب المصرية واحمد سعيد رحمه الله الذي لن انسى البيانات العسكرية التي كان يذيعها بين الفينة والأخرى في حرب ال 67 التي أصبحت تسمى نكسة بدل حرب, الى ما يحدث اليوم من هجوم على المملكة كنظام حكم  بغطاء وواجهة الهجوم على ولي العهد السعودي الأمير الشاب محمد بن سلمان, هجوم لم يعرف للخلق شكلا ولم يكن له دليلا ماديا وإن كثرت الأقوال والادعاءات , وكم طالب العالم بالدليل الذي يعلن عنه بين الفينة والأخرى من تسجيلات او محادثات ولكن لم نقرأ شيئا ذي بال ولم نرى شيئا ابدا. ولدى الاعلام الكاره للسعودية تحول المبدأ الحقوقي ان "المتهم بريء حتى تتم إدانته" الى "المتهم مذنب حتى تتم تبرئته" واكاد أقول انه أصبح لدى البعض " المتهم مذنب ولو ثبتت براءته".
هذا الهجوم لم يبنى على حقائق ولا حتى انصاف حقائق، حتى نستطيع اتخاذ موقف معه، ولن ولم يحدث ان ادافع عن مذنب، ولكن اين دليل الذنب؟ اين دليل من يتهم؟ إن هي إلا تسريبات لا نعلم صحتها ولا نعلم من سربها على وجه اليقين الا اننا نعلم من نشرها علم اليقين.

الخميس، 29 نوفمبر 2018

هم زائلون والشعوب باقية

بداية تعرفي على قناة “ الجزيرة “ كانت بعد اشهر من انطلاقها من الدوحة قطر, وبحكم عملي في المجال الإعلامي وخصوصا في الأفلام الوثائقية في اليابان كنت اشعر بالضيق الشديد من التأخر في القنوات الإخبارية في الوطن العربي, واذكر ان احد الإعلاميين اليابانيين الذي كان معي في زيارة لوطني " السعودية"  لتصوير فلم وثائقي, كان يسمي نشرة الاخبار في القناة الرسمية السعودية ب " نشرة المصافحة"  "Shake hands news" فقنواتنا الإعلامية سواء المرئي منها او المسموع او المكتوب لا تخرج عن كونها قنوات تطبيل للحاكم, لا تجد فيها اخبار تستحق, او تقارير إعلامية رصينة, واخذت دور الشاعر المداح قديما وتذكرني يقول الشاعر في الحاكم في ذلك الوقت :
فأنك شمس والملوك كواكب *** إذا ظهر لم يبد منهن كوكب.

الاثنين، 26 نوفمبر 2018

العرب بين الفولتارية والحمارية


بعض القصص التي يتناقلها الناس عميقة المعنى، رفيعة المستوى وتدل على فهم حقيقي للواقع السياسي في الوطن والعربي.
العرب وخصوصا النخب والكتاب (وكنت أحدهم) ننادي بالديموقراطية، وكتبت الكثير من المقالات في الرد على الحركات الدينية التي تكفّر الديموقراطية والانتخابات، وتخطّئ من ينادي بها.
ولكن مع التجارب المرة التي مررنا بها في عالمنا العربي، بل الإسلامي والاسيوي لم أجد تطبيق سليم يطابق الخيال الذي كنا نتخيله ويحقق الاحلام التي نحلم بها، واحلامنا تحولت الى كوابيس نعاني ليس فقط ليلنا بل ونهارنا.

الجمعة، 23 نوفمبر 2018

ارادوا ضرها فنفعوها

اعلم علم اليقين ان مقالي اليوم لن يعجب الكثير ممن يتصور انه خبير في العلاقات الدولية وما يصلح لأمتنا وما لا يصلح، ينتقد وينظّر وهو يشرب فنجان قهوته. وأتمنى ان يكون فنجان قهوته كما يحب، لأن نتائج ما يحدث ليس كما يحب.
كلنا تعلق بالحادث الإجرامي للصحفي السعودي جمال خاشقجي، وتابع الحملات الكبيرة والقوية على السعودية كنظام حكم وعلى ولي العهد محمد بن سلمان كشخص، طالبت الحملات بمعاقبة السعودية كدولة بسبب هذا الحادث، وبتنحية محمد بن سلمان من ولاية العهد، بل وبعضها سابق في اختيار من يصلح لولاية العهد السعودي، وطرحت أسماء وحللت مواقف وكتبت مقالات وأجريت برامج حوارية بناء على مجتزئ من اخبار.

الأحد، 18 نوفمبر 2018

عجائب الفكر العربي

من يطلع على النتاج الفكري لنا نحن العرب مؤخرا سواء في الكتب او الصحافة نجد فيه عجائب وغرائب لا نعلم كيف أصبحت من متلازمات الفكر العربي.

نجد الكتّاب الذين ينادون بالليبرالية هم أكثر الناس يحاربون حرية المسلمين باتباع معتقدهم.
والكتّاب الذين ينادون بحرية الفكر هم أكثر الناس محاربة لمن يخالفهم في الرأي.
والكتّاب الذين ينادون بحق الشعب في الاختيار هم أكثر الناس انتقاد إذا كان خيار الشعب لا يعجبهم.
والكتّاب الذين يتكلمون بالدين هم أكثر الناس حربا على من يخالفهم في رأي فقهي.
والكتّاب الذين ينادون بتقبل المختلف فقط إذا كان هو المختلف عن المجموع. وويل للمختلف إذا كان هو الأكثرية
نجد بعض ممن كانوا ينادون بحرية الفكر وعندما استلموا السلطة كان مخالفيهم أول ضحاياهم.

الجمعة، 16 نوفمبر 2018

ماذا يريد العرب من بعضهم؟

ماذا نريد؟ سؤال لا يبارح ذهني، اسأل نفسي وانا أرى ما يحدث في عالم السياسة والذي أثر بوسائله المتاحة في المجتمع.
مجتمعاتنا قسمت عموديا تقسيم كبير، هذا التقسيم لم نكن نراه قبل 40 عاما، بل كنا أقرب الى بعضنا، تقاربنا الكبير قبل 40 عام وأكثر كان مخيفا جدا لأعدائنا.
قبلها كان الخليجي يعتبر الجزائري اخاه ويجب عليه نصرته, تبرع بالمال الذي لم يكن متوفرا, وما زلت اذكر ان في السعودية كان هناك ما يسمى "ريال الجزائر", والتبرع اختياري, ومن العيب عدم التبرع, وايصال التبرع وسام شرف يتسابق الطلاب للحصول عليه, فرحهم بالتبرع اكثر من فرحهم بالحصول على الإفطار, والسعودية وكل دول الخليج أصدرت طوابع بريديه ريعها للجزائر, والكويت كان التبرع بالمدارس والضريبة المفروضة على كل تذكرة سينما بل ووصلت الى فواتير الكهرباء والكثير من الخدمات الحكومية, والبحرين والامارات كلها كانت تتسابق في التبرع للجزائر.

الأربعاء، 14 نوفمبر 2018

بين رمضاء أمريكا ونار إيران

في نقاش مع اخ من الجزائر حول ما يحدث في المشرق العربي، والصراع الدائر في اليمن بين الحكومة الشرعية مدعومة من التحالف العربي ومليشيا الحوثي المدعومة من إيران.
وما ان نطقت بكلمة " إيران " الا وانطلق يتهمني انني ادخل إيران في كل مشاكلنا والاتهام لإيران اتهام معلب جاهز، نرميه بوجه كل من يقف الى جانب قوات التحرر والتقدم العربي. وتدخل إيران في الدول العربية هو في صالح قوات التحرر من السيطرة الغربية والقوى الامبريالية العالمية. وإيران أصبحت دولة متقدمة وهذا الذي يجعل دول الرجعية العربية تقف الى جانب قوى الاستعمار الغربي وتحاربها. وإيران دولة إسلامية تسعى لكي تكون دولة متقدمة وتقف الى جانب قوى التحرر العربي وتحرر فلسطين وتستعيد القدس ولها أنشأت لواء باسم " فيلق القدس" وأننا لن نتحرر الا ان وضعنا أيدينا بيد إيران وننهض جميعا لنحارب الاستعمار الصهيوني والغربي.

الثلاثاء، 13 نوفمبر 2018

متى نتعلم – في الفكر والقول


  • متى نتعلم أن تعدد الأفكار ,والآراء من مصلحة الوطن ؟
  • متى نتعلم أن من حق أي إنسان أن بفكر كما يشاء؟
  • متى نتعلم أن العقوبات على الأفعال وليست الأفكار؟
  • متى نتعلم أن شتم المخالف لا يحط من قيمته بل من قيمة الشاتم؟
  • متى نتعلم أن خير وسيلة للتفاهم هي في التحاور؟
  • متى نتعلم أن نلتقي لنرتقي لا نلتقي لتبادل السباب والشتائم؟

بين الحظر وديكتاتورية الرأي


اعجبني قول أحدهم ان وجه الشبه بين مخترع المسدس ومخترع وسائل التواصل الاجتماعي ان الأول ساوى بين الشجاع والجبان والثاني ساوى بين المثقف والجاهل. لذا نشاهد عندما ندخل لحساب أي مفكر او اعلامي يطرح رأيا ان هنالك تعليقات اقل ما يقال عنها ان كاتبها لا يملك ذرة من الاخلاق، بعضها يكون سبا وشتما وتعريضا بشخصية الكاتب بل وأمه وزوجه، لأن كاتب هذا التعليق يختلف مع الكاتب في الرأي والتوجه.
لا يعلم من كتب من هذه التعليقات انها بمثابة قذى في عين من يقرأها من بناتنا وابنائنا وأحيانا تجد بعضهم يتبنى مثل هذا الأسلوب في النقاش، لا اسمية نقاشا بل هو فحش في القول. لا احسبه يرضى ان يسمعه على لسان أخيه او اخته ابنه او ابنته. ولا يقبل ان تقال فيه.

الخميس، 8 نوفمبر 2018

كيف نتعامل مع الإعلام؟

كلنا يحاول ان يكون له رأي فيما يحدث حوله، ومصادر المعلومة لدينا هو الإعلام بكل انواعه، لذا يجب ان نعلم كيف نستفيد من الإعلام وان ننقيه من الشوائب والأخطاء والأهواء وان لا يكون أحدنا إمعة يتبع قائدا لا يعلم الى اين يقوده.

قد نكون نحن العرب اول امة تعطي للإعلام قيمته وتهتم به عير العصور، فالشاعر كان له قيمة ومركز كبير في قبيلته وكان بمثابة وزير للإعلام والمتحدث الرسمي باسم القبيلة، هذا المنصب كان للشاعر قبل الإسلام وفي صدر الإسلام وفي الفترة الإسلامية. ولم ينحط الإعلام لدينا الا بعد انحطاط الدولة الإسلامية.

لم نكن وحدنا من عرف أهمية الاعلام، بل اهتمت به دول الغرب بعد عصر النهضة، وظهرت الصحف والتوثيق في الحضارة الغربية وبلغت أهميتها ان خصصت لها الكثير من الملاحظات في بروتكولات حكماء صهيون (رغم ما يثيره البعض حول صحتها ودقتها ولكن لا يختلف على زمانها وهذا ما استشهد به) فلقد قالت في أحد بروتوكولاتها: -" ستكون لنا جرائد شتى تؤيد الطوائف المختلفة: من أرستقراطية وجمهورية، وثورية، بل فوضوية أيضاً ـ وسيكون ذلك طالما أن الدساتير قائمة بالضرورة. وستكون هذه الجرائد مثل الإله الهندي "فشنو Vishnu". لها مئات الايدي، وكل يد ستجس نبض الرأي العام المتقلب.

الأحد، 4 نوفمبر 2018

العقل العربي ... الى أين؟

 كتب أحدهم تغريده، اعرف معناها ولكنها استوقفتني كثيرا، توقفت أفكر في الأسباب لا أفكر في التفاصيل، فالتفاصيل كثيرة وقد تضيع الصورة الكبرى إذا غرقت في التفاصيل.
التغريدة تقول:
نتنياهو يزور مسقط
علم إسرائيل يرفع في الدوحة
تركيا تقوم بإنشاءات في إسرائيل
والفلسطينيون يحرقون صورة الملك سلمان. (انتهت التغريدة)
ما الذي يحدث في الفكر العربي؟ كيف تنقلب لديه المفاهيم والحقائق؟

الجمعة، 2 نوفمبر 2018

انا ذبابة الكترونية

 ظهر في الآونة الأخيرة مصطلح " الذباب الإلكتروني" وأصبح يوصم بهذا كل من دافع عن المملكة العربية السعودية.
كان قديما يوصف من يدافع عن السعودية بانه مطبل, او " مشترى بالرز" او مداهن مقابل وصف من يهاجمها بانه حر, ذكي, عارف بالأمور, مناضل, مقاوم وما الى ذلك من الصفات. ثم ظهر مصطلح ذباب الكتروني, مع ان معنى المصطلح (المعنى فقط) كان موجود منذ زمن, بدأتها اسرائيل في الشرق الأوسط بإنشاء ما يدعى بقوة دفاع الإنترنت اليهودية (The Jewish Internet Defense Force (JIDF)) وكم عانينا من الدفاع الإسرائيلي على اليوتيوب عند إظهار جرائم الكيان الإسرائيلي,