وصلت بعض الدول إلى القمر , ودول تحاول الوصول الى المريخ , وأخرى تحاول التقاط البث الآتي من الفضاء لتتعرف على مخلوقات في الكون لا نعرف عنها شيئا .
دول تعمل على إنتاج الطاقة النووية , وأخرى تجاهد لكي تجد طاقة نظيفة ,
دول تعمل على معالجة الإحترار الأرضي , ودول تعمل على معالجة النقص في المحاصيل الزراعة بتعديل الخصائص الوراثية للنبات .
الكثير والكثير من الدول والشعوب تعمل بكل جد وجهد لحل مشكلة ما أو لمعرفة المزيد عن شيء ما , تحاول تطوير أنفسها وتطوير العالم من حولها .
أين نحن ؟
نعم سؤالي هو أين نحن ؟
نحن ما زلنا نتناقش حول من هو الوطني ومن هو الخائن , ومن هو مريد الفتنة .
ومازلنا نسوق الاتهامات لكل من يخالفنا الرأي , ناسين أو متناسين أن الحضارة هي تراكم العمل الفردي الإنساني .
ما زال البعض منا يتساءل , هل نحن صالحون للحرية أم ما زلنا نستحق معاملة القطيع من الأنعام , يجب أن نتبع قائدا ؟
ما زلنا نسأل , هل الوسائل الحديثة تدخلنا للجنة أم تسوقنا إلى النار ؟
ما زلنا نبحث ونحاول اختراع العجلة من جديد .
والله إن النقاشات الدائرة اليوم على الساحة العربية تذكرني بنقاش جرى في مؤتمر أوربي مسيحي انعقد بفرنسا عام 673 حول تحديد الطبيعة القانونية للمرأة هل هي إنسان أم حيوان .
هل جاء الوقت لعقد مؤتمر للنقاش حول هل نحن بشر م لا ؟ هل لنا حقوق مثل بقية البشر أم لا ؟ وأن نعلم هل حقوقنا هي فقط في أن نأكل ونشرب ونسكن ونتناسل فقط أم هنالك حقوق اكبر وأهم من هذه ؟
أين العدل والإحسان ؟
أين كرامة البشر ؟
أين حق الاختلاف ؟
أين الحرية ؟ التي قال عنها عمر بن الخطاب رضي الله عنه , متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرار ؟
سؤالي إلى المثقفين والنخبة والعلماء والمصلحين والدعاة , إلى كل من لديه ذرة اهتمام بأمتنا , أرجوكم أجيبوني .
هل نحن بشر لنا حقوق أم لا ؟
لماذا تتقدم دول العالم ونحن ما زلنا نفتخر إذا فتحت جامعة ,أو قام مصنع أو بنيت عمارة , أو عبّد طريق . وهذه أمور تجري كل يوم في الكثير من دول العالم دون افتخار ودون بروبجندا , ودون تضخيم وتكبير للحدث . .
أجيبوني متى ننتهي من تعريف الوطن والمواطن والمواطنة ومن هو الوطني ومن هو الخائن ومن هو العميل .
متى نناقش الأفكار والسياسيات كأفكار وسياسيات , ولا نناقش الشخص أو الشخصيات سواء بالتمجيد أو بالإهانة . متى ننتهي عن تمجيد الأشخاص , وقد نهينا عنه بصحيح السنة ؟
متى نتوقف عن إهانة الأشخاص لخلافنا معهم بالرأي , وفقد نهينا عنه في كتاب ربنا ؟
متى نهتم بالفكر ؟ متى نحترم الفكر ؟ متى نحترم الإنسان ؟
أسئلة حائرة , ولكن لا مجيب , ولا أقول إلا اللهم يسر لأمة الإسلام أمر رشد , وعلماء رشد , وقادة رشد , ودعاة رشد , ليعلموا الناس بان لهم حقوق , وعليهم واجبات .
أمر رشد بحيث نتسابق من الآخرين في رخاء الإنسان , نتسابق معهم في احترام الإنسانية , نتسابق في الفكر والإنتاج والعمل , لا نتسابق في تدمير بعضنا البعض , وإشغال فكرنا بعيدا عن قضايانا المصيرية , قضايا وجودنا كبشر .
لقد بت أؤمن بضرورة قيام مؤتمرا ليقرر هل نحن بشر أم لا . وإذا كنا بشرا فهل نحن بشر من الدرجة الأولى أو الثانية أو الثالثة ,
وعلى دروب الحرة والكرامة نلتقي
صالح بن عبدالله السليمان
اعتقد ان السؤال الصحيح هو "هل نحن كائنات حية لنا حقوق أم لا ؟" لان الحيوانات لها احترامها في دول المتقدمة.
ردحذف