الجمعة، 4 مايو 2012

سقطة ثوره وسقطه الإسلاميين


لطالما تساءلت , لماذا سلم المخلوع محمد حسني السيد مبارك , الذي جثم على صدر مصر الكنانة السلطة إلى المجلس العسكري؟ . ولماذا لم يسلمها إلى نائبه عمر سليمان , أو لرئيس المحكمة الدستورية العليا , كما ينص الدستور المصري ؟

 الدستور المصري السابق كان ينص على تسليم السلطة لنائب الرئيس أو لرئيس مجلس الشعب أو لرئيس المحكمة الدستورية العليا , . ولكنه تخطى كل هؤلاء وسلمها للمجلس العسكري . بسابقة ليست دستوريه , ولم يتطرق احد لدستورية هذا التسليم .

ومع ما يجري هذه الأيام وما جرى من بعد إسقاط مبارك اتضحت الرؤيا .

·   محاكمات عسكرية للناشطين الحقوقيين وأحكام سريعة . ومحاكمات متباطئة تسير سير السلحفاة بل هي أبطأ لكل أعضاء النظام السابق .

·   الاستفتاء المضحك الذي جرى وكان فخا للإسلاميين وقعوا فيه وبكل جداره , بل وبعضهم كان يكفر كل من يقول نعم , وهاهم أول ضحاياه ., أبو إسماعيل والشاطر .

·   تأخير قانون الإقصاء السياسي حتى آخر يوم لكي يمكن أعضاء من النظام السابق مثل محمد شفيق من الترشح دون مشاكل . بل وكان كأنه مخصص لعدم إدراج شخصيات معينة من أمثال عمرو موسى تحت طائلته.

·        إبقاء النائب العام دون تغيير , وتأخير محاكمات المسئولين السابقين حتى تغيب كل الأدلة المادية.

·   عدم إقرار قانون الجريمة السياسية , مما يحول دون محاسبة من افسد الحياة السياسية في مصر خلال 30 سنه , وخصوصا تزوير انتخابات مجلس الشعب ما قبل الأخيرة .

·   ربط أي نقد لأداء المجلس العسكري  وتصويره كنقد للجيش المصري , بينما المجلس العسكري يؤدي دورا سياسيا يقبل النقد لأنه ليس دورا عسكريا .

بصراحة , تسليم السلطة للمجلس العسكري كانت ضربة معلم تحسب لصالح حسني مبارك , وسقطه لثوار مصر حيث أنهم رضوا به , كما هي سقطه الإسلاميين في الاستفتاء الأخير .

لقد أخطأ الكثير , باعتبار المجلس العسكري هو جيش مصر , فهو خطأ شائع , وكما أن السلطة السياسية في مصر لم تكن هي شعب مصر , فكذلك المجلس العسكري ليس هو جيش مصر .

ليتنا نتعلم من الأخطاء , فكيف يتسلم السلطة من يستلم رواتب بالملايين شهريا ؟ كيف يستلم السلطة من أدى يمين الولاء لطاغية مصر .

أما الإسلاميون فأقول لهم , "يداك أوكتا وفوك نفخ" ,  فالقتلى يتساقطون بسبب وقوفكم مع التعديلات الدستورية واعتبارها عزوة الصناديق خطأ تتحملون نتائجه , وأثبتم أن خلفياتكم السياسية  وخبرتكم في إدارة الحياة السياسية من الضعف بمكان وقد خدعكم " الخب" , ولم تتعلموا معنى قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه , " لست بالخب ولا الخب يخدعني" , وها هم القتلى والجرحى يتساقطون في ميدان العباسية , تطالبون بإلغاء نتائج غزوة الصناديق .  واخشي أن تكون أخطائكم القادمة اكبر وأشد وقعا .
نسأل الله السلامة لمصر وشعب مصر ,
صالح بن عبدالله السليمان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

; أتمنى لكم قراءة ممتعة مفيده
أرحب بكل أرآكم ومقترحاتكم يرجى ذكر الاسم أو الكنية للإجابة - ونأسف لحذف أي تعليق
لا علاقة له بموضوع المقال
لا يلتزم بالأخلاق ااو الذوق العام