
الدستور المصري السابق كان ينص على تسليم السلطة لنائب الرئيس أو لرئيس مجلس الشعب أو لرئيس المحكمة الدستورية العليا , . ولكنه تخطى كل هؤلاء وسلمها للمجلس العسكري . بسابقة ليست دستوريه , ولم يتطرق احد لدستورية هذا التسليم .
ومع ما يجري هذه الأيام وما جرى من بعد إسقاط مبارك اتضحت الرؤيا .
· محاكمات عسكرية للناشطين الحقوقيين وأحكام سريعة . ومحاكمات متباطئة تسير سير السلحفاة بل هي أبطأ لكل أعضاء النظام السابق .
· الاستفتاء المضحك الذي جرى وكان فخا للإسلاميين وقعوا فيه وبكل جداره , بل وبعضهم كان يكفر كل من يقول نعم , وهاهم أول ضحاياه ., أبو إسماعيل والشاطر .
· تأخير قانون الإقصاء السياسي حتى آخر يوم لكي يمكن أعضاء من النظام السابق مثل محمد شفيق من الترشح دون مشاكل . بل وكان كأنه مخصص لعدم إدراج شخصيات معينة من أمثال عمرو موسى تحت طائلته.
· إبقاء النائب العام دون تغيير , وتأخير محاكمات المسئولين السابقين حتى تغيب كل الأدلة المادية.
· عدم إقرار قانون الجريمة السياسية , مما يحول دون محاسبة من افسد الحياة السياسية في مصر خلال 30 سنه , وخصوصا تزوير انتخابات مجلس الشعب ما قبل الأخيرة .
· ربط أي نقد لأداء المجلس العسكري وتصويره كنقد للجيش المصري , بينما المجلس العسكري يؤدي دورا سياسيا يقبل النقد لأنه ليس دورا عسكريا .
بصراحة , تسليم السلطة للمجلس العسكري كانت ضربة معلم تحسب لصالح حسني مبارك , وسقطه لثوار مصر حيث أنهم رضوا به , كما هي سقطه الإسلاميين في الاستفتاء الأخير .
لقد أخطأ الكثير , باعتبار المجلس العسكري هو جيش مصر , فهو خطأ شائع , وكما أن السلطة السياسية في مصر لم تكن هي شعب مصر , فكذلك المجلس العسكري ليس هو جيش مصر .
ليتنا نتعلم من الأخطاء , فكيف يتسلم السلطة من يستلم رواتب بالملايين شهريا ؟ كيف يستلم السلطة من أدى يمين الولاء لطاغية مصر .
أما الإسلاميون فأقول لهم , "يداك أوكتا وفوك نفخ" , فالقتلى يتساقطون بسبب وقوفكم مع التعديلات الدستورية واعتبارها عزوة الصناديق خطأ تتحملون نتائجه , وأثبتم أن خلفياتكم السياسية وخبرتكم في إدارة الحياة السياسية من الضعف بمكان وقد خدعكم " الخب" , ولم تتعلموا معنى قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه , " لست بالخب ولا الخب يخدعني" , وها هم القتلى والجرحى يتساقطون في ميدان العباسية , تطالبون بإلغاء نتائج غزوة الصناديق . واخشي أن تكون أخطائكم القادمة اكبر وأشد وقعا .
نسأل الله السلامة لمصر وشعب مصر ,
صالح بن عبدالله السليمان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
; أتمنى لكم قراءة ممتعة مفيده
أرحب بكل أرآكم ومقترحاتكم يرجى ذكر الاسم أو الكنية للإجابة - ونأسف لحذف أي تعليق
لا علاقة له بموضوع المقال
لا يلتزم بالأخلاق ااو الذوق العام