الأحد، 20 مايو 2012

بعد حرب البسوس , حرب الحمار


تتكرر معي هذه الحالة , أكون قد قررت ان اكتب في موضوع ما , فأجد موضوعا أهم , تتراكم المواضيع التي أرغب في الكتابة عنها , لصالح مواضيع اشعر أنها أهم كثير . فكنت كمن يحاول مسابقة الريح , او اللحاق بالمستقبل ,

 قرأت في أحدى صحف اليمن السعيد هذا الخبر , مضحك مبكي , بل هو ما أستطيع ان أسميه كوميديا سوداء , الخبر يقول :-
"قالت وسائل إعلام  يمنية وعربية أن مذبحة قبلية  دار رحاها  في محافظة  "إب" على خلفية إقدام حمار على اغتصاب حماره تعود ملكيتهما إلى قبيلتين مختلفتين.وجاء في التفاصيل إن حمارا تملكه عشيرة "مكابس" أقدم على اغتصاب حماره / أتان تملكها عشيرة "بني عباس" في الهواء الطلق، الأمر الذي دفع صاحب الحمارة إلى ضرب الحمار، وهو ما أجج غضب بني "مكابس" ودعاهم إلى التجمع والاعتداء على الرجل صاحب الحمارة.وتطور الأمر فيما بعد بين العشيرتين إلى حد استخدام الأسلحة النارية والقنابل اليدوية، ما أدى في النتيجة إلى سقوط 15 شخصا من الطرفين بين قتيل وجريح. وقال مصدر أمني محلي إن الشرطة تجري حالياً تحقيقاً في "المجزرة" بعد إلقاء القبض على ثمانية أشخاص من العشيرتين، إضافة الى المصابين الذين يعالجون في المستشفيات والذين اعتبرتهم الشرطة ضمن الموقوفين على ذمة الحادث."

يا إلهي , مذبحة يسقط على أثرها 15 بين قتيل وجريح , من أجل حمار وأتان ؟

والله ما هذا الا الدليل القاطع على فشل أنظمة الحكم , فشلا ذريعا في نشر العلم والحضارة والثقافة , فشل في اختيار السبل المؤدية لوعي الشعب ,

اليمن السعيد , الذي قال عنه  النبي صلى الله عليه و سلم ( أتاكم أهل اليمن هم أرق أفئدة وألين قلوبا الإيمان يمان والحكمة يمانية .... ) أخرجه البخاري ومسلم في صحيحهما .

هل أعادتنا أنظمة الحكم وفشلها أو تعمدها الفشل والإهمال في العلم والحضارة إلى أن نعود إلى حرب البسوس ؟ هل أوصلتنا أنظمة الحكم إلى أن تقوم مجزرة في القرن الحادي والعشرين عصر الانترنت والفضائيات والجامعات المفتوحة , إلى أن تتقاتل قبائل ويموت رجال من أجل حمار وأتان ؟

اعرف في اليمن شباب من أمثال أبني وأخي خالد الملصي , مبرمج كومبيوتر , والله أنه يقوم بأعمال لم تخطر على عقول محترفي الغرب , وعلى بعد كيلومترات منه تتحارب القبائل لأتفه سبب يمكن التفكير به ؟؟
نحتاج إلى ثورة في التعليم والتوعية والثقافة , نحتاج إلى الوصول إلى هذه العقول , فالطريق قد اقفله الظلمة والطغاة , شجعوا القبلية , شجعوا التعصب , شجعوا المحلية , وها هي النتيجة .
يجب ان يكون تفكيرنا عالميا بحجم ديننا , وممتدا بحجم تاريخنا , وعاليا بعظم نبينا صلى الله عليه وسلم .
يجب أن نتعلم الحضارة من جديد , ولا عيب في هذا , فالحضارة الإنسانية تنموا كل يوم , ولا عيب إن جهلنا ولكن العيب إن لم نتعلم .
دوركم يا شباب الآمة , أنتم القادة الحقيقيون , علموا المجتمعات حولكم , انقلوهم إلى القرن الحادي والعشرين .
إنها رسالتكم , ولن تتطوروا ولن تتقدموا إن لم تؤذوا هذه الرسالة
وعلى دروب الحرية والكرامة نلتقي
صالح بن عبدالله السليمان

هناك تعليق واحد:

  1. الذي حدث اضحكني جزاك الله كل خير استاذ صالح لانك نقلت لن القصة .
    رجل لم يرضى ان تغتصب حمارته واخرون رضوا بان تتعضب نساء وطنهم . بصراحة الرجل يستحق الاحترام اذا قارناه باشباه الرجال الموجودين عندنا.
    اذا حدث الموقف هذا في احدى الدول الغربية بين حيوانات يمتلكها اشخاص ماذا سيحدث؟ الا تتوقع انهم سيقومون بتقديم شكوى لدى الشرطة؟ الرجل عرف بان الشرطة لن تاخذ له حقه لذلك اخذ حقه بنفسه لانه على مستوى عالى من الرقة ويؤمن بحقوق الحيوانات والرفق بها.

    ردحذف

; أتمنى لكم قراءة ممتعة مفيده
أرحب بكل أرآكم ومقترحاتكم يرجى ذكر الاسم أو الكنية للإجابة - ونأسف لحذف أي تعليق
لا علاقة له بموضوع المقال
لا يلتزم بالأخلاق ااو الذوق العام