الأربعاء، 9 مايو 2012

مستقبل ليبيا بين أيدي الكتلة الصامتة


مقالي هذا قد يظن البعض أن فيه نبرة تشاؤم , ولكنه مخطئ , فهو ليس تشاؤم , هي أسئلة , يجب ان يفكر فيها كل محب لوطنه , يجب أن يكون إيجابيا في التعامل مع قضاياه , وان تنتهي حالة السلبية القاتلة .

نعم أثبتت الحكومة الليبية قدرتها على التصدي لهؤلاء , مما يزيد في الثقة بها على التعامل مع مثل هذه الأحداث , وإنهائها  ولكن بقي السؤال الرئيس ينظر الجواب :
هل ما حدث أمس من هجوم على العاصمة طرابلس يعتبر كامل جبل الجليد أم ما حدث هو قمة جبل الجليد ؟

فما حدث بالأمس هو  هجوم على العاصمة كلها وليس على مبنى واحد فقط , ويخطئ من يقول انه مبنى واحد فقط , فلقد مرت الأرتال المهاجمة في شوارع طرابلس بدون أن تشعر بحرمة العاصمة , تعني أن لا مكان في العاصمة في آمان حقيقي . وهذا ما تسميه نشرات الأخبار  " آمان مشوب بالحذر".

تدور في الذهن أسئلة ,

  • دخول مجموعة مسلحة كبيرة  إلى العاصمة طرابلس , قاطعة مئات الكيلومترات , بدون ان يتم حتى مراقبتها , ومعرفة وجهتها  . عملية محيّرة فعلا ؟

  • السبب المعلن عن سبب تحركها , وهو المخصص المالي , هل هو مسوغ للهجوم ليس على مبنى , بل على مبنى في العاصمة كما قلنا , شيء محير فعلا ؟

  • هل هذه المجموعة المسلحة تعمل بدون قياده ؟ وما دور قيادتها في تحريكها وإعطائها الأوامر باستخدام السلاح عند اللزوم ؟ أيضا هو شي محير ؟

  • اشتباك هذه المجموعة مع حرس المبنى بالأسلحة , ومقتل شاب في ريعان عمره , اشترك في اكثر من جبهة منها أجدابيا والجبل الغربي  وباب العزيزية أليس محرجا لثوار ليبيا قبل أن يكون محرجا للحكومة الليبية ؟

  • هل هي عملية تحضير للمشهد الليبي لدخول شركات أمنية أمريكية وأوربية غرار غرار شركة " بلاك ووتر " سيئة السمعة  ؟

  • هل هي تحضير للمشهد الليبي لتولي الشركات الأمنية أمن المنشآت الهامة في الدولة , وضع خطا تحت المنشآت الهامة , حيث أنها تشمل المنشآت النفطية والبنوك وغيرها ؟

  • المحيّر أكثر أن القوة المهاجمة ليست من أشباه الثوار , كما اعتدنا القول عن الذين يتسببون في زعزعة الآمن , بل هم ثوار وكان لهم دور فعال في الثورة . فهل نشهد تحول الثوار إلى مليشيات ردا على أشباه الثوار الذين كونوا مليشيات , لأنهم يريدون جزأ من كعكة الوطن ؟

  • هل القيادة التي حركة هذه المجموعة كانت للرد على المجموعات المسلحة التي لم توافق على الخروج من العاصمة , وتقول لهم نحن هنا ؟

  • هل  هذه الأحداث هي رسالة موجهة للشعوب العربية , بأن الربيع العربي لم يكن إلا شتاء العواصف أو صيف الجدب , وأن الآمان وبناء الوطن لا يتم بالثورة . بل يتم بالصبر على الحكام ؟

  • هل خلخلة الآمن بهذه الطريقة , وبالهجوم على العاصمة , رسالة إلى الشعب الليبي , بأن السلاح موجود , وأن الانتخابات التي ستحدث لن تغير من المشهد شيئا ؟

وما الحل إذن , وما الإجابة على هذه الأسئلة إذن ؟

الحل لدى الشعب الليبي البطل والكتلة الصامتة آن لها آن تتحرك ولا تبقى صامته مستسلمة , وأنه  آن لها  الاستشعار بالمسؤولية الوطنية , بالمسئولية حيال ليبيا ,
كلمة " ثوار" يجب التوقف عن  استخدامها  , و تبقى جذوة الثورة في القلوب ولا  أصابع على الزناد , ولا حسابات في البنوك , وأن تقطع , نعم تقطع كل إصبع تلامس زناد سلاحا غير شرعي , وخارج إطار الدولة الليبية  . فاللذين يمارسون السطو على مقدرات الشعب الليبي يتلبسون بكلمة " ثوار" , ومن يمارس السلب والنهب والحصول على ما يسمونه غنائم إنما يستخدمون غطاء  أسمه " ثوار " فيجب أن يطوى هذا الغطاء ,

يجب أن تتحول الثورة المسلحة إلى ثورة مدنية في البناء والتعمير والصحة والتعليم والصناعة والتجارة , ثورة مدنية لا سلاح فيها , فيها سياسة واقتصاد واجتماع , تكون جبهتها على المنابر وقاعات المحاضرات والمصانع والمعارض والإعلام , سلاحها الكلمة والتوعية والتقنية , وليس الكلاشنكوف وال"م ط " ,

على الشعب الخروج في مظاهرات في كل ليبيا  , وعمل  بحزام أمني واعتصام على كل مراكز هذه المليشيات المسلحة , حتى تسلم سلاحها , يجب أن يحاصرها الشعب , حتى تستلم .

يجب على كل أب أو أم لهما ابن في هذه المليشيات أن يقسما عليه الخروج منها , وكذا دور الأخ والأخت والزوجة والولد والبنت , يجب أن يقسم عليهم أن يضعوا السلاح في يد الدولة , وأن يكون الاحتكام لصناديق الاقتراع .

آن أن تنتهي مقولة  "طحالب" و "جرذان" وهذا التنابز بالألقاب  فالكل ليبي , والكل مطالب بان يساهم في بناء الوطن ,

أعلم والله أن الشعب الليبي البطل لن يستلم لهؤلاء , قد يصمت قليلا ولكن لن يصمت طويلا , ولن يترك المجال لهؤلاء للتلاعب بمستقبله ومستقبل أبناءه .
وعلى طريق الحرية والكرامة نلتقي .
صالح بن عبدالله السليمان
Http://salehalsulaiman.com


هناك تعليقان (2):

  1. جزاك الله كل خير استاذ صالح على مقالك الرائع . الفساد في الحكومة والمجلس الانتقالي الذين يسرقون المال العام ويهدرون الاموال . اذا لم تتم محاسبة الذين تسببوا في الفساد لن نتوقع مستقبل افضل لليييا . اهدار المال اخطر من حمل السلاح في الشوارع

    ردحذف
  2. الله أكبر ياسعودى ياصالح اكبر فيك حبك وحرصك بالنصائح لعلك تصلح بكلماتك ماهو مستشرى فى أمتنا ولكن الحمد لله فيها بذرة طيبة تنمو وتكبر رغم الفساد أخى محدث وما يحدث نتاج تربية 40 عاما من الهمجية وعدم وجود مؤسسات لاعسكرية ولا قانونية نحن نعانى لانها تجربة على الشعب الليبى فبعضهم يتمى هذه الفوضى ويقول هذه ثورتكم وبعضهم فرح بالحرية ولم يقدرها وبعض الازلام يعيثون فى الدنيا فسادا قبل دولة القانون والحكومة والصامتون يتصرفون بحكمة لوجود الكم الهائل من المجرمين المسلحين فمثلا المطار وكلية البنات لو أخد عنوة لحدتث مجازر الصامتون يعملون بحكمة وتأنى هذه مرحلة صعبة وهيبة الدولة بدات تسترد ونحن نشعر بها وموت واحد أو عشرة تحدث حتى فى الدول المستقرة وهذه تجارب نأخد منها الموعضة ولعن الله وملائكته والناس آجمعين الطغاة الذين وضعوا ليبيا فى هذا المنزلق الخطير ولكن القوة الصامتة هى التى تتحرك بقوة حفظكم الله وحفظهم لمواجهة ما تركه الطاغية

    ردحذف

; أتمنى لكم قراءة ممتعة مفيده
أرحب بكل أرآكم ومقترحاتكم يرجى ذكر الاسم أو الكنية للإجابة - ونأسف لحذف أي تعليق
لا علاقة له بموضوع المقال
لا يلتزم بالأخلاق ااو الذوق العام