في ظل المشاريع العملاقة التي تشهدها المملكة العربية السعودية، يأتي مشروع ترفيهي غريب من نوعه، حيث يتم نقل عدد من طائرات "الخردة" من مدينة جدة إلى الرياض. نعم، طائرات قديمة لم تعد تستخدم في الخدمة، لكن يبدو أن فكرة تحويلها إلى معالم ترفيهية قد أغضبت بعض الكلاب النابحة.
مشروع "الترفيه الخردة"
تمتلك المملكة العربية السعودية رؤية طموحة لتعزيز السياحة والترفيه، وأحد المشاريع الجديدة هو تحويل طائرات قديمة إلى معالم سياحية. تم اختيار مجموعة من الطائرات المهملة – أو لنقل "الخردة" – لنقلها عبر الطرق البرية من جدة إلى العاصمة الرياض. يبدو أن الفكرة هي تقديم تجربة فريدة للزوار، حيث يمكنهم استكشاف الطائرات من الداخل والاستمتاع بأنشطة ترفيهية متنوعة. خطة قد نقول عنها "اكتشف العالم من داخل الطائرة"!
طرق النقل: شوارع السعودية تحت مظلة السماء
عملية نقل هذه الطائرات ليست سهلة. تتطلب وجود شاحنات ضخمة وعمال ماهرين لتنفيذ هذه المهمة. في حين أن الطرق البرية مزدحمة بالسيارات، فإن إضافة طائرة عملاقة تتنقل عبر الشوارع تضيف نوعًا من الإثارة والتشويق. لذا، كان المواطنون فخورين بما يجري عند مشاهدتهم لطائرات تتجه الى الرياض مارة بالعديد من القرى
إن رؤية الطائرات تسير في الشوارع كان مفخرة للسعوديين ،يعلمون ان هذه الطائرات واستغلالها الإستغلال الأمثل هو احتفاء سعودي بالتراث
وما إن بدأت عمليات النقل، حتى بدأ السعوديون في الاحتفاء بهذا الحدث الغريب. الكاميرات والشبكات الاجتماعية مليئة بالصور والفيديوهات، فقد جندت شكرة المجدوعي للنقل كل طاقتها لتوثيق هذا الحدث الفريد. اكانهم يقولون للعالم "نعم، نحن لسنا عاديين". إن الأمور تأخذ منحى جدي عندما يتعلق الأمر بالتراث الثقافي، والطائرات التي لم تعد في الخدمة يمكن أن تكون رمزًا لتاريخ الطيران في البلاد.
الغضب الكلاب النابحة: لماذا تهاجم هذه الفكرة؟
لكن الملفت للنظر هو أن هذا الحدث لم يمر دون آثار وردود فعل غير سعودية. بعض المعلقين من دول أخرى اعتبروا أن هذا المشروع هو مجرد إهدار للموارد وإسراف في استخدام الطائرات، في حين كان يمكن أن يتم إعادة تدويرها أو بيعها كقطع غيار. هؤلاء الذين يهاجمون المشروع لا يفهمون أن هذه الطائرات تمثل جزءًا من تاريخ الطيران، وأن تحويلها إلى معلم سياحي يساهم في تعزيز الثقافة المحلية.
إن بعض المعلقين كانوا يسخرون بالقول: "هل بإمكانك أن تأخذ طائرة من جدة إلى الرياض بوسائل النقل العامة؟" أو "هذا هو شكل تكنولوجيا المستقبل؟" حيث يسحبون كل المعلومات لإقناع الآخرين بأن مثل هذه المشاريع لا تعكس سوى اللامبالاة.
في نهاية المطاف، تبقى طائرات الخردة المُحملة على الشاحنات رمزًا للتغيير والابتكار في المملكة. بينما يحتفل السعوديون بما يرونه كإثبات على قدرتهم على تحويل الخردة إلى أشياء ترفيهية مدهشة، يبقى للبعض الحق في السخرية والانتقاد. ولكن، كما يقال دائمًا، "من لا يتقبل الفكاهة، فهو في حاجة إلى تذوقها." في كل الأحوال، فإن هذه الطائرات الخردة التي تُحلق بعيدًا عن مدرجات الطائرات، تُعتبر إحدى فقرات برنامج ترفيهي محلي بامتياز!
صالح بن عبدالله السليمان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
; أتمنى لكم قراءة ممتعة مفيده
أرحب بكل أرآكم ومقترحاتكم يرجى ذكر الاسم أو الكنية للإجابة - ونأسف لحذف أي تعليق
لا علاقة له بموضوع المقال
لا يلتزم بالأخلاق ااو الذوق العام