قضية فلسطين هي قضية كل عربي حر، فهي ليست مجرد صراع محدود بين قوتين متنازعتين، بل هي رمز للعدالة، وحقوق الإنسان، وحق الشعوب في تقرير مصيرها. يتجلى الإيمان العميق بالقضية الفلسطينية في قلوب العرب الأحرار، إذ يسعون لمساندة الشعب الفلسطيني في نضاله ضد الاحتلال الصهيوني، منددين بالممارسات التي تتنافى مع حقوق الإنسان وتضرب عرض الحائط بالقوانين الدولية.
العداء للصهيونية
الصهيونية، باعتبارها حركة سياسية تسعى لإقامة دولة إسرائيل على أنقاض الشعب الفلسطيني، تمثل واحدة من أبرز المعوقات لتحقيق السلام في المنطقة. وقد أدت التصرفات العدوانية للصهاينة، بما في ذلك الاستيلاء على الأراضي، والتهجير، والاعتقالات التعسفية، إلى تأسيس شعور عام بالعداء تجاههم بين معظم الدول العربية. إن نزيف الدم الفلسطيني والفقدان المستمر للحقوق المشروعة يثير الغضب ويخلق روح التضامن بين الشعوب العربية.
لكن، لماذا نكره إيران أيضًا؟
على الجانب الآخر، تظهر إيران كلاعب رئيسي في معادلة الصراع في المنطقة، حيث تسعى لاستغلال قضية فلسطين لتحقيق أهدافها الاستراتيجية. إذ تدعم طهران بعض الجماعات المسلحة التي تتبنى نهجًا عنيفًا في التعامل مع الأزمات. هذا الدعم لا يهدف بالضرورة إلى نصرة القضية الفلسطينية أو تقديم الدعم الحقيقي للشعب الفلسطيني، بل يُستخدم كوسيلة لتوسيع نفوذها في المنطقة على حساب الاستقرار والأمن القومي للدول العربية.
الحرس الثوري الإيراني هو أحد الأذرع العسكرية التي تستخدمها إيران لتنفيذ سياستها، حيث يتورط في دعم ميليشيات تعمل في دول مثل العراق وسوريا ولبنان واليمن. هذه الميليشيات لا تفكر سوى في مصالحها الخاصة. إن ما يجعلهما متشابهتين هو أنهما يعكسان قوى إمبريالية متنافسة، تحاول كل منهما استغلال الأزمات لتحقيق مكاسبها الخاصة.
الحرب بين الإسرائيليين والإيرانيين: معركة على النفوذ
النزاع المسلح بين الميليشيات الإيرانية وإسرائيل، قد يشعر كثير من العرب الأحرار بنوع من الفخر أو حتى الفرحة. فهنا يعتقد البعض أن كلا الطرفين يُعتبران عدوين. هذا الموقف ينبع من قناعة بأن كل منهما يسعى لصيد الفريسة، وفي هذه الحالة، الفريسة هي المنطقة العربية نفسها ومواردها. لا حبًا في أحدهما، بل كراهية للطرفين اللذين يستغلّان الصراعات لتحقيق أهدافهما الخاصة.
وهكذا نكون قد فهمنا كيف يدار الصراع الدائم في المنطقة، ويجب على العرب الأحرار أن يحددوا موقفهم بوضوح.
موقفنا هو كراهية الكيان الصهيوني وكل من يساندة, وكراهية الكيان الصفوي في طهران وكل المليشيات التابة له. فهما كالذئبين المتصارعين على الفريسة, وهم لا يهتمون لسلامة الفريسة بل هما يفكران في الوليمة التي سينالها المنتصر منهما.
والحمقى من العرب منقسمون قسم يقف الى جانب الصهاينة وقسم الى جانب ايران.
صالح بن عبدالله السليمان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
; أتمنى لكم قراءة ممتعة مفيده
أرحب بكل أرآكم ومقترحاتكم يرجى ذكر الاسم أو الكنية للإجابة - ونأسف لحذف أي تعليق
لا علاقة له بموضوع المقال
لا يلتزم بالأخلاق ااو الذوق العام