كان أخي يعيش في قريتنا الصغيرة، وكنت أراقب بفخر حماسه في بناء بيته الجميل. كان ذلك البيت يعكس جهوده العظيمة، وكان له تصميم فريد يضفي عليه طابعًا خاصًا. كنت أزوره بانتظام، وأرى كيف يستقبلني بابتسامة عريضة وهو يتحدث بحماس عن تفاصيل البناء. كنت سعيدًا برؤيته يتطور، وكنت أفخر بأن أخي يسعى ليكون لديه منزل يجسد أحلامه.
لم يكن الجهد يقتصر عليه وحده، إذ كان أبنائي يزورونه باستمرار. كانوا يحبون اللعب في حديقة البيت الجديدة، وكانوا يبدون إعجابهم الكبير بالتصميم الجميل.
وكنت أفتخر ببناء أخي بين جميع الجيران والمعارف ، وادعوهم لزيارته والاستمتاع بحدائقه الجميلة كأني أدعوهم لمنزلي الخاص
وكانت زياراتي له تعود عليه بالسمعه الحسنه والتقدير في جميع الأنحاء وترفع من قيمته و حجم ثروته
كنا نتبادل الآراء حول كيفية تحسينه أكثر، وكانت لحظات الضحك والمودة تهيمن على زياراتنا.
لكن الأمور بدأت تأخذ منعطفًا غير متوقع.
بعد فترة من الزمن، قررت أن أبدأ في بناء بيتي أيضًا. كنت متحمسًا للغاية، واستعنت بخبراء وفنيين للمساعدة في تحقيق رؤيتي. وكنت أتمنى أن أكون متساويًا مع أخي، أو حتى أن أتفوق عليه في تصميم بيتي.
لكن المفاجأة كانت صادمة. بدأت ألاحظ تغيرًا في سلوك أخي؛ فقد تحول الالتزام إلى عداء. بدأ يهاجمني بكلمات قاسية، واستأجر أشخاصًا ليقوموا بالهجوم عليّ وعلى مشروعي. صدمتني تصرفاته. كيف استطاع أن ينسى تلك الأوقات الجميلة التي قضيناها معًا؟ هل كان يعتقد أنني أريد أن أكون أفضل منه بطريقة سلبية؟
ما زاد الأمور سوءًا هو أن ابنائي أصبحوا أهدافًا لعدوانه، حيث كان يسميهم "ذباب" وأصبح يغضب بشدة عندما يدافعون عني. قلبي كان يحترق وأنا أراهم يتعرضون لهذا الهجوم، بينما أخي يتجاهل تمامًا كم كنت سعيدًا له عندما كان يبني بيته الجميل.
لم أكن أريد أن تتصاعد الأمور أكثر من ذلك. كنت أبحث عن طرق للتواصل معه، لأُعلمه كيف تغيرت مشاعرنا، وكيف أن المنافسة البناءة تعدّ نعمة، وليس نقمة. أردت أن نسترجع الأوقات الجميلة، وأن نعود إلى تلك الأوقات التي كنا نقف فيها معًا ونبني أحلامنا، بدلًا من أن نكون في صراع دائم.
وفي نهاية المطاف، تعلمت أنه مهما كانت التحديات، فإن الأسرة تبقى هي الأهم. علينا أن ندعم بعضنا البعض، وأن نتعاون بدلًا من أن نتنازع. إن الجمال الحقيقي للبناء لا يتمثل فقط في الجدران والألوان، بل يكمن أيضًا في الروابط الإنسانية التي تجعل من كل بيت مكانًا للسعادة والمودة.
وكم اتمنى ان يتعلم اخي ايضا هذه المشاعر.
صالح بن عبدالله السليمان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
; أتمنى لكم قراءة ممتعة مفيده
أرحب بكل أرآكم ومقترحاتكم يرجى ذكر الاسم أو الكنية للإجابة - ونأسف لحذف أي تعليق
لا علاقة له بموضوع المقال
لا يلتزم بالأخلاق ااو الذوق العام