السبت، 4 أكتوبر 2014

من لا يعشق ليبيا ؟

كتبت كثيرا حول هذا الموضوع ولكنه يتكرر ولاحظت تكرارها  من سنوات . لاحظتها منذ انطلاقة ثورة فبراير. ولها عدت أسباب .

عندما يهتم كاتب غربي ببلادنا , نسرّ لذلك ونشجعه ونحتفي به. وحتى إن خالف رأينا ومعتقدنا ما يقول .

وعندما يهتم  مسلم عربي ببلادنا نجد البعض يتساءلون???

- لماذا هو مهتم بنا ؟
- لماذا يحاول التعرف علينا؟
- لماذا يحاول الاقتراب منا؟
 - لماذا يكتب في قضايانا ؟
بل ويشك ويشكك البعض في نواياه , ودوافعه, بغض النظر عن صحة ما يقول أو خطأه .
أظن هذا ناتج عن سببان
-السبب الأول
نظن يظن هؤلاء أن وطنهم ليس مهما إلى درجة أن يهتم مسلم عربي بنا , وهذا الظن يوصلهم إلى أن هنالك سبب خفي ونوايا أخرى لهذا المهتم , بغض النظر هل ما يقول صحيحا أو خطأ , المهم هو ما يظنون من نوايا مريضة .
-السبب الثاني
قد يكون هو الأهم , مثل هذا الفكر هو نتاج ما زرعه نظام الطاغية من انغلاق داخلي , والشك في كل من هو حولهم . وهذا النوع من التربية العامة هدف لكل طاغية , إذ يعمل بكل الوسائل على  نشر الشك في كل ما قريب منا , حتى لا نتشارك في الرأي والفكر , فكل ما حولك هو إما مخابرات داخلية أو خارجية أو جزء من مؤامرة, حتى بلغ الشك أن يشك الزوج في زوجه ولا يطمئن الأخ لأخيه ويحذر الجار جاره , فتنقطع أواصر العلاقة الصحية في المجتمع , وينقطع التواصل مع المحيط بنا .

أقول لهؤلاء:-
"ليبيا جميله ورائعة", كل ما فيها جميل حتى وإن غطاه بعض الغبار , فالجوهرة تبقى جوهره حتى وإن ألقيتها في القمامة ( أكرمكم الله ),  تستحق أن تحب بل وأن تعشق .
يجب أن نستغرب عدم الاهتمام بها ’ وليس العكس .
- كيف لا تحب بلدا فيه مليون حافظ للقرآن الكريم ؟
- كيف لا تحب وقد حافظت عبر قرون على لغتها العربية السليمة رغم ما يحيطها , فهي أقرب إلينا لغة من مصر المجاورة ؟
- كيف لا نهتم بها وهي الأقرب إلينا فكرا ونسبا من كل ما عداها ؟
- كيف لا نحب جبالها وسهولها وجمالها الطبيعي الذي يجب أن تكون الوجهة الأولى للسياحة العائلية ؟
- كيف لا يعشق كفاح شعبها وتضحياتها عبر قرون ؟
- كيف لا تعشق بلدنا أنجبت عمر المختار و السويحلي و السعداوي و الباروني؟
- كيف لا تعشق بلدا أنجبت الملك الصالح السنوسي الذي رفض نصيحة مستشاريه و قادة في جيشه أن لا يسلم الملك للقذافي وقالوا له نستطيع أن نقضي عليهم , فقال قولة تسجل في التاريخ انه لن يقبل إسالة نقطة دم من أجل الملك ؟
- كيف لا تعشق بلدا بها بنغازي والزاوية ومصراته وطرابلس العروس وجنزور والكفرة ونالوت والبيضا وطبرق و...و... ؟
- كيف لا تعشق ولنا قصة في البريقة وكفاح الثوار أيام وأسابيع وشهور فيها ؟
- كيف لا تعشق بلدا فيه مصراته التي سطرت قصة فاقت ستالين جراد وستبقى تاريخا يدرّس ويجب أن تكتب فيه مجلدات؟
- كيف لا تعشق بلدا جمع ثقافات الشرق والغرب يتجلى واضحا في طعامها وكم أود تناول : المبكبكه" أو "العصبان" وخصوصا أنها أيام النحر . وترى واضحا امتزاج الحضارات في بعض عاداتها ؟
- كيف لا يعشق بلدا تعرض عربها وطوارقها وأمازيغها إلى عمليات إبادة وتجهيل كبيرة وتغلبوا عليها وتعايشوا تعايشا يجب أن يدرس ويجعل مثلا يحتذى به ؟
استطيع أن اكتب الآلاف من هذا الكيف
كل هذا نساه هذا البعض , وجعلوا يبحثون عن أسباب ونوايا خبيثة لكل من يرى ويؤمن بهذا الكم من " كيف"
لهؤلاء أقول , أنا أرى هذا الكم من " كيف " ولكني أظن أن تربية القذافي وتعليمه وإعلامه جعلكم لا تروه , فلا تؤمنون إلا بما كان هو وإعلامه يقول, بل وجعلكم تشكّون حتى في اقرب الناس إليكم .
شكوا ما استطعتم , وشككوا ما استطعتم.
أنا أعشق كل حبه تراب وكل مدينة وجبل وسهل وصفحة في كتاب تاريخكم , وسأظل أهتم وأعشق ليبيا رغم كل ما علق بها لأني أرى الجوهرة , وأحاول أن أجعل لآخرين يرونها .
ولكل إخواني في ليبيا . أنا معكم دما وقلبا وفكرا , أحاول أن أستفيد منكم كإنسان وأن أعرض عليكم ما أملك من فكر وتجربة . أنصح وأشرح وأتعلم وأدرس تاريخكم وجغرافيتكم ومجتمعكم .
عسى أن يكون هذا واضحا لمن يشك في ليبيا قبل أن يشك في صالح . فليبيا تستحق أن يعشقها أبناءها وأن ينادوا العالم لعشقها. أن يهتموا بها و ينادوا العالم للاهتمام بها ,
أن يعملوا على تطورها وازدهارها ولا يخشوا الاستفادة من خبرات الآخرين , ولكن عليهم أولا أن يثقوا بأنفسهم . وأن يكون قرارهم بأيديهم ,
يقرؤون ويطلعون على ما يقوله الآخرين , ثم يمحصونه في عقولها , ثم يقررون "هم" بأنفسهم . فهم أصحاب القرار .  كما تقبل رسولنا الكريم الذي يوحى له من السماء نصح المحيطين به , عليهم أن يفسحوا المجال لمحبيهم , والسماع لما يقال ثم هم أصحاب القرار.
ليبيا تعشق , وأهلها يستحقون الاحترام . ومن كان لا يعتقد هذا عليه أن يراجع نفسه , وأن يراجع فكره .
أتمنى أن يكون ردي واضح , وأن تخرس كل الألسن التي لا تحترم ليبيا ولا تحب ليبيا ...
صالح بن عبدالله السليمان
http://salehalsulaiman.blogspot.com/

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

; أتمنى لكم قراءة ممتعة مفيده
أرحب بكل أرآكم ومقترحاتكم يرجى ذكر الاسم أو الكنية للإجابة - ونأسف لحذف أي تعليق
لا علاقة له بموضوع المقال
لا يلتزم بالأخلاق ااو الذوق العام