الخميس، 2 أكتوبر 2014

النقد الذاتي ضرورة

 
النقد الذاتي ضرورة
من المهم جدا للإنسان أن يقوم بالنقد الذاتي بصفة دائمة , ويشمل النقد معظم نواحيه كانسان وتشمل :-- - الفكر , فيتعرف على أخطائه المنهجية , وما يعتقد صحيحا من أفكار وما يتبناه من آراء , فالبعض وجد نفسه أحيانا منساقا وراء خطابات حماسية , أو  وقع تأثير عليه من إعلام موجه أو غيرها من المؤثرات.
- كذلك بعض الآراء الفقهية (وليست العبادات أو ما هو معلوم من الدين بالضرورة) التي نتبناها حبا في شيخ معين أو أتباعا لمذهب معين.
ومن الضروري أتباع منهج الحياد في نقد الذات, لا موقف المحب ولا الكاره , فآفة الرأي الهوى .

حثنا الله على التعقل والتفكر فكم مرة ذكرت ( أفلا تعقلون ) (أفلا تتفكرون) ونهانا عن إتباع الهوى . لان العقل هو مناط الحساب ولا يخر الناس على وجوههم في الفتن إلا بأتباع الهوى .
يخطئ الكثير  ويعتبرن الرأي هو الهوى , لا , الرأي يكون مبنيا  على العقل الذي كرمنا الله به . ومبني على كتاب الله وصحيح ألسنه النبوية المطهرة . كما هو المشهور عن الأمام مالك ولكنها أثر عن أبن عباس رضي الله عنهما (كل يؤخذ من قوله ويرد إلا صاحب هذا القبر).
وحتى في ما تعلمناه في مدارس الأنظمة الطاغية  يجب أن نعرضه للنقد , حيث أنها كانت تسعى للتجهيل اكثر منها للتعليم الحقيقي , وكم من وزارة للتربية وهي عن التربية أبعد وكم من وزارة للثقافة وهي لحجب الثقافة أقرب .
وتذكروا بعد سقوط الطاغية نشرت وثائق حول بعض من كانوا ملئ العين والسمع من كتاب ومفكرين كانوا شحاذين على أبواب الطاغية. وكانوا يساهمون في خلق الوعي العام في المجتمع.
ليتنا ننقد أنفسنا وننقد آرائنا ولا عيب إن رجعنا عن رأي وجدنا خيرا منه . أو تركنا طريقة للتفكير وجدنا   أنها لا تبنى على قواعد صحيحة.
فمثلا أيام عبدالناصر اختفت كل محاسن الملك فاروق والرئيس محمد نجيب , ولا يسمح بالحديث عنها لا سرا ولا علنا . وكذلك الملك الليبي , الملك الصالح محمد إدريس السنوسي الذي شوهـ تاريخه ومنع كل دارس من البحث في تلك الحقبة إلا ما وافق رأي الحاكم حينها .
حتى علاقات الدول بينها , فما وافق رأي الحاكم كان الإعلام مسخرا لذكر محاسنها وما أن يختلف الحكام بينهم حتى ينطلق الأعلام للسب والردح وتعبئة الرأي العام ضد هذه الدولة شعبا وحكومة وتاريخا . وقد تزور وثائق أو تحرف حوادث لخدمة هوى الحاكم.
النقد الذاتي هو السبيل الوحيد للتخلص من تلك الآفات التي لحقت بالعقل وتبعها الأخلاق , أنها بالضبط كعملية غسيل دوريه لما يلحق بالعقل والفكر من أدران .
يجب أن نضع قواعد صارمة لكي نتأكد من صحة آرائنا , وأهم معيار هو الكتاب والسنة الصحيحة , ثم يليها ما ثبت بالدليل .
أذكر في بدايات الثورة لليبية كانت تنطلق الإشاعات والوثائق المزورة الكثير تشوه من الثورة والثوار, وأحمد الله ويعلم كل من تابعني أني فضحت الكثير من تلك الوثائق وبينت تزويرها .
لا تكن أحكامنا وآرائنا مبنية على الهوى بل على قاعدة صلبة , هكذا نحصن أنفسنا وأبنائنا ومجتمعنا من خطر الناعقين والداعين إلى شر الأمور .
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه‏
صالح بن عبدالله السليمان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

; أتمنى لكم قراءة ممتعة مفيده
أرحب بكل أرآكم ومقترحاتكم يرجى ذكر الاسم أو الكنية للإجابة - ونأسف لحذف أي تعليق
لا علاقة له بموضوع المقال
لا يلتزم بالأخلاق ااو الذوق العام