الثلاثاء، 7 أكتوبر 2014

قولي في ليبيا لله ثم للتاريخ

أعلم أن ما سأقول سيغضب الكثير , وقد افقد بعض رفقاء الكفاح والدرب الشاق , ولكن اقولها إرضاء لله ثم لضميري ثم لعلمي .
ما خرج  عليه الشعب الليبي في ثورة 17 فبراير هو الظلم والقهر وانعدام الخيارات 
وما طالب به هو الحرية والكرامة والعدل ,
الحرية في الاختيار والكرامة للجميع , والقانون فوق الجميع .
أقول هذا لأني لصيق بالثورة الليبية , بل وأطلق علي الكثير لقب أتشرف به وهو " كاتب الثورة الليبية " , فأنا لا أتكلم من عدم علم أو من ظن .

وما يقوله البعض أن الهدف من الثورة ومحركها كان الدعوة لتطبيق الشريعة خطأ , وبصراحة فأن السلفيون ( وهم إخواني وأحبتي ) كانوا أخر من التحق بالثورة الليبية , وكم من المكاتبات بيني وبين بعضهم نقاشا في جواز الخروج على القذافي وجواز الاستعانة بحلف الناتو , لم يكن عدم خروجهم حبا بالقذافي , بل حبا بالله وإطاعة لما فهموه من قوله " وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ". وبعد اشتراكهم أبلوا بلاء كبيرا في الكثير من المواقع.
فالثورة الليبية أشعل شرارتها الشباب , وكان وقودها الشباب , فلم يكن البطل الطيار محمد امبارك العقيلي سلفيا ولم يكن البطل المهدي زيو  سلفيا , بل أشخاص عاديون ثارت حميتهم على الظلم .
أما تطبيق الشريعة فهو هدف ظهر مع ظهور العملية السياسية وظهور الخيارات أمام الشعب وهم جزء أصيل منه ,
يجب أن يسعى إليه المنادون به بهدوء وروية وتحكيم العقل , وبالدعوة والإرشاد , ولنا في رسول الله أسوة حسنه .
يجب التركيز الآن على الحرية والكرامة والعدل , هذه الأسس إذا توفرت فتوفر باقي الأمور أسهل, وإذا عدمت ففقد كل الأمور يصبح واقعا محتوما.
لا يفهم من كلامي أني ضد تطبيق الشريعة , بل مع ذلك . ولكن لا يكون إلا حسب قوله تعالى : ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ*
تطبيق الشريعة هدف, يجب أن يكون استراتيجيا لمن ينادي به وليس هدفا تكتيكيا
يجب ان تحترم إرادة الشعب متمثلة في صناديق الانتخابات , ويجب أن يحترم من فاز بصناديق الانتخابات الدستور والمواعيد الدستورية,  فبهذا تكون للوطن فرصة للنجاة مما هو فيه . وخصوصا أن كل طرف لديه السلاح.
- ليكن السلاح الذي أزال القذافي وطغيانه عونا للبلاد لا نقمة عليها.
- ليكن عامل إرساء لقواعد العدل وتطبيق القانون , لا أن يكون عونا على خرق القانون .
- ليكن السلاح حماية لمقدرات الشعب لا تدميرا لها ,
- ليكن السلاح عامل أمان وأمن للمواطن لا لترويع أطفاله ليل نهار
من كان ينادي بنادي باستقلال ليبيا والتخلص من التأثير الخارجي عليها , فليضع السلاح.
من كان يرغب بتطبيق الشريعة حقا فليضع السلاح
من كان ينادي بإحقاق الحق والعدل والإحسان فليضع السلاح
من كان ينادي بالحرية والكرامة فليضع السلاح
من كان يرغب في بقاء دوله أو وطن أسمه ليبيا فليضع السلاح.
ومن كان ضد هذا كله فليبق السلاح ليدمر به الوطن , فالسلاح لا يبني وطنا , السلاح لا يجمع القلوب
كل من ينادي بأي شعار , فليكن بالطرق السياسية والدستورية والقانونية ,
ليبيا حبيبة إلى القلوب وقلبي خاصة , يؤلمني ما يحدث فيها .
والله إني أحب حفتر , وأحب فجر ليبيا وأحب كل من على هذه الأرض , ولكن حبي لليبيا أكبر , وحبي للشعب الليبي أكبر.
أقرئوا ما كتبت منذ انطلاق ثورة ليبيا في 17 فبراير 2011 بل هي قبل ذلك بأيام ولها إرهاصات في بنغازي و البيضا و الزاوية.
 كل أو جل مما توقعت فيها قد حصل , ليس تنبؤا أو رجم في الغيب , بل هي سنن الله في الكون .
أقول اليوم وأتمنى أن أكون مخطئا.
 إذا شاء حاملو  السلاح ومؤيدوهم أن تقسم ليبيا وتقطع أوصالها وتصبح دولا متناحرة لا مجال أمامها للتقدم والازدهار  فأن ما هم فيه الآن هو سبيلهم .
أتمنى أن لا يكون ما بيني وبينهم كما كان بين دريد بن الصمة وقومه بقوله
- نصحت لعارضٍ وأصحاب عارض * ورهط بني السوداء والقوم شهدي
- أمـرتــــهم أمـري بمنعــــرج اللـوى *  فلم يستبينوا الرشد إلا ضحى الغد

أيها المتقاتلون , أيها المتناحرون في ليبيا , اتقوا الله في ليبيا , اتقوا الله في شعب ليبيا , اتقوا الله في تاريخها
صالح بن عبدالله السليمان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

; أتمنى لكم قراءة ممتعة مفيده
أرحب بكل أرآكم ومقترحاتكم يرجى ذكر الاسم أو الكنية للإجابة - ونأسف لحذف أي تعليق
لا علاقة له بموضوع المقال
لا يلتزم بالأخلاق ااو الذوق العام