الخميس، 23 أكتوبر 2014

نحن بين النقد وثقافة القطيع

عندما اطرح رؤية  لموضوع ما كالقيادة أو الفكر أو الثقافة , اطرحها كعموميات وليس كحالة خاصة , بالضبط  ( ولله المثل الأعلى) كقول الله تعالى  "  لا يفلح الظالمون " فقوله تعالى ينطبق على كل من اتصف بالظلم وليس لشخص بعينه . فهي حالة لا فردا.
البعض يسقط الحالة التي اذكرها على من يحب أو يؤيد من القيادات حوله , ثم يغضب علي لماذا اطرح هذه الرؤية .

أخي الرجال يعرفون بالحق ولا يعرف الحق بالرجال , وأنا اتبع الحق حيث كان, لا اتبع رجلا , قد يكون مع الرجل الذي تحبه أنت أو تؤيده بعض الحق , ولكن بالنسبة لي البعض لا يغني عن الكل في أية حال .

لنتعلم كيف ننقد من نحب أو من  نؤيد قبل نقد من نكره أو نخالف , فالنقد وسيلة لإصلاح الأخطاء والعيوب أو تداركها أما المدح  فنفعه محدود كالتشجيع والحث على المواصلة وحفز الهمم .

تكلمت في مواضيع سابقه عن أنواع الثقافات التي تنقصنا , وقلت ينقصنا ثقافة الحوار , ثقافة الاختلاف , ثقافة الاستماع .ثقافة الفهم والتحليل, ثقافة التخطيط , ثقافة العمل .

كان يجب أن أضيف إليها ثقافة النقد , ولكن هذه الثقافة لا تأتي إلا بتوفر بقية الثقافات من حوار وقبول الاختلاف والاستماع لكل الآراء والأفكار المطروحة , وثقافة الفهم والتخطيط .

وجود هذه الثقافات يتناسب عكسيا مع الثقافات السيئة والهادمة وأهما " القطيع والكراهية "

وما دمر أمتنا مثل ثقافة القطيع وثقافة الكراهية ,

ثقافة القطيع , تلك ألتي ذكرها الله سبحانه وتعالى في عدة مواضع منها " وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا " وقوله تعالى " إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون  " . فإتباع القيادة واجب شرعي ومطلب أساسي , ولكن الطاعة لا تنافي النقد البناء أو ما قد يسميه البعض النصيحة . فالبشر ليسوا قطيعا , وحتى زمن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يخجل الصحابي الجليل الذي انتقد موضع نزول الرسول الكريم في موقعة بدر ,  ""فقال: يا رسول الله أهذا الموقع وحياً أوحاه الله إليك أم هو الرأي والمشورة ؟"" ... وقال الرسول صلى الله عليه وسلم ناهيا إيانا عن إتباع ثقافة القطيع بقوله " لا تكونوا إمَّعةً تقولون إن أحسَن النَّاسُ أحسنَّا وإن ظلموا ظلمنا ولكن وطِّنوا أنفسَكم إن أحسَن النَّاسُ أن تُحسِنوا وإن أساءوا أن لا تظلِموا".

الشرع يقول لنا أن لا نكون قطيعا , نتبع القيادة بخيرها وشرها .بل نطيع وننتقد وننصح ونصوب .

ثقافة القطيع , سمها ثقافة القائد الأوحد , سمها ثقافة الزعيم الذي لا يخطئ , ثقافة استوردناها من الأمم السابقة من فرس ورومان وقبط ومن الديانة المسيحية التي تقول "أعط ما لقيصر لقيصر وما لله لله " ومن ثقافة" الدم الأزرق" الغربية . وليست ثقافة ابن البادية الذي ينظر بعقله , ويرى الحق فيتبعه ويرى الباطل فينتقده , الغرب طورها حتى وصل إلى ما يريد ونحن استوردنا  ثقافة الدم الأزرق وأصبحنا عبيد لها .

الثقافة الثانية , ثقافة الكراهية , سأرجع لها بمقال آخر قريبا إن شاء الله .

صالح بن عبدالله السليمان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

; أتمنى لكم قراءة ممتعة مفيده
أرحب بكل أرآكم ومقترحاتكم يرجى ذكر الاسم أو الكنية للإجابة - ونأسف لحذف أي تعليق
لا علاقة له بموضوع المقال
لا يلتزم بالأخلاق ااو الذوق العام