الجمعة، 10 أكتوبر 2014

جوهر الحالة الليبية اليوم

يحار الكثير في فهم ما يحدث في لبيبا , ويضربون أخماسا في أسداس يحاولون فهم ما يحدث , خصوصا بعد وصول ليبيا إلى حالة من الانقسام الشديد بوجود حكومتين , وتقاتل بعض القوى على الساحة.
ولكن لفهم أي مشكله يجب تعريتها حتى نصل للجوهر .
يتصور الكثير وحتى من الليبيين أنفسهم أن المشكلة هي صراع على السلطة ,وهنا يقع الخطأ .

المشكلة أو جوهر المشكلة هو فقد إطراف المجتمع الثقة في بعضها , كلها تخاف من المستقبل, وماذا سيحدث لها في المستقبل,
 لذا يصعب الحل , ولا بد أولا من إعادة الثقة بينهم , قبل البدء بأي نوع من الحلول أو اللقاءات , التي لن تنجح لأنها لن تعالج جوهر المشكلة.
في الحالة الليبية لب المشكلة هو" الثقة " بالأطراف الأخرى , ولدينا مثل يقول "من ذاق لدغة الأفعى خاف هزة الحبل" يكاد ينطبق على كل الأطراف.

- الشرق الذي احترق بنار المركزية طوال عقود يخاف من عودتها, ويحارب للحصول على ما يثق من ضمان لحقوقه

- المناطق الأخرى عانت من ويلات التهميش وتحارب للحصول على الضمانات التي تثق بها حتى لا تتكرر.

- الإسلاميون الذين عانوا في الجزائر وفي مصر مؤخرا يحاربون للحصول على ضمانات يثقون بها ليبتعدوا عن خطر المشانق والتغرب .

- الثوار الذين عانوا من رؤية المشانق المعلقة في رمضان يخافون من عودة النظام ويحاربون للحصول على ضمانات يثقون بها ليبتعدوا عن هذا الخطر

- من عمل في نظام القذافي يخاف من الإبعاد وحرمان الحقوق ويحارب لكي يحصل على ضمانات يثق بها تضمن ما يظن أنها حقوق .

- الإنسان الغير مؤدلج  الذي فقد أبنا أو أخا في الثورة يخاف من عودة النظام وتعرض الباقي من أسرته للخطر وفقدانه أهم منجز لثورة فبراير وضياع دم الشهيد.

- الليبرالي يخاف من سيطرة الإسلاميين على السلطة فيجبر على تغيير نمط حياته , فيحارب لكي يحصل على ضمانة لحريته .

والضمانة الو حيده التي يظن أنها ستحميه هي استلامه للسلطة . ويا روح ما بعدك روح .

هنا يخطئ البعض ويتصور الصراع القائم هو على السلطة , بينما لب المشكلة وجوهرها هو "الضمان" والسلطة هي اكبر ضمان . فالسلطة هنا وسيلة وليست غاية .

قد يطمع في السلطة شخص أو مجموعة مغامرة , أما الانقسام الحاد والعمودي في المجتمع الليبي فلا يعقل أن كل منهم طامع في السلطة

الكل مقتنع ظاهريا بصناديق الانتخابات , ولكن ما الذي ستفرزه هذه الصناديق ؟ هنا يحاول ان يؤثر في المشهد بطريقة تجعله الأقرب للفوز أو الأبعد عن الخسارة.

إما بإلغاء نتائج ما قام من انتخابات , أو بالتركيز على نتائج ما حدث منها.

لا ننسى أن هنالك أطراف خارجية يهمها فوز هذا أو ذاك لأسباب خاصة بالبلد المشارك في التدخل . ولكن أحببت ان أركز على الأطراف الداخلية لأنها هي التي على الأرض وهي من أعطى الآخرين فرص التدخل والغطاء السياسي لها .

المشكلة هي "انعدام الثقة" والحل هو الثقة .

هكذا تفهم الحالة الليبية منذ التحرير إلى اليوم , مرورا بالمجلس الانتقالي وحتى اليوم حيث توجد حكومتان .

السؤال هو كيف نعيد الثقة ؟ كيف يضمن كل فرد وكل منطقة حقوقه في الوطن

إذا وجدنا الجواب , وجدنا الحل .

صالح بن عبدالله السليمان

هناك تعليقان (2):

  1. جوهر الحالة الليبية بعيون ليبية
    -في الشرق الليبي كان منذ البداية انقلاب تحت غطاء اطلقوا عليه ثورة .اما في الغرب الليبي فقد كانت ومازالت هناك ثورة حقيقية .
    - اذا ترشح احد ابناء المقبور او حتى ارملته لرئاسة ليبيا سيتم اختياره من اغلبية المدن الليبية وبدون الحاجة الي تزوير نتائج الانتخابات لان الشعب تربطه معهم عشرة عمر اي "رفاقة عمر" وحينها سيتخلون عن سيدهم حفتر المستورد.
    - قالوا بان التاريخ يعيد نفسه ولكن في الحالة الليبية اعادة تجريدة حبيب لن تتكرر لان التضحيات سئمت افعال البدو وافعال من عاشرهم فصار مثلهم وعودة اولاد علي للشرق الليبي بداءت فعلا.
    - انقصال الاقاليم الليبية الثلاثة يتوقف على مدى التوافق بين امريكا وبريطانيا وفرنسا واستقلال مصراتة "سنغافورة 2" اعتقد بانه امر لا محال منه حتى نشعر بان تضحيات الاحبة لم تضيع هباء ربما نحتاج الي عقد من الزمن لتحقيق ذلك .
    سؤال الي الاستاذ صالح اود منك الاجابة عليه
    مارايك بالتجربة السنغافورية ؟
    دمتم بصحة وعافية

    ردحذف
  2. جوهر الحالة الليبية بعيون ليبية
    - في الشرق الليبي كان منذ البداية انقلاب تحت غطاء اطلقوا عليه ثورة .اما في الغرب الليبي فقد كانت ومازالت هناك ثورة حقيقية .
    - اذا ترشح احد ابناء المقبور او حتى ارملته لرئاسة ليبيا سيتم اختياره من اغلبية المدن الليبية وبدون الحاجة الي تزوير نتائج الانتخابات لان الشعب تربطه معهم عشرة عمر اي "رفاقة عمر" وحينها سيتخلون عن سيدهم حفتر المستورد.
    - قالوا بان التاريخ يعيد نفسه ولكن في الحالة الليبية اعادة تجريدة حبيب لن تتكرر لان التضحيات سئمت افعال البدو وافعال من عاشرهم فصار مثلهم وعودة اولاد علي للشرق الليبي بداءت فعلا.
    - انقصال الاقاليم الليبية الثلاثة يتوقف على مدى التوافق بين امريكا وبريطانيا وفرنسا .
    - استقلال مصراتة "سنغافورة 2" اعتقد بانه امر لا محال منه ربما يحتاج الي عدة سنوات ليست بالقليلة لتحقيق ذلك .
    سؤال الي الاستاذ صالح اود منك الاجابة عليه
    مارايك بالتجربة السنغافورية ؟
    دمتم بصحة وعافية

    ردحذف

; أتمنى لكم قراءة ممتعة مفيده
أرحب بكل أرآكم ومقترحاتكم يرجى ذكر الاسم أو الكنية للإجابة - ونأسف لحذف أي تعليق
لا علاقة له بموضوع المقال
لا يلتزم بالأخلاق ااو الذوق العام