الاثنين، 6 أكتوبر 2014

ضائعون بين الوصفة السحرية والطريق

لا توجد وصفات سحرية لحل المشاكل , أنما توجد طرق , طرق أما شاقة أو سهله , طرق إما تؤدي للحل أو لا تؤدي للحل,  طرق يؤدي سلوكها لمشاكل أكثر أو طرق مشاكلها أقل.
طرق وليست وصفات .
من كان ينتظر وصفة فسيطول انتظاره , ومن سار على الدرب وصل.
فلنبدأ بالسير على طريق الحلول لمشاكلنا ولندعو الله أن يوفقنا ويوفق غيرنا من السائرين.
هذا الأيمان بتعدد طرق الحل, وهذا التعدد هو ما يولد لدينا التيارات الفكرية والسياسية والاجتماعية , يجعلنا نبتعد عن تخوين الآخرين , لأننا سنرى أنهم يسلكون طريقا للحل , سواء آمنا به أو لم نؤمن , سواء اعتقدنا انه الطريق الصحيح للحل أو أن طريقهم لا يؤدي للحل .

وعندما نناقشهم فسنناقشهم على هذا الاعتقاد , ونسمع منهم على هذا الاعتقاد , بأنهم متوافقون معنا في الهدف ( تطور وازدهار الوطن) ولكنهم يسلكون طريقا مختلفا .
هنا تلغى كلمات مثل الخيانة والتبعية وغيرها من الصفات القبيحة التي نسمعها صباح مساء.
ليس هذا فقط , بل وتخف حدة التقاتل وحدة النزاع ويصبح الاختلاف في الطرق المؤدية للحل فقط .
سيصبح اقرب لاختلاف المذاهب الإسلامية الأربع , فكلها ترمي إلى إتباع سنة المصطفى ولكنها تختلف بينها في الطرق , قد تكون كلها صحيحة وقد يكون بعضها صحيحا في جزئية وخطأ في جزئية ولكنها لا تتحارب ولا تقتتل ولا تكفر ولا تخوّن . طرحت هذا المثال للتقريب فقط وليس للنقاش حوله .
وبسبب هذا النوع من الإيمان بتعدد الطرق لا نجد أعضاء الحزب الجمهوري الأمريكي يتسابّون مع أعضاء الحزب الديمقراطي , ولا أعضاء حزب المحافظين البريطاني يتقاتلون مع أعضاء حزب العمال , فهم يعلمون إنهم مختلفون في الطريق وليس في الهدف الأسمى ويعملون وفقا لهذا لعلم .
قد يقول أحدهم بأنهم رأوا بعض أعضاء البرلمانات في العالم يتقاتلون بالأيدي والأرجل , أقول أنها لا تعدوا تصرفات فردية لرجال غضبوا لسبب ما ومؤكدا هو ليس شك أو اعتقاد بكفر أو خيانة أو عمالة أو تبعية الآخر , عراك  بين رجلين يعملان في الشأن العام  أشعله غضب أحدهم وينتهي في لحظته لا تجيش له الجيوش ولا يقتل بسببه رجال ونساء ولا تهدم مباني عامة أو خاصة .
وبسبب فقد هذا الفهم للاختلاف نجد سياسيونا ومثقفونا وبعض أعضاء مجتمعاتنا تتبادل الشتائم والاتهامات بطريق تقفل أبواب الحلول وتمنع الوسطاء من التدخل  بل وتتحارب وتتقاتل بالسلاح بعض الأحيان .
والانكى والأمرّ,  أنهم بأفعالهم يفتحون الباب على مصراعيه للتدخل الخارجي , ويجد كل صاحب مطمع موطأ قدم له الوطن.
وأنا أقدم هذه الطريقة للحل وليست وصفة سحرية للحل .  من شاء إن يعتقد بها فله ذلك ومن ظن أنها خطأ, أو لا تؤدي للمطلوب فليتقدم باقتراح طريق آخر , واختلاف الرأي لا يفسد للود قضيه.
صالح بن عبدالله السليمان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

; أتمنى لكم قراءة ممتعة مفيده
أرحب بكل أرآكم ومقترحاتكم يرجى ذكر الاسم أو الكنية للإجابة - ونأسف لحذف أي تعليق
لا علاقة له بموضوع المقال
لا يلتزم بالأخلاق ااو الذوق العام