الخميس، 16 أكتوبر 2014

بين القذافي وفبراير و الشعب


يخطئ كثير من القراء في فهم ما اكتب هذه الأيام حول رغبتي في حقن الدماء , والعمل على تحقيق أماني الشعب الليبي البطل في ثورة فبراير , وجعل أحلامهم تتحقق على ارض الواقع .
وهذا الخطأ نال منه الكثير ممن يطالبون بحقن الدماء وتحقيق الأهداف.
يقولون لنا. لماذا لم تقولوا هذا أيام القذافي؟ كأنما يلوموننا على الوقوف ضد القذافي
وهذا خلط رهيب للأمور.......

.
القذافي كان حاكما لديه الجيوش والأسلحة , عانت ليبيا من جنون شطحاته ودمويته التي فاقت كل الحدود. لم يستعمل قوته في صالح شعبه , بل في صالح حاشيته وزبانية.
عندما تحرك الشعب في 15/ 16 فبراير استخدم حتى رصاص م ط في القضاء على المطالبين بحقوق بسيطة وأساسية. بالطبع لا أتكلم عن المآسي التي سبقت ذلك.

أرسلت له رسالة مفتوحة , أرسلتها إلى كل السفارات والى طرابلس , نصحت له . بل ونصح له كل قادة العالم , وتم إعطاءه المجال تلو الآخر والمهلة تلو المهلة , ولكن لم يتوقف وأخرها يسيّر رتل كبير لقتال بنغازي.
وعندما يستعر القتال , بين شعب وحاكم , فلا مجال للحياد.
أما الآن فهي فصائل من بين الشعب الليبي , كلهم مواطنون , تفرق بينهم الرؤية السياسية , هنا يجب أن اكون على الحياد, وأنادي بحفظ الدم . يوجد من يؤيد هذا أو يؤيد ذاك
بعض الأحيان يكون الدم هو الحل , وأحيان أخرى فان الدم هو المشكلة ,
ثم إن الأخطاء التي تحدث الآن ليست أخطاء فبراير, فثورة فبراير قامت بعملها , وأزالت الطاغية , وأعادت الحكم لمالكه الأصلي . حققت أهم وأكبر أهدافها , أعطت الحرية والقدرة على الاختيار.
أما ما حدث بعدها فهو صراعات بين مطامع أحيانا , ورؤية سياسة أحيانا أخرى , يغذي هذه الاختلافات خوف في المحيط العربي من نجاح الشعب الليبي في تحقيق الحرية والكرامة , وخصوصا إذا كان يصاحبها ازدهار وتقدم , أو خوف من تولي قطاع من الشعب السلطة بما يخالف توجهات بقية الحكومات والأنظمة العربية , يصاحبه أطماع خارجية تحاول الحصول على امتيازات خاصة في ليبيا سياسة واقتصاد وأسواق؟
هذه الصراعات مع الحالة السياسية في ليبيا قبل الثورة , حيث ارتبطت الدولة بالنظام الحاكم , فالحاكم هو الدولة والدولة هي الحاكم , فإذا زال الحاكم زالت الدولة ( الدولة كنظام حكم وليس كوطن ) جعلت مهمة الشعب الليبي صعبة في بناء نظام دوله .
إذا أضفنا إلى ذلك ما عمل عليه القذافي ونظامه من بناء للعقيدة السياسية خلال 42 سنه , مثل من تحزب خان , والسلطة للشعب دون تطبيق حقيقي , وعملية المؤتمرات الشعبية العقيمة , والإعلام المطبل المسبح بحمد الحاكم , زادت المشكلة الموجودة الآن تعقيدا .
كما أن وجود السلاح في الشوارع وبين الأيدي , وفي متناول الكثير منهم من يحب وطنه ومنهم يهمه مصلحته , ومنهم من لا يثق بغيره , جعل المشكلة تبدوا صعبة على الحل.
هنا يأتي دور المثقف , المثقف لا النخبة في نشر التوعية وتعليم من حوله ومحاولة إصلاح ما ستطيع إصلاحه , سيساعد كثيرا على تقصير مدة ومدى الأزمة الحالية , أما إذا شارك المثقفون في تعميق الأزمة وزيادة حدتها فستطول , لا قدر الله .
فأرجوا أن لا يخطئ من يقرأ لي أنني كنت مع القذافي شيئا والآن آخر , أنا مع القذافي كنت مع الشعب , والآن أنا مع الشعب , لم يختلف موقفي , ولكن لكل مقام مقال ,
صالح بن عبدالله السليمان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

; أتمنى لكم قراءة ممتعة مفيده
أرحب بكل أرآكم ومقترحاتكم يرجى ذكر الاسم أو الكنية للإجابة - ونأسف لحذف أي تعليق
لا علاقة له بموضوع المقال
لا يلتزم بالأخلاق ااو الذوق العام