الجمعة، 31 مايو 2024

الضفدع وكرسي الذهب, رؤية واقعية

 يقولون (ضَـعْ ضِـفْـدَعاً عَـلَىٰ كُـرسيٍّ مِـنْ ذَهـب، ستَجِـدُهٌ يَقفـزُ للمستنقـع)

اقول وبكل صراحة انه من الطبيعي أنك عندما تضع ضفدعاً على كرسي من ذهب فلا تتوقع أن يستمتع بهذا الرفاهية، بل ستجده يقفز بعيداً نحو المستنقع الذي يعود إليه دائماً. فالضفادع هي كائنات مرتبطة بالماء والرطوبة، وتعيش في البيئات المائية حيث تستطيع السباحة والقفز بسهولة.

إن وضع الضفدع على كرسي من ذهب يمثل مفارقة مثيرة. فالضفدع كائن بريء وبسيط، لا يهتم بالمواد الثمينة أو الثروة، بل يبحث عن الراحة والأمان في بيئته الطبيعية.

عندما يجد الضفدع نفسه على كرسي من ذهب، سيشعر بالقلق والارتباك، حيث أن هذا المكان ليس مألوفاً له. وستكون ردة فعله الطبيعية هي البحث عن مأوى آمن يشبه المستنقع الذي يعيش فيه.

الضفادع تبحث عن الحياة البسيطة والتوازن، ولذلك فإن وضعها في بكائيات تبعث على التفكير في معاني النجاح والترف مضحك وخارج عن المنطق. فإذا كنا نريد معنى حقيقيا للنجاح، فعلينا أن نتعلم من الضفادع كيف نكون راضيين بما نملك ونستمتع بالأشياء البسيطة في الحياة.

لذا، دعونا نعيد الضفادع إلى بيئتها الطبيعية، ونتركها تعيش حياتها بسلام دون أن نجبرها على التكيف مع الرفاهية والثراء التي نلهث ورائها. 

إنها تستحق الاحترام والحرية كما نستحق نحن. فلنحافظ على توازن الطبيعة وندرك قيمة البساطة والانسجام في حياتنا.

ونتوقف عن قولبة النجاح, فالنجاح ان تكون سعيدا وليس بما تملك.

صالح بن عبدالله السليمان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

; أتمنى لكم قراءة ممتعة مفيده
أرحب بكل أرآكم ومقترحاتكم يرجى ذكر الاسم أو الكنية للإجابة - ونأسف لحذف أي تعليق
لا علاقة له بموضوع المقال
لا يلتزم بالأخلاق ااو الذوق العام