الجمعة، 10 مايو 2024

من جمال عبدالناصر الى السنوار ( دراسة تحليلية)

 مررت بتجربة عام النكسة بكل مرارته وحزنه وصدمته.

وعشت صدمة حرب بيروت وتدميرها على يد اسرائيل.

ورغم عمق الجرح الذي عانته الأمة في هذان النكستان الا ان القادة خرجوا علينا يدعون النصر.

وهذه الأيام اسمع نفس الشنشنة التي اعرفها من اخزم

يتغنى بعض حمقى العرب المدلجين يتغنون بالنصر الذي حققته حماس في غزة !!

احمد سعيد استبدل بالدويري وقناة صوت العرب استبدلت بالجزيرة.

يجب ان ندرس هذه الظاهرة, لماذا يدعي القادة الفاشلون النصر وهم يتجرعون كان الهزيمة.

في مسار التاريخ الإنساني، تخلق الحروب والصراعات شخصيات قيادية تتراوح بين النجاح المبهر والفشل المذل. ومن بين هذه الشخصيات، نجد القادة الذين يعانون من فشل مدوٍّ ويختمون مسيرتهم بالهزيمة، لكنهم يستمرون في الزعم بالنصر والتفاخر بما لم يحققوه. يعتبر هذا الموضوع مصدرًا للاهتمام والتأمل، فهو يطرح تساؤلات حول طبيعة القيادة ومفهوم النصر والهزيمة.

القائد الفاشل المهزوم يمكن تصنيفه كشخصية ذات تناقضات معقدة. فهو قائد بارع في بناء الآمال وتشجيع الآخرين على الالتحاق به، لكنه في الوقت ذاته يفتقد إلى القدرة على تحقيق تلك الآمال بنجاح. 

تجتمع فيه مواصفات الشخصية الساحرة والمحبوبة، مع نقص في القدرات الفنية والإستراتيجية اللازمة لتحقيق الأهداف المطلوبة. 

ومن هنا تنبثق الأسئلة حول مدى تأثير هذه الشخصيات على مجريات الأحداث ومصير المؤسسات والأمم.

تتجلى مشكلة القادة الفاشلين المهزومين في عدم قدرتهم على التعرف على حقيقة واقعهم، فهم يظلون مصرين على رؤية الواقع بأنه مريح لهم دون أن يتمكنوا من التفكير بواقعية وتحليل موضوعي للظروف والعوامل المؤثرة. يتمسك هؤلاء القادة بالأوهام والأحلام الخيالية، مما يؤدي إلى استمرار تدهور الأوضاع وتفاقم الهزائم.

توجد عدة عوامل تسهم في تشكل هذا النوع من القادة، منها العوامل النفسية والثقافية والسياسية. على سبيل المثال، قد يكون القائد المهزوم متعلقًا بصورة نفسه الخارجية وصورة النجاح التي يظن أنها يجب أن يكون عليها، مما يدفعه لتجاهل الحقائق وتزيين الواقع. 

وفي السياق الثقافي، قد يكون هناك تقدير مبالغ فيه للقيم مثل الصمود والتفاؤل دون أخذ في الاعتبار الواقعية والتحليل العقلاني.

من الأمثلة التاريخية البارزة على القادة الفاشلين المهزومين، نجد شخصيات عديدة تندرج تحت هذا التصنيف. فمثلًا، في الحروب العالمية الكبرى، كان هناك قادة مثل هتلر الذي استمر في الحرب بعدما أصبحت الهزيمة أمرًا وشيكًا، متمسكًا برؤيته الخيالية ورفض الاعتراف بالواقع المرير. 

كذلك، في العصور الحديثة، تجدر الإشارة إلى بعض القيادات العربية من الزعماء السياسيين الذين واجهوا هزائم سياسية مدوية ومع ذلك استمروا في تقديم أنفسهم كمنتصرين، مما يجسد نموذجًا حديثًا لهذا النوع من القادة. مثل جمال عبدالناصر, وحسن نصر الله, وبشار الأسد, والسنوار وهنية.

وهكذا يتضح أن القائد الفاشل المهزوم الذي يدعي النصر هو شخصية معقدة تتغلب عليها العواطف والأوهام، مما يجعلها غير قادرة على استيعاب الواقع وتحليل الظروف بشكل صحيح. يشكل دراسة مثل هذه الشخصيات تحديًا نفسيًا واجتماعيًا وثقافيًا، حيث تطرح تساؤلات حول طبيعة

عندما يتعلق الأمر بالقادة، فإن النجاح والفشل يمثلان جانبين متناقضين من نفس العملة، فهما يصاحبان بعضهما البعض بشكل لا يمكن الفصل بينهما بسهولة. ومع ذلك، فإن القادة الفاشلين الذين يدعون النصر يمثلون نموذجاً مريراً للتناقضات والمفارقات في عالم القيادة.

القائد الفاشل المهزوم، هو تلك الشخصية التي تتبنى مواقف الثقة والعزيمة في البداية، مُظهرة بوضوح وعزم على تحقيق الانتصار وتحقيق الأهداف المسطرة. ولكن، بمرور الزمن، ومع تقدم العملية أو التحديات، يظهر فشلها وتقهقرها، وفي تلك اللحظات، تظهر الإشارات الواضحة للهزيمة.

قد يكون سبب هذا الفشل هو نقص في التخطيط، أو قرارات غير موفقة، أو ضعف في التنفيذ، أو انتشار الفساد في قيادته, أو ربما تجاهل للعوامل الخارجية التي يمكن أن تؤثر على نتائج العمل. وبينما يستمر القائد في مظهره الخارجي بالثقة والتفاؤل، يتلاشى داخلياً، مع تزايد الصعوبات وتفاقم المشاكل.

عندما يصل القائد الفاشل المهزوم إلى هذه المرحلة، يصبح معرضًا للانتقادات والانتقادات، وقد يبدأ في اللجوء إلى الدعاية الفارغة والادعاءات الباطلة عن النجاح. 

يحاول تبرير فشله بأي طريقة ممكنة، سواء بإلقاء اللوم على الظروف الخارجية، أو بتحويل الانتباه إلى النجاحات السابقة التي قد تكون بالفعل قليلة.

هؤلاء حقيقة لا يهمهم المجمع الذي يقودونه ولا الدولة التي يكونون على راسها’ بل يهمهم " الأنا " المتضخمة لديهم بصورة مرضية, هم حقيقة يعتنقون مبدأ ( أنا ومن بعدي الطوفان).

مع ذلك، يظل الواقع واضحاً، والنتائج هي القاضي النهائي. القائد الذي يدعي النصر دون أن يكون قد حققه فعلياً، لا يفعل سوى تعميق جراحه الخاصة وتقويض مصداقيته بين فريقه والجمهور الذي يخدمه. إنه ينكر الواقع ويغمز بتقديم الحقائق بشكل ملون ومزيف، مما يؤدي في النهاية إلى فقدان الثقة والاحترام.

يجب على القادة الحقيقيون أن يكونوا جاهزين لمواجهة الفشل والاعتراف به بصدر رحب، وأن يتعلموا منه ليصبحوا أكثر حكمة وكفاءة في المستقبل. إن الاعتراف بالأخطاء والتعلم منها هو علامة على النضج والقوة الحقيقية في القيادة، بينما الدعاية الفارغة والادعاءات المزيفة للنجاح لا تجلب سوى المزيد من الانكسار والتشتت.

صالح بن عبدالله السليمان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

; أتمنى لكم قراءة ممتعة مفيده
أرحب بكل أرآكم ومقترحاتكم يرجى ذكر الاسم أو الكنية للإجابة - ونأسف لحذف أي تعليق
لا علاقة له بموضوع المقال
لا يلتزم بالأخلاق ااو الذوق العام