الجمعة، 10 مايو 2024

كل إنسان لديه على الأقل حياتين ليعيشها

 قرأت منشور لأحدى الاخوات في منصة اكس تنشر فيه حكمة حياتية عمليقة.

اثارت افكار فقررت ان ادرجها في مقال اتمنى ان تصل الفكرة العميقة التي نشرتها الأخت نجلاء.

الحكمة تقول:

" كل إنسان لديه على الأقل حياتين ليعيشها، أحدهما عرضٌ نراه، والأخرى عمق لا نعرفه."

عندما نتأمل في حياة الإنسان، نجد أنها تمتلك أبعادًا متعددة وعمقًا لا يمكن للعين المجردة أن تراه بسهولة. فكل فرد يمر بتجارب مختلفة، تشكل جزءًا من حياته الظاهرة والملموسة التي نراها، وجزءًا آخر مخفيًا في عمق تجاربه ومشاعره وتفكيره الداخلي. إن هذا الفكر هو جوهر مقولة "كل إنسان لديه على الأقل حياتين ليعيشها".

أحيانًا، تكون حياة الإنسان الظاهرة هي تلك التي يراها الآخرون ويعيشوها بشكل مباشر. هي الحياة التي تتشكل من خلال الأحداث الخارجية، مثل التعليم، والعمل، والعلاقات الاجتماعية، والأنشطة اليومية. هذه الجوانب الظاهرة من حياتنا هي التي يمكن للناس رؤيتها وفهمها بسهولة، حيث تعكس ما نقوم به ونظهره للعالم الخارجي.

لكن ما يجعل كل إنسان فريدًا هو الحياة الثانية، العميقة، التي لا يمكن رؤيتها بوضوح من الخارج. هذه الحياة الخفية هي تلك التي تتكون من التجارب الشخصية، والمعتقدات، والأماني، والمخاوف، والأحلام التي لا يشاركها الإنسان مع الآخرين بسهولة، إنما تكون محصورة داخل عوالمهم الداخلية.

في عمق الحياة الثانية، يكمن العديد من الصراعات الداخلية والتحديات التي قد لا يعلم عنها الآخرون. قد تتضمن هذه الصراعات التفكير في معاني الحياة، والتعبير عن الذات، والسعي لتحقيق السعادة الحقيقية، ومواجهة الخوف والشك. إن هذه الجوانب العميقة من حياة الإنسان هي التي تشكل هويته الحقيقية وتحدد مساره في الحياة.

ومع ذلك، يمكن للبعض أن يكونوا متقنين في إخفاء الحياة الثانية، مما يجعلها أكثر صعوبة في الكشف عنها. وربما يكون هذا العمق هو المكان الذي يجد فيه الإنسان الراحة والتأمل والتفكير العميق.

لذلك، عندما نقول "كل إنسان لديه على الأقل حياتين ليعيشها"، فإننا نشير إلى هذا الاقتران بين الواقع الظاهر والعمق الداخلي. فكل شخص يعيش حياة يمكن رؤيتها وتقديمها للعالم، بينما يختبئ عالم آخر داخله، يملؤه الأحاسيس والتفكيرات والأحلام التي تشكل هويته الحقيقية وتوجهاته في الحياة.

صالح بن عبدالله السليمان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

; أتمنى لكم قراءة ممتعة مفيده
أرحب بكل أرآكم ومقترحاتكم يرجى ذكر الاسم أو الكنية للإجابة - ونأسف لحذف أي تعليق
لا علاقة له بموضوع المقال
لا يلتزم بالأخلاق ااو الذوق العام