يقول سعد بن خثلان:
وكل ما واجهت لك فالزمن وجه غريب *** مثل ماقال المثل دام تمشي مشها
في حياتنا اليومية نجد أنفسنا في أحيان كثيرة نقع في فخ الدقة الزائدة، فنهتم بأدق التفاصيل ونضيع الوقت في البحث عن الكمال، دون أن ندرك أن هذا قد يكون عائقاً أمام تقدمنا ونجاحنا. ولذلك يجب علينا أن نتعلم متى نتوقف عن الدقة الزائدة، ونرضى بما هو مقبول، بدون أن نفقد الهدف النهائي.
" دام تمشي مشها" عن فلسفة حياتية تحثنا على التردد في اتخاذ القرارات، وعلى تقدير الوقت والجهد المبذول في إتمام المهام المطلوبة بما يكفي للوصول إلى الهدف المنشود. إذاً، لا ينبغي أن نضيع الوقت في التفاصيل الصغيرة التي تعيق تقدمنا، بل يجب علينا التركيز على الأهداف الكبيرة والجهد الموجه نحو تحقيقها.
إذا قمت بمهمة معينة وواجهتك صعوبات في تجاوز تفاصيلها الدقيقة، فكن على يقين بأنه لا بد من التهدئة والاسترخاء قليلا، وعدم الانغماس في الدقة الزائدة التي تحول دون إنجاز المهمة بسلاسة. فالتفكير والتحليل الزائدان قد يؤديان إلى فقدان الوقت والطاقة دون جدوى.
علاوة على ذلك، يجب علينا أن ندرك أن الكمال ليس وجهاً مطلوباً دائماً، بل يمكننا الوصول إلى الهدف المنشود بجهد معقول وترك الباب مفتوحاً أمام التحسين المستقبلي.
إذاً، لا تضيع وقتك وجهدك في السعي وراء الكمال، بل اسعَ إلى تحقيق الأهداف بالطريقة التي ترى أنها مناسبة ومنطقية.
من المهم أن نتقبل أن الحياة ليست دائماً مثالية، وأن الأخطاء والتقصيرات جزء لا يتجزأ من التجربة الإنسانية.
لذلك، يجب أن نتقبل الأمور كما هي ونسعى إلى تحسينها بالطريقة التي ترى أنها مناسبة، بدون الوقوع في فخ الدقة الزائدة التي تعيق تقدمنا.
علينا أن نتذكر دائما أن الحياة قصيرة والوقت ثمين، لذا لا يجب أن نضيع وقتنا في التفكير المفرط والتحليل الزائد، بل يجب علينا التركيز على الأهداف الكبيرة والجهد المستمر نحو تحقيقها.
إذاً، لا تدقق، دام تمشي مشها!
صالح بن عبدالله السليمان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
; أتمنى لكم قراءة ممتعة مفيده
أرحب بكل أرآكم ومقترحاتكم يرجى ذكر الاسم أو الكنية للإجابة - ونأسف لحذف أي تعليق
لا علاقة له بموضوع المقال
لا يلتزم بالأخلاق ااو الذوق العام