الجمعة، 10 مايو 2024

اسمع مني ولا تسمع عني

حكمة قالها جبران خليل جبران يحالفها الكثير, ويقعو في الخطأ لأنهم خالفوها, وكان لمخالفتها الكثير من الضحايا, قال جبران ( اسمع مني ولا تسمع عني )

من الحكمة الفصل بين السمع والمصداقية: تبين وتاكد ولا تصدق كل ما تسمع وتقرأ  في المجال الاجتماعي والسياسي خصوصا

في عالم يعج بالمعلومات والأصوات المتنوعة، يعتبر الفصل بين ما يُسمع وما يجب أن يُصدَق أمرًا بالغ الأهمية في المجال الاجتماعي والسياسي. إنّ قدرة الفرد على تمييز الحقيقة من الخرافة، والمعلومة الصحيحة من الشائعة، تمثل عنصرًا أساسيًا في تشكيل آرائه واتخاذ قراراته.

عندما نتحدث عن "السمع" في السياق الاجتماعي والسياسي، نشير إلى القبول الأعمى للمعلومات دون التحقق من مصداقيتها أو صحتها. فالأخبار والروايات تنتقل بسرعة البرق في عصر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، حيث يتم تبادلها دون أدنى تفكير في مصداقيتها. 

يُمكن لهذا الأمر أن يؤدي إلى نشر الشائعات والأخبار المضللة، مما يؤثر سلبًا على الثقة بين الأفراد ويُثير الفتن والانقسامات في المجتمع.

في المجال السياسي، تكثر الأحاديث والشائعات حول أداء الحكومات والسياسيين، ويتم نشر الأخبار دون التحقق الدقيق من مصداقيتها. يُمكن أن يؤدي هذا السلوك إلى اتخاذ قرارات سياسية خاطئة أو التأثير في نتائج الانتخابات، مما يؤدي إلى تدهور الوضع السياسي والاجتماعي.

تحقق من المصادر وتمتع بالمصداقية.

في ظل هذا الواقع، يصبح البحث عن المصادر الموثوقة والتحقق من صحة المعلومات ضرورة ملحة. 

من المهم أن يتعلم الأفراد كيفية التمييز بين الأخبار الحقيقية والمفبركة، وذلك من خلال تطوير مهارات تقييم المصادر والتحقق من الحقائق.

عندما يتعلق الأمر بالشؤون السياسية، ينبغي على الفرد أن يستخدم مصادر متعددة ومتنوعة للحصول على وجهات نظر مختلفة، وأن يعتمد على المصادر الموثوقة والمواقع الإخبارية الموثوقة.

تطبيق المنهج العلمي في الاستنتاجات الاجتماعية والسياسية.

من المؤكد أنه يجب أن يتبنى الفرد منهجية البحث العلمي في تقييم المعلومات واستنتاجاته الاجتماعية والسياسية. ينبغي عليه أن يُعتبر كل معلومة محتملة بشكل نقدي، وأن يتحقق من مصداقيتها قبل أن يصدقها أو ينشرها.

إذا أردنا بناء مجتمعات مزدهرة وديمقراطيات قوية، فإننا بحاجة إلى أفراد ملتزمين بالبحث عن الحقيقة وترويجها، والتمسك بالمصداقية في كل المجالات الاجتماعية والسياسية. فالسماح للشائعات والأخبار المزيفة بالانتشار دون تحقيق دقيق يهدد أساسيات الديمقراطية ويعرض المجتمع للخطر.

صالح بن عبدالله السليمان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

; أتمنى لكم قراءة ممتعة مفيده
أرحب بكل أرآكم ومقترحاتكم يرجى ذكر الاسم أو الكنية للإجابة - ونأسف لحذف أي تعليق
لا علاقة له بموضوع المقال
لا يلتزم بالأخلاق ااو الذوق العام