الثلاثاء، 28 مايو 2024

حقول الدم سببها الطمع او الدين؟

 كتبت عالمة الأديان كارين أرمسترونغ كتابا بعنوان"حقول الدم" نشرته في ٢٠١٤ وترجم للعربية ٢٠١٦.

الكتاب يناقش ما قررته الكاتبة أن الدين هو سبب الحروب والعنف, ولكن قرآتها للتاريخ قراءة خاطئة ودافعها هو تشويه الدين واتهامه بما ليس فيه.

الحروب قديمة الأصل، فهي تاريخية ومنتشرة على مر العصور في مختلف أنحاء العالم. ومن الأسباب الرئيسية التي يرجع إليها الناس لحدوث الحروب هو الدين، ولكن الواقع يقول إن الطمع هو السبب الرئيسي الذي يقف وراء الحروب.

عندما نتأمل في تاريخ البشرية، نجد أن الحروب كانت ولا تزال تشكل جزءًا أساسيًا من هذا التاريخ. ورغم أن الكثير من الحروب قد بُررت بوجود خلافات دينية، إلا أن الحقيقة المريرة التي يجب علينا الاعتراف بها هي أن الطمع والجشع هما الدوافع الحقيقية وراء معظم الصراعات الدموية.

وخير مثال على ذلك حروب اليونان والرومان قديما الى الحروب الصليبية التي تلبست برداء ديني بينما هي حروب من اجل ثروات الشرق, وحرب ال 100 يوم وحروب نابليون ثم حروب احتلال امريكا التي قام بها الأسبان والأنجليز, ثم تصفيه الهنود الحمر

وفي القرن ال20 كانت الحرب العالمية الأولى والثانية, لم يكن الدين دافعها او هدفها.

الطمع هو طبيعة بشرية أساسية، فالإنسان يرغب دائماً في التوسع، وهذا هو ما يدفعه نحو الرغبة في الاحتكام إلى القوة لتحقيق أهدافه. ومن هنا تظهر الحروب كوسيلة لتحقيق الطموحات والمصالح الخاصة.

على مر التاريخ، لا نزال نرى أمثلة عديدة على ذلك، حيث يشن الحكام الطماعون حروباً للحصول على المزيد من الأراضي، أو لزيادة قوتهم ونفوذهم. والدين، على الرغم من دوره في بعض الحروب، إلا أنه غالباً ليس السبب الرئيسي وراءها.

إن البشر، بطبيعتهم، يسعون لتحقيق المزيد من السلطة والثروة. ومن هنا تنشأ الصراعات والحروب، حيث يسعى كل طرف إلى توسيع نفوذه وسيطرته على الموارد والأراضي. فالحروب ليست إلا وسيلة لتحقيق أهداف سياسية واقتصادية، وليس لها علاقة بالدين كما يُدعى.

وحتى في الحروب التي كانت تتزيأ بزي ديني ولكن يمكن أن نرى أن الطمع والرغبة في الهيمنة السياسية هي الدافع الحقيقي وراء الحرب.

فالدين كان وسيلة لتبرير الحروب التي يخوضها البعض احيانا ولكنه لم يكن الدافع او المحرض بل هي الغداء الذي تحتفي وراءه الأطماع.  ولم يكن للدين أي دور في تلك الصراعات سوى كونه ذريعة لتبرير الاستيلاء على أراضي الأخر وثرواته.

بالتالي، يجب علينا أن نكون واقعيين وندرك أن الحروب ليست نتيجة لخلافات دينية، بل هي نتاج للطمع والجشع البشري.

والحقيقة أن الدين برئ من تلك الدماء، ولكنه هو الثوب الذي يلبسه أصحاب الأطماع السياسية في تنفيذ مخططاتهم عبر التاريخ. 

صالح بن عبدالله السليمان


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

; أتمنى لكم قراءة ممتعة مفيده
أرحب بكل أرآكم ومقترحاتكم يرجى ذكر الاسم أو الكنية للإجابة - ونأسف لحذف أي تعليق
لا علاقة له بموضوع المقال
لا يلتزم بالأخلاق ااو الذوق العام