الجمعة، 17 مايو 2024

قصة ورقة في عالم الشاشات

 في عالم مستقبلي، حيث اختفت الأوراق وأصبحت الشاشات والتقنيات الرقمية هي المسيطرة، 

وجدت ورقة قديمة ومهترئة طريقها إلى الوجود. 

كانت ورقة مميزة، تحمل بين طياتها قصة فريدة، قصة صمود وبقاء في زمن اختفاء الورق.

بدأت القصة عندما عثر صبي صغير على هذه الورقة المهملة في ركن مهجور من المدينة. 

كانت الورقة ملقاة على الأرض، وكأنها تنتظر من يلتقطها ويقرأ ما عليها. 

عندما رآها الصبي، شعر بشيء غريب يجذبه نحوها، 

فالتقطها وبدأ يتفحصها.

 كانت مختلفة عن كل ما يعرفه عن العالم من حوله.

 لم تكن شاشة مضيئة أو جهازاً إلكترونياً،

 بل كانت بسيطة وهادئة، تحمل كلمات ورسومات يدوية

.بدأ الصبي في قراءة الكلمات المكتوبة على الورقة، 

وكانت قصة عن عالم قديم، عالم مليء بالأشجار والغابات، 

حيث كانت الأشجار تنمو بحرية وتستخدم في كل شيءبدأ بالأثاث الى الألهاب الى الأزراق. 

كانت القصة تصف جمال الطبيعة،

 والأيام الهادئة التي كان الناس يجلسون فيها لكتابة رسائلهم وأفكارهم على الأوراق. 

شعر الصبي بالفضول تجاه هذا العالم القديم،

 وتساءل كيف يمكن أن تكون الحياة مختلفة جداً عما يعرفه.

مع مرور الأيام، أصبح الصبي مهووساً بالورقة وقصتها. 

كان يأخذها معه أينما ذهب، ويقرأها مراراً وتكراراً،

 حتى حفظ كلماتها وصورها. 

بدأ يحلم بعالم حيث الأشجار تنمو بكثرة، 

وحيث يمكن للمرء أن يجد لحظات من السلام في كتابة أفكاره على الورق. 

شعر الصبي بأن هناك شيئاً ثميناً قد فقد في العالم الذي يعيش فيه، 

عالم مليء بالضوضاء والتكنولوجيا التي لا تنتهي

.قرر الصبي أن يشارك قصة الورقة مع الآخرين. 

بدأ يتحدث إلى أصدقائه وعائلته عن العالم القديم، 

وعن جمال الطبيعة والأشجار.

في البداية، استمعوا إليه بفضول، 

ثم بدأوا هم أيضاً يشعرون بسحر هذا العالم المفقود.

 بدأوا يدركون أن هناك شيئاً مفقوداً في حياتهم، 

شيئاً لا يمكن أن توفره لهم الشاشات والتقنيات الرقمية.م

ع مرور الوقت، بدأت قصة الورقة تنتشر في جميع أنحاء المدينة.

 أصبح الناس يتحدثون عن العالم القديم، 

وعن أهمية التواصل مع الطبيعة. 

حتى أن البعض بدأ يزرع الأشجار ويحاول إعادة إنشاء الجمال الذي كان موجوداً في الماضي. 

لقد أدركوا أن العالم الرقمي، على الرغم من تقدمه وراحته، يفتقر إلى شيء ما،

 شيء يمكن العثور عليه فقط في البساطة والهدوء الذي توفره الورقة والقلم.

أصبحت الورقة مصدر إلهام للعديد من الأشخاص، 

ورمزاً للعودة إلى الطبيعة والبساطة. 

حتى أن البعض بدأ يكتب قصصه وأفكاره الخاصة على الأوراق، 

مخلداً بذلك تقليداً قديماً كان قد اختفى منذ زمن طويل. 

لقد علمتهم الورقة أن هناك جمالاً في البساطة، 

وأن العالم المليء بالأشجار والورق يمكن أن يكون مكاناً أكثر هدوءاً وسلاماً.مع مرور السنين،

 ظلت الورقة محفوظة بعناية،

يتم تناقلها من جيل إلى جيل كرمز للأمل والعودة إلى الطبيعة.

 لقد علمت الناس أن يقدروا العالم من حولهم، 

وأن يجدوا الجمال في البساطة، 

حتى في خضم عالم  مليء بالتكنولوجيا. 

ظلت قصة الورقة حية،

 تذكرنا دائماً بأن هناك شيئاً ثميناً يمكن العثور عليه في الأشياء البسيطة، 

مثل ورقة قديمة تحمل قصة صمود وبقاء.

صالح بن عبدالله السليمان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

; أتمنى لكم قراءة ممتعة مفيده
أرحب بكل أرآكم ومقترحاتكم يرجى ذكر الاسم أو الكنية للإجابة - ونأسف لحذف أي تعليق
لا علاقة له بموضوع المقال
لا يلتزم بالأخلاق ااو الذوق العام