الأربعاء، 15 مايو 2024

جامعة الدول العربية

 في الوقت الحالي، يبدو أن جامعة الدول العربية تعاني من حالة حرجة جداً، بل يمكن القول إنها على وشك الموت السريري! فبعد مرور أكثر من سبعين عاماً على تأسيسها، وجدت نفسها في حالة من الفشل والضعف المدقع.

لا يخفى على أحد أن جامعة الدول العربية تفتقر إلى أي دور فعال يمكنها أداءه في حسم القضايا العربية وتوحيد صفوف الدول الأعضاء. بالرغم من تحقيق تطورات في بعض المجالات، إلا أن الصراعات السياسية والتدخلات الخارجية والانقسامات الداخلية داخل الدول الأعضاء ألقت بظلالها الكئيبة على جهود الجامعة.

تبدو جامعة الدول العربية ميتة - إذا ما نظرنا إلى انعدام قدرتها على حل النزاعات الداخلية في بعض الدول العربية وفشلها في توحيد صفوف الدول الأعضاء. فهل هناك سبب لإطالة عمر هذه المنظمة التي أصبحت تعتبرها العديد من الدول الأعضاء مجرد تجمع دبلوماسي يُقبض عليه، وليس حلقة وصل بين الدول العربية؟

ربما يكون السبب الرئيسي وراء هذا الوضع المأساوي هو ضعف التنسيق والتعاون بين الدول الأعضاء، بالإضافة إلى تدخل القوى الخارجية وتأثيرها على قرارات الجامعة. فمنذ تأسيس الجامعة في عام 1945، لم تكن قادرة على تحقيق أهدافها الأساسية ولم تستطيع أن تكون صوتاً موحداً للدول العربية في المحافل الدولية.

إذا كانت هناك جامعة عربية تحتاج إلى إعادة هيكلة وتجديد، فهي بالتأكيد جامعة الدول العربية. فلا يمكن أن يستمر هذا المسرح الكوميدي الذي تقدمه الجامعة في مواجهة التحديات الراهنة التي تواجه العالم العربي.

في النهاية، إذا أرادت جامعة الدول العربية النجاة من الموت المحقق، فعليها أن تتبنى مواقف صادقة وقوية تحقق مصالح الدول الأعضاء وتعزز وحدتها. وإذا لم تتمكن من ذلك، فقد حان الوقت لتوديعها وإعلان رحيلها نحو مقبرة التاريخ، حيث ستنضم إلى جماعة الجامعات المنحوسة الأخرى.

صالح بن عبدالله السليمان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

; أتمنى لكم قراءة ممتعة مفيده
أرحب بكل أرآكم ومقترحاتكم يرجى ذكر الاسم أو الكنية للإجابة - ونأسف لحذف أي تعليق
لا علاقة له بموضوع المقال
لا يلتزم بالأخلاق ااو الذوق العام