الاثنين، 30 يناير 2012

اشتدي أزمة تفرجي



 اللهم أعنا , اللهم أعنا , أللهم أعنا , وسأكررها مرارا , اسأل العون من الله لي ولأخواني من كل أرجاء العالم العربي .
كلما حاولت الكتابة في موضوع , ظهر موضوع أهم منه , وكلما حاولت تغطية جبهة فتحت جبهات ,  فأصبح الكاتب والمحلل حيران في عالمنا .
كلما قلنا انتهت مشكلة , فتحت علينا مشاكل جديدة فالمشاكل تتزايد لدينا بمتوالية هندسية , والحلول لدينا تركب على ظهر سلحفاة عمرها عقود طويلة , تهتز ولا تتحرك .


في السعودية , نرى المواطن ينوء بحمل مشاكل السكن والوظيفة والفساد , ونسمع حلول ولكن لا نراها , وكلما فتحة طاقة لنرى النور من خلالها , وجدنا خلف تلك الطاقة جدران مصمتة , جدران لا تسمح بالنور للنفاذ . هيئة مكافحة الفساد أعلنت قبل أيام أنها ستراقب الحسابات البنكية للمسئولين , وهذا يفتح عدة أسئلة , أسئلة نحار في إيجاد إجابة لها ,
أين كانت خلال الأشهر الماضية ؟ الم تكن تراقب الحسابات ؟
ثم أليس هذا الإعلان تنبيه للفاسد أن لا يستعمل حساباته في تغطية في تغطية فساده ؟
ثم ماذا عن حسابات الأقارب والحاشية حول المسئول ؟
ثم هل ستراقب حساباته الداخلية أم الداخلية والخارجية ؟
وما هي آليات المراقبة الداخلية والخارجية ؟
هذا فقط في نقطة واحدة , ولا أظن أن المجال يتسع لغيرها ,

في ليبيا , نرى من كان مع القذافي يتولى أو يترشح لتولي مناصب كبيرة في الدولة , مما ولد ضغطا كبيرا على الثوار , وعدم ثقة في أدارة الأزمة التي يحاول المجلس الوطني الانتقالي وحكومة الكيب أيجاد حلول للخروج منها . هنالك سوء أدارة في أهم مفاصل الدولة , بل أكاد أقول جميعها واقرب مثال , مفصل الإعلام والصحافة , حيث انه هو ضمير الأمة , فالهيئة التسييرية للصحافة لا تجتمع والقرارات تؤخذ بصورة فردية حسب رغبة المسئول عن الهيئة , والمسئول مطالب بأن يكشف اين صرفت الملايين المخصصة للهيئة خلال فترة بسيطة , بينما صحف مثل قورينا وغيرها تعاني من الطرد من مقراتها . ومن كان مع القذافي ما زال موجودا , وابتعاد أو إبعاد من تعرض للقمع بسبب وقوفه مع الثورة . مع أن السيد المسماري يعتبر من الثوار الأوائل ولكن .... . وهذا ما نستغرب له جميعا .

في مصر , ميدان التحرير ينادي بسقوط المشير , وتظهر الفضائح تلو الأخرى برواتب تقدر بالملايين للمجلس العسكري الأعلى , فراتب المشير يزيد على مليوني جنيه في الشهر في بلد يعاني ويستلف من الخارج , ويتعرض المواطنون المدنيون للسجن والمحاكمات العسكرية عاجلة وسريعة , بينما يتضح أن هناك تباطؤ في محاكمة حسنى مبارك وزبانيته ,

في العراق , يحارب العراقيون بعضهم البعض , بأسباب طائفية , فالمالكي يعلنها صريحة وبدون أي رتوش , يقول أنا شيعي أولا وعراقي ثانيا !!! فكيف لسياسي أن يكون التأثير الطائفي أهم من التأثير الوطني , وكأنه يتولى أمر الشيعة في العراق فقط , ولا يتولى أمر العراقيين جميعا .

في سوريا الجريحة , حكومة أصبحت مسعورة , تنهش في شعبها ذات اليمين وذات الشمال , ولا ملجأ للشعب المسكين , ولا مهرب , والمجتمع الدولي يقف متفرجا , ضحايا بالعشرات يقعون يوميا , أما المعارضة في الخارج , فهي تتقاتل مع بعضها , وكل طرف يلعن الآخر , لم يتخلصوا من أرث الصراعات الأيديولوجية القديمة , كأنهم يقولون إما أن يكون حزبي وجماعتي , أو الأسد وجماعته , وكثير منهم يفضل أن يبقى الأسد ولا أن يتعاون مع مخالفيه من أقطاب المعارضة . كأنهم فقدوا الثقة بشعبهم البطل .

في الصومال المنسي , يتصارع الأخوة , ويتقاتلون منذ عقود , لا أحد يلتفت لأحد أهم النقاط الإستراتيجية في العالم العربي , يتدخل شرق العالم وغربه , بجيوش افريقية , بينما العرب نيام , تعصر المجاعة شعبه , وتدمر المعارك شبابه , ونحن نتفرج , كأننا نشاهد فيلما سينمائيا , لا أخوة لنا يتعرضون للكوارث .
لن أطيل عليكم , هذه هي الرؤية في عالمنا العربي اليوم ,

ولكن مع هذا كله .

أثق بالله سبحانه وتعالى , ثم أثق بالمواطن العربي من شرق الأمة إلى غربها , واعلم أن الفجر قادم , وأقول أن مع العسر يسر إن مع العسر يسرى وكما قال حبر الأمة وترجمان القران الكريم أبن عباس رضي الله عنهما : أن يسرين ليغلبا عسرا واحدا , واشتدي أزمة تفرجي.

وعلى دروب الحرية والكرامة نلتقي
صالح بن عبدالله السليمان

هناك تعليق واحد:

  1. السيد المسماري احد اللهثين وراء بضعة الاف من الدنانير الليبية . لا نطلب منه ان يكون في شجاعة الشاعر عمر النامي عندما رفض مقابلة الطاغية مما عرضه لمصير مجهول او ان يكون مثل الاسباني خوان غوبتيسولو الذي رفض استلام جائزة القذافي . ولكن كان الاجدر به ان يعتذر عن قبول جائزة الفاتح مثلما فعل الروائي الليبي صالح السنوسي و السيد محمود جبريل .
    حتى وان قضى السيد المسماري عشر سنوات بداخل السجن في الثمانينات بسبب نشاطه السياسي فهذا لايمثل لي شيئ لان الطاغية قام بتعويض بعض ما كانوا في السجون بتهم سياسية وحتى ابناء من شاركوا في انقلابات ضده قام بتعويضهم .وحتى من قتل والده غدرا من قيبل الطاغية تم تعويضه و تجده في مشاريع مع سيف الاسلام وممثل مصراتة في المجلس الانتقالي خير دليل على ذلك .
    جمعتني الظروف بشخص من الذين يقال عنها مثقفين وقد نال جواز عربية والله لو مسك منصب لكان جاب عاليها واطيها من تسلطه وعدم حكمته في ادارة الامور فلا نستغرب ما يحدث الان من قيبل السيد المسماري

    ردحذف

; أتمنى لكم قراءة ممتعة مفيده
أرحب بكل أرآكم ومقترحاتكم يرجى ذكر الاسم أو الكنية للإجابة - ونأسف لحذف أي تعليق
لا علاقة له بموضوع المقال
لا يلتزم بالأخلاق ااو الذوق العام