الأحد، 1 يناير 2012

أما آن لكم أن تحبوا ليبيا ؟



أتحدث تلفونيا وعبر سكايب بشكل يومي مع الكثير من الأخوة في  ليبيا , أطمئن على أحوالهم , ونتبادل الأخبار .  فهم أخوة جمعني بهم كفاح  وسهر ما يقارب عام كامل .
بعضهم يعمل في اعمال خيرية وآخرون يعتصمون في آماكن يطالبون مطالب اقل ما أقول عنها إنها مطالب شرعية , مثل الشفافية , والتخلص من " رموز " العهد السابق وعدم تسليمهم مراكز قيادية وما إليها من حقوق للمواطن الليبي , والتي دفع ثمنها مقدما .
هذه أخبار تسعدني , لأن مجرد اعتصامهم يعتبر حق من الحقوق التي ضحوا من أجلها , كذلك حقهم في انتقاد الدولة والمسئولين فيها .

ولكن للأسف , هنالك أخبار تزعج كل محب لليبيا , وكل حريص على سلامتها , وسلامته  أهلنا الكرام هناك , ألا وهي حصول بعض التفجيرات وأعمال الشغب وترويع الآمنين . الحمد لله إنها ليست بالكثرة والحجم الذي كنا نتوقعه , ولكنها مزعجة .



وهنا أود أن أسأل من يقوم بمثل هذه الأعمال , ما الهدف منها ؟

هل يهدف هؤلاء إلى إعادة سلطان آل معمر القذافي ؟ أم إعادة نظامه ونظريته الجماهيرية إلى الواجهة ؟
هل سلطان المقبور ونظريته أهم لديهم من ليبيا ؟
هل نجح معمر القذافي في قيادة ليبيا خلال فترة حكمة والممتدة 42 عاما , سواء داخليا , في البنا التحتية ورفاه المواطن واستغلال ثروة الوطن في سبيل تطوره وازدهاره ؟ إن كانوا يقولون نعم , فهم واهمون , فليقارنوا بين طرابلس وأبو ظبي , وليتذكروا زيارة المغفور له بأذن الله الشيخ زايد لطرابلس عام 1975  وأجرى عملية جراحية في احد مستشفيات ليبيا قال الشيخ زايد رحمه الله " أتمنى أن أرى الإمارات مثل ليبيا في نظافتها وفي جمالها " , وبعد مرور هذه الأعوام لنقارن مقدار التطور في الاثنتان , وخارجيا , لنتذكر لوكريي وتشاد وغيرها من المغامرات العشوائية .
وهل نجحت نظريته الجماهيرية ؟  هل حقا كانت نظرية قابلة للتطبيق ؟ 
لا أود أن استرسل في أخطاء القيادة السابقة , ولكن فقط أود أن أذكر من يقوم بأعمال تضر في الوطن , وتؤذي المواطن .
من كان منكم يحب معمرا فمعمر قد مات , ومن كان منكم يحب ليبيا فليبيا قلبها مفتوح ويدها مبسوطة للجميع .

كما أود أن أسأل كل من يحمل السلاح في مدن ليبيا من الثوار أو من يدعي أنه من الثوار . هل انتصرتم على الطاغية أم لا ؟ ما الحاجة إلى السلاح في الشارع ؟ ما الحاجة إلى إدخال السلاح في خلافات يمكن حلها بأي طريقة , خلافات وصراعات مسلحة لا تنفع أي إنسان بل وتضر ليبيا والليبيين .
أما آن لكم أن تضعوا أسلحتكم في ثكناتها , أما آن لأهلنا في ليبيا أن يحسوا الآمان , أما حان الوقت لتعمل السياسة ويتوقف السلاح ؟
اختلفوا , انقدوا , تظاهروا  ولكن اتركوا حمل السلاح بوجه بعضكم , ولا تنسوا  قول المصطفى عليه الصلاة والسلام ((مَنْ حَمَلَ عَلَيْنَا السِّلَاحَ فَلَيْسَ مِنَّا)) ألا تخافون أن تخرجوا من  زمرة المسلمين فيصدق فيكم قوله صلى الله عليه وسلم " فليس منا"

أما آن لكم أن تعرفوا أن ليبيا بحاجة لكل أبنائها لكي تنهض , لكي تنافس دول العالم الأخرى ؟
متى ستستيقظون ؟
 أما آن لكم أن تحبوا ليبيا ؟
متى ستسيرون مع إخوانكم يدا بيد , تتعاونون من أجل ليبيا ؟
وعلى دروب الحرية والكرامة نلتقي
صالح بن عبدالله السليمان
  

هناك 3 تعليقات:

  1. حتى أيام الثورة المباركة يكاد الرأس يشيب عندما نرى من يقدس الأشخاص و يعمى عن حب الحق والعدل فما بالنا الآن وقد ذهب من ذهب ودخلنا في مراحل أخرى من التغيير الشاق ولعل وجود هؤلاء ممن ساقهم المقال هو تحدٍ يضاف إلى تحديات التغيير والنهضة ربما ستذوب أفكارهم مع الزمن وربما يحتاج المجتمع الناهض أن يأخذ بأيديهم احتواءً وإدماجا وإقناعاً، واعتقد أنه كلما زاد المجتمع الليبي ثقافة وتماسكا وقوة وأماناً ستضعف كل الأطراف المناهضة لقيام الدولة الجديدة. من آمن بوجوب قيام الثورة كسبيل لإعلاء الحق وإقامة العدل وطرد الجهل والتعصب من العقول و اعمارها بقيم الخير وحب العلم فعليه أن يمضي في هذا الطريق ليتحقق المرجو ونرى ليبيا الحلم وقد صارت حقيقة.

    أمنيات مسلم

    ردحذف
  2. أما آن لهم أن يتقوا الله ويخافونه وبعد ذلك بالتأكيد سيحبون ليبيا

    ردحذف
  3. العديد من الليبيين نقلت إليهم اخبار كاذبة عبر الهاتف من اصدقائهم واهلهم اثناء احداث الثورة .
    لا تصدق كل ما يقال اليك يااستاذ صالح .العدبد من الاشخاص كانوا يشاركون في مواقع التواصل الاجتماعي وينشرون مواضيع تثير الفتنة وكنا نرد عليهم ونهاجمهم فكانوا يقولون اننا ثوار واننا نشارك في جبهات القتال هذا بالاضافة الي صورهم وهم حاملين السلاح .
    عندما رجعت الي مصراتة وجدت ان الثوار الحقيقون مكانهم جبهات القتال وحتى وان رجعوا الي اهلهم تجدهم متعبين منهكين يقضون ساعات قليلة للنوم وبعد ذلك يستيقضون وكلهم شغف للعودة للجبهة فهم لايهتمون بمتابعة الاخبار التلفزونية او تصفح النت بعد عودتها بعد انقطاع دام لاشهر طويلة.
    اي شخص كان يراسلك اثناء فترة الحرب ويدعي انه في جبهات القتال مع الثوار فتاكد انه كان كاذب.
    لماذا لم تزور ليبيا حتى الان ؟ منظر الدمار لن يدوم للاشهر القادمة , بالتاكيد لن نتظر ان تقوم الدولة بصيانتها ,لقد نركنا محلاتنا بدون صيانة حتى تكون شاهدا على وحشية كتائب الطاغية التي كانت تقصف بشكل عشوائي .
    هل رزت صحراء سيناء وشاهدت مخلفات الحرب ؟ منظر لا يمحى من ذاكرتي منذ ان كنت طفلة عندما قضيت مع عائلتي عدة ساعات تحت اشعة الشمس الحارة لمشاهدة المخلفات.

    ردحذف

; أتمنى لكم قراءة ممتعة مفيده
أرحب بكل أرآكم ومقترحاتكم يرجى ذكر الاسم أو الكنية للإجابة - ونأسف لحذف أي تعليق
لا علاقة له بموضوع المقال
لا يلتزم بالأخلاق ااو الذوق العام