الأربعاء، 6 يونيو 2012

عاجل , بلاغ للنائب المصري العام

نضطر أحيانا للتفكير بصوت عال , وخصوصا عندما لا تتضح الرؤيا , وتتعالى الأصوات , والتفكير بصوت عالي يعطينا وضوح للفكرة .
في وسط هذا الصخب الإعلامي بخصوص الانتخابات الرئاسية المصرية , وما تلاها من  أحكام قضائية على مبارك والعادلي وتبرئة البقية , مرت بعض التصريحات  مرور الكرام .  ولكني أرى فيها أهمية كبيرة لتحليل المشهد .

 صرح الفريق احمد شفيق المرشح للرئاسة المصرية , انه سيعيد الآمن المفقود منذ نشوب الثورة المصرية خلال 48 ساعة ,  يعني في يومين فقط إذا انتخب رئيسا .

قد يكون هذا تصريح كاذب أو صادق ,
فإذا كان كاذبا , فهذا يعني انه لا يصلح لقيادة مصر الكنانة وهو يكذب , ويكرر الكذب مرات ومرات .
أو يكون صادقا , وهنا تأتي الطامة الكبرى , فخلال 48 ساعة يعيد الأمن المفقود الذي فشلت وزارتان في إعادته , وفشل المجلس العسكري في إعادته , وهنا هو يتهم المجلس العسكري  ورؤساء الوزارة ووزراء الداخلية وقيادات الأمن بأنهم  يفتقدون الكفاءة والقدرة والمعرفة التي يملكها هو .

والسؤال هو كيف سيعيد الآمن خلال 48 ساعة ؟  ونعلم انه لا يملك مصباح علاء الدين أو خاتم سليمان ,  ومن المؤكد أن استعادة الآمن ستكون باستخدام الوسائل والقادة الأمنيين الموجودون الآن , ويستخدم قوة الجيش . وهما حاليا وخلال الأشهر الماضية نرى أنهما يقفان عاجزين أمام هذه الظاهرة .

إلا إذا كان هنا تواطؤ بين الجيش وقوى الآمن والفريق شفيق على أن تستباح مصر ويهدد أمنها حتى تستلم لقوى الثورة المضادة , وهو تواطؤ غير معلن , ولكن أستطيع إثباته بتصريحات شفيق . فهو إما كاذب وإما متواطئ معهم , وفي  كلا الحالتين فهو لا يصلح لقيادة مصر , فمن يتواطأ لتعذيب المصريين على مدى عام ونصف بالإرهاب لا يصلح , وان كان كاذبا في هذا التصريح فهو لا يصلح .

هذا يجرنا إلى ماذا سيحدث بعد الانتخابات المصرية , ولنرى كيف نستطيع أن نتعرف على ماذا سيحدث على ضوء هذا التصريح .

في حالة فوز الفريق احمد شفيق , سيتم عمل قوات الأمن بالكفاءة العالية وكما قال هو , بأن ما حدث في العباسية هو  " بروفة " أو تجربه  أو عينه . وسيتم حل البرلمان حسب صلاحياته بسبب عجز البرلمان عن أداء مهمته , ونعود إلى مرحلة ما قبل الثورة , وهذا بالضبط ما حدث في رمانيا كما وضحت في مقال سابق .  وتكون ثورة 25 يناير في ذمة التاريخ , وينجح مخطط الإرهاب العام .

في حالة فوز الدكتور مرسي , سيعمل قيادات الآمن والجيش والإعلام وبمساعدة الكنيسة والقوى المناهضة للإخوان على عرقلة أي مخطط للتطوير أو للأمن لأننا نعلم الآن أن قوى الأمن والجيش متواطئة مع الثورة المضادة بناء على تصريحات شفيق , وتمر أربع سنوات من الصراعات الداخلية , وبعدها تسقط أول حكومة محسوبة على الإسلاميين فاشلة , سواء شئنا أم أبينا , وتفقد الدعم الشعبي لها , وللمشروع الإسلامي , وتعود قوى الثورة المضادة وقد رتبت صفوفها وكونت كيانها ,

هنا أتساءل , لماذا لم يقم احد بتقديم بلاغ للنائب العام حول هذا التصريح . لماذا لم يناقش احد الفريق شفيق في خلفية هذا التصريح , فقد أكون مخطئا , ويثبت أن الفريق شفيق مصباح علاء الدين أو خاتم سليمان , وهنا استطيع أيضا أن أشكك في وطنيته , فكيف يملك هذه القدرة وترك الشعب المصري يعاني كل هذا الشهور ؟ ألا يستحق هذا التصريح الوقوف والتفكير به مليا ؟

قلت إني أفكر بصوت عال فقط ,
هل أفكر بمنطق الأحداث , ام بمنطق الخائف على ثورة مصر .
كم أتمنى أن يكون الطريق للحرية والكرامة سهلا , ولكن لا أظن , فالطريق صعب , ويحتاج منا للتضحية وللتفكير عميقا في ما يجري .
وعلى دروب الحرية والكرامة نلتقي ؟
صالح بن عبدالله السليمان

هناك تعليق واحد:

  1. لقد ذكرني هذا المقال بتصريح اللواء عبدالفتاح يونس رحمة الله عليه عندما قال اننا قادرون على السيطرة على البريقة خلال ساعات. لقد كان وقع هذا التصريح قاتل بالنسبة لي لانني كنت على يقين بانه تصريح كاذب ولم يحترم ابناء ليبيا واعتبرهم سذج. كان الشهداء يستشهدون لكي نتخلص من الطاغية واكاذيبه علينا فاذا بنا نجد من يخرج علينا بتصريح كاذب.
    لقد شبعت الشعوب العربية من سماع التصريحات الكاذبة

    ردحذف

; أتمنى لكم قراءة ممتعة مفيده
أرحب بكل أرآكم ومقترحاتكم يرجى ذكر الاسم أو الكنية للإجابة - ونأسف لحذف أي تعليق
لا علاقة له بموضوع المقال
لا يلتزم بالأخلاق ااو الذوق العام