الاثنين، 4 يونيو 2012

طغاة لم يتسلموا السلطه


اقسم بالله صادقا , أني استغرب من نخبه , ومن مثقفين , ومن معلمين , وأساتذة جامعات , يطلبون الحرية , ويطالبون بالديمقراطية ,
ولكنهم يتبرمون بآراء الآخرين ويسخطون ويغضبون إن سمعوها , ويترحمون على الأمة وعلى الثورة , لآن آراء الآخرين لا تناسب هواهم .

يتهمون هذا بالخيانة , وذاك بالتبعية للخارج , والآخر بالغباء , أو بالجهل وهذا لديه أجنده , وذاك طالب سلطه ... قائمة طويلة من التهم الجاهزة .
ناسين أن الحرية والديمقراطية بنيت أساسا على التعددية الفكرية والسياسية .
أظن هؤلاء يطالبون بالحرية لهم وحدهم , وأن يكونوا هم الحرس على بوابة الديمقراطية , لا يدخل من البوابة إلا من يحمل فكرا يرضون عنه , ورأيا يوافقون عليه .
إذا كنتم تريدون الحرية , فهي للجميع أو فلا .
إذا طالبتم بالديمقراطية , فتحملوا جميع الآراء ,تقبلوا الرأي والرأي الآخر , بل والآراء الأخرى .
وليكن بينكم صندوق الانتخابات هو الحكم .
وإلا فأنتم طغاة , ولكن لم تتسلموا السلطة ,
فما فرقكم عن بن علي أو حسني او القذافي أو الأسد , فهم يطالبون ويعملون بنفس المبادئ التي أرى البعض يطالب بها .

أليس هذا هو الفكر الذي أدى إلى تخلف الأمة ؟ فكر الرأي الواحد , فكر قمع الآخرين  , ونجد ان بعض من ثاروا عليه , يطالبون به . أليست هذه مصيبة ؟
قال أحد الشباب أن أستاذا كان يتكلم عن التخلف وأسبابه في بلادنا فقال له احد الطلبة :-
 يا أستاذ الاستعمار هو سبب التخلف
فأشار المعلم إلي عقله وقال :-
الاستعمار في عقولنا أكبر وأشد خطرا .
وهكذا نحمل الاستعمار أوزار تخلفنا , أو هكذا علمنا الطغاة , وأصبحنا نتناسى  أخطائنا , ونتناسى  أن مصيبتنا هي في طريقة تفكيرنا .
يجب علينا مناقشة الرأي بالرأي والحجة بالحجة والدليل بالدليل والمنطق بالمنطق , ليس بالتهم وكيلها بدون مكيال . هذه هي الديمقراطية , وهذا هي الحرية ,
فالديمقراطية ليست ثوبا مفصلا على مقاس واحد , فهي مصنع ألبسه , لكل مقاس وكل لون , واللباس الذي يثبت نجاحه في السوق هو من سيغطي على البقية .

صالح بن عبدالله السليمان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

; أتمنى لكم قراءة ممتعة مفيده
أرحب بكل أرآكم ومقترحاتكم يرجى ذكر الاسم أو الكنية للإجابة - ونأسف لحذف أي تعليق
لا علاقة له بموضوع المقال
لا يلتزم بالأخلاق ااو الذوق العام