السبت، 14 يناير 2012

حاشاهم من قولة طابور خامس


تأتيني يوميا عشرات الرسائل من إخواني القراء في ليبيا , يسألوني رأيي في الإعتصامات التي تحدث في  هذا الجزء الحبيب على قلوبنا جميعا ,  
وقبل أن ابدي رأيا حولها أود أولا أن أوضح نقاط رئيسية , نقاط أؤمن بها , وتشكل حجر الأساس في رؤيتي للأمور . 
النقطة الأولى , الاعتصام والتظاهر السلمي للتعبير عن الرأي حق أصيل من حقوق كل إنسان ,
وهنا أركز على السلمية , وهذا الحق دفعت الشعوب مقابله ضريبة الدم والعرق والدموع , فلا يسلب منها ولا تحرم منه أبدا . 
النقطة الثانية , الاعتصامات الفئوية والتي تضر بمصالح جموع الأمة يجب أن يكون لها ضابط , وهو أن لا يكون الضرر غير قابل للإصلاح , مثل فقدان الأمن , فقدان الحق في الحصول على خدمة ضرورية وأساسية  مثل الصحة  , أو أن تكون كنوع من لوي الذراع  وإجبار المجتمع على التنازل عن حق أصيل له .  فلا يجوز أن تتوقف حركة سيارات الإسعاف مثلا , أو أن تتوقف حركة الطيران تماما لمدة طويلة  .  
النقطة الثالثة , إن الثورة حركة دائمة , والمطالبة بالإصلاح وتصحيح الأخطاء جزء من الثورة , ففي ليبيا , قد تكون المظاهر المسلحة توقفت , ولكن الثورة لم تتوقف , فما زالت مستمرة , وستبقى  مستمرة ,  وأقول لمن يدعي إن الثورة الليبية يجب أن تنتهي , وان يعود الناس إلى منازلهم وأعمالهم , انك مخطئ , فالثورة خلق وأسلوب معيشة وأسلوب للتعامل مع الحدث , رفض للخطأ ومحاولة إصلاحه . فالثورة دائمة ومستمرة , ويخطئ أيضا من يقول إن الثورة تحتاج إلى ثورة أخرى . فهي لا تحتاج  لثورة أخرى بل إلى الاستمرار في رفض الخطأ والوقوف ضده .

هذه هي النقاط الثلاث التي أؤمن بها كما أسلفت . 
واليوم نرى في ليبيا الثورة مظاهر قد لا نؤيدها , أو قد لا نفهمها , والشعب الليبي دخل في مرحلة من عدم الثقة في القيادة الحالية , وأرى أن لديه الحق في ذلك , وسأذكر النقاط التي تجعلني أقول هذا .
1) رؤية الكثير ممن كان مؤيد ومخلصا للنظام السابق موجود في عمله , بل إن بعضهم أعطي صلاحيات وأموال قد تكون اكثر من السابق , تجدهم في مفاصل الدولة وفي السلك الدبلوماسي . 
2) عدم شفافية المجلس الوطني الانتقالي وتسرب معلومات عن مبالغ كبيرة تصرف في غير وجهها , وتكرار المواعيد التي لم توفي في أمور هامة مثل إقرارات الذمة المالية للأعضاء , وعدم نشر محاضر الجلسات وطريقة اتخاذ القرار . وهذا يؤدي إلى تزعزع الثقة في المجلس
3) ظهر المجلس الوطني الانتقالي بشكل مهزوز في التعامل مع ملفات هامة , وتضارب التصريحات , أدى إلى انتشار الشائعات ,  وكان يجب على المجلس أن يكون حازما في اتخاذ قرارات هامة في الأمن والاقتصاد والسلك الدبلوماسي , ولكن للأسف نرى تباطئا .
4) وصف المعتصمين بطابور خامس أو مندسين وهو أسلوب تعودنا عليه في حكومات تسلطية وليس في حكومات ثورة , فبدل التعامل مع مفردات المطالب ومناقشتها , والرد عليها , نجد أن المسئولين اتجهوا إلى الهجوم على شخصيات المطالبين , فأصبح الهجوم على المنتقدين يأخذ الصفة الشخصية , بينما كان من الأجدى مناقشة المطالب التي يطلبونها , والرد عليها سواء بتنفيذها , أو بيان سبب عدم القدرة على تنفيذها , أما الهجوم الشخصي على المطالبين أدى إلى زعزعة الثقة بالمجلس وليس بالمطالبين .

بالطبع ومن خلال اتصالي بقوى وطنية ليبية لدي معلومات شبه مفصلة عن مواضيع في الكثير من نواحي الحياة , وأنتظر وروود صور عن بعض الوثائق والمراسلات , والتأكد من صحتها , ولكنها للأسف محزنة إن صحت , سواء في التعليم أو الإعلام أو ملف الجرحى وغيرها .

بالطبع  تعجبني كلمة المستشار إن كل المسئولين السابقين سوف يحاسبون ووضع نفسه في المقدمة , وهذا يجعلني احترم السيد مصطفى عبدالجليل , ويعلم الله كم أكن له من تقدير واحترام , ولكن إدارة دولة مثل ليبيا تخرج من عاصفة هوجاء تحتاج لقرارات حاسمة , وتحتاج لطمأنة الشعب الليبي أنهم في أيدي أمينة . 
فالشعب الليبي أفاق من نكبة عمرها 42 سنة , وستحتاج عملية الإصلاح إلى فترة طويلة من الزمن , لإصلاح  الفساد الذي ورث من النظام السابق , وأرى أن الشعب الليبي مستعد لتحمل الكثير , ولكنه فقط يحتاج لأن يطمئن .
وهذا الاطمئنان لا يكون إلا بالشفافية  والمصارحة . كم طالبت سابقا أن يكون لكل وزارة أو هيئة متحدث رسمي واحد , وان يتمنع الكل عن التصريحات المتذبذبة والمتناقضة أحيانا , والتي تتسبب في إرباك المجتمع وإرباك فعالياته . كم طالبنا بوجود وكالة أنباء رسمية تتحدث باسم ليبيا .  ولكن للأسف لم يستحب احد . 
احيي شباب ليبيا المعتصمين في ميادين الشجرة والجزائر والعدالة والقلعة ,  , وأشد على أيديهم , فهم جرس الإنذار للتنبيه على الأخطاء , وكما قلنا عن الثوار سابقا حاشاهم من قوله جرذان , نقول لهؤلاء حاشاهم من قولة طابور خامس . فالطابور الخامس يعمل على الهدم وليس البناء , ويعمل على إبقاء أعوان النظام السابق في مناصبهم وليس إزالتهم , يعمل على إهدار المال العام وليس على ترشيد إنفاقه .
وعلى دروب الحرية والكرامة نلتقي 
صالح بن عبدالله السليمان 

هناك 3 تعليقات:

  1. على قولة اخوتنا المصرين" خليها فى القلب تجرح ولا تطلع لبرة وتفضح". وصدق الذي قال ان الشفافية توجد ففط في ....
    اكيد الجرح اقل بكثيرا من حكم الطاغية . احد الشهداء قال ثورتنا ثمارها سيقطفها اطفال ليبيا بعد عدة سنوات.
    مثل ما قضينا على الطاغية الذي كان تحميه عشرات الالف من الجنود سنقضي باذن الله على كل من يحاول نشر الفساد في ليبيا . والمعركة مستمرة واطفالنا سيكملون المسير من بعدنا وباذن الله لن تضيع دماء الشهداء هباء.

    ردحذف
    الردود
    1. لما قضيتو على معمر كان معاكم الناتو يا وقتلتو الابرياء من الاطفال والنساء تحت اسم الحرية والديموقراطية قوليلي كيف بتقضوا على الاستعمار.... يمكن يكون القدافي كان عندها اخطاء واخطاء كثيرة لكن ما فعلتموه انتم جلب عليكم العار فاي حريةالتي تحت راية الصليب وتحت راية التقصيم يا ريت تقدرو تغيروا افكاركم المريضة وتحاولو تنقدو ما يمكن انقاذه من ليبيا اللي راحت بغباءكم وجهلكم. اللهم بلغت اللهم فأشهد

      حذف
  2. سالم علي محمد14 يناير 2012 في 10:50 م

    أخي صالح أحييك علي هذه المقالة والتي أتفق معك في أغلب ما ورد بها وأنا أحد المعتصمين بميدان الشجرة ولكن أحببت أن أصحح لك فقط ما ورد بالفقرة التالية من مقالكتم المحترمة :بالطبع تعجبني كلمة المستشار إن كل المسئولين السابقين سوف يحاسبون ووضع نفسه في المقدمة , وهذا يجعلني احترم السيد مصطفى عبدالجليل ..

    التصحيح تجده على هذه الروابط ،،، وشاكراً لك إهتمامكم وحرصكم على بلدكم الثانية ليبيا ،،، تحياتي أيها الغالي ...

    هل سوف يقدم مصطفي عبد الجليل نفسه للمحاكمه كما قال ؟
    http://www.youtube.com/watch?v=LPbmc4iRXeQ

    هل عبدالجليل سوف يستقيل ؟؟؟
    http://www.facebook.com/photo.php?v=220955197979978

    ردحذف

; أتمنى لكم قراءة ممتعة مفيده
أرحب بكل أرآكم ومقترحاتكم يرجى ذكر الاسم أو الكنية للإجابة - ونأسف لحذف أي تعليق
لا علاقة له بموضوع المقال
لا يلتزم بالأخلاق ااو الذوق العام