أطلعت قبل أيام إن على أخبار تفيد إن قيادة المملكة العربية السعودية تنوي طرح نصف عدد مقاعد مجلس الشورى على الشعب لانتخاب الأعضاء , قد تكون هذه خطوة صغيرة في الطريق الصحيح , ولكي لا نقع في نزاع داخلي , يكرهه شعب المملكة كما تكرهه قيادتها , وفشل مخطط يوم حنين كان مؤشرا على أن السعودية قيادة وشعبا تكره المواجهة .
المطالب الشعبية في السعودية واضحة , ولا تحتاج لبحث معمق أو دراسات ميدانية معمقة , بل يكفي أن تجلس في مجلس , لتسمع هذه المطالب المتفق عليها ,
وسألخص هذه المطالب في سطور قليلة ,
المطلب الأول : القضاء على الفساد , فساد نسمع كثيرا عنه , مشاريع بالمليارات , والتنفيذ بالملايين , فأين تذهب هذه المليارات ؟ أين تذهب هذه المبالغ الضخمة جدا , فلن أتكلم عن مشروع قطار الحرم , والفرق الكبير بين ما أعلنته الشركة الصينية بميزانيتها عن حجم المشروع , وبين المبلغ الذي رصدته المملكة , هذا عينة فقط , من أعلى مستوى , أما من أدنى مستوى , ما أعلن منذ أيام عن قيام بلدية محافظة الخبر بتجديد سوق النساء بالثقبة وحجمه لا يتجاوز 200 متر مربع بمبلغ أربعين مليون ريال .
أين هيئة مكافحة الفساد التي أعلن عنها خادم الحرمين الشريفين ؟ لماذا لا نسمع أي نتائج لما تقوم به ؟ ولا أود أن أتوسع في ما هو معروف لكل شخص موجود في المملكة , أو من يقرأ صحف العالم ويعلم كمية الرشاوى والاختلاسات في مشاريع الدولة .
المطلب الثاني : المملكة واحدة من اكبر عشرين دولة في الحجم الاقتصادي , فلماذا مثل هذه الدولة ذات المداخيل الضخمة يعاني شبابها وشاباتها من البطالة ؟ من يقول إن المطلوب في سوق العمل لا يتوفر في المواطن السعودي , إذن من هو المسئول ؟ أين التعليم والتدريب والإعداد ؟ لماذا نملك الكثير من المال ولا نسخره في تدريب شبابنا وشاباتنا وإعدادهم لسوق العمل , أليس هذا دور وزارة المعارف ووزارة العمل ؟ لماذا يصارع الشباب للحصول على وظيفة حارس أمن بمرتب لا يكفي للطعام والشراب لنفسه فقط ؟
المطلب الثالث : الشفافية , نعم الشفافية , نحب أن نعلم ما هو دخل البلد وأين يصرف وكيف يصرف , فنحن نسمع مبالغ ضخمة , ضخمة بكل المقاييس , ولكن أين هي منا ؟ لماذا نكون في مؤخرة التقارير الدولية فيما يخص الشفافية , بينما نحن دولة الإسلام وأرض الرسالة ومهوى قلوب المسلمين من مشارق الأرض ومغاربها ؟
المطلب الرابع : مشاركة الشعب في صنع القرار , وذلك عن طريق برلمان منتخب بكامله , له صلاحيات أي مجلس برلماني في العالم , لا مجلس شوري يعتبر مثل استراحة أو ديوانية يجتمع بها بعض كبار السن يتكلمون ويتكلمون ثم يقوم كل منهم إلى منزلة , لا صلاحية لهم ولا صلاحيات , بينما يوجد في مجتمعنا وبين أبناء شعبنا كفاءات اقتصادية وسياسية وقانونية , ولكن بعيدة عن مكانهم الطبيعي .
المطلب الخامس :- قانون , نعم قانون عام مثل كل القوانين في العالم , نريده مشتقا من الشريعة الغراء ومن القران الكريم وصحيح الحديث , ولكنه يوضع بمواد تقول أولا وثانيا وثالثا , مما يمنع تضارب الأحكام بين قاضي وقاضي , والله إني اذكر قضايا حكم فيها قاضيان كل منهم حكم بحكم مناقض للآخر.لأن كل واحد منهم يتبع فرعية شرعية مختلفة عن الآخر , أو قول عالم فقيه مخالف , نعم دستورنا القرآن الكريم , ولكننا نطلب أن يعامل الجميع على نفس القاعدة , ويحكم جميع القضاة على نفس الرؤية الفقهية . هذه النقطة هامة جدا , ولأهميتها تجد كل العقود التي تعمل مع جهات خارجية تضيف مادة للعقد , أنه عند الاختلاف يكون القانون في الدولة الأخرى غير المملكة ومحاكمها هي المختصة بالنظر في موضوع النزاع , لأنهم يقولون دائما , أين قانونكم ؟ انه ليس تخلي عن الشريعة ولكن وضع قوانين مطابقة للشريعة .
اعلم أن البعض قد يعلق بنفس مقولة القذافي , من انتم , ولكن لن أرد عليه , إلا بأنني والله لأحب بلدي وأحب أهلي وأرجوا لهم كل الخير , وأتمنى أن نكون دائما في المقدمة , فنحن منبت الإسلام وسيأزر الإسلام في آخر الزمان لأرضنا , وشعبنا يستحق أن يكون في المقدمة , أحب أن لا أرى الشباب يصارع للحصول على ريالات بسيطة من نظام حافز , ولا أن أرى الآلاف الشباب تحت الشمس يحملون ملفاتهم للتقدم لوظيفة إن ضمنت له الطعام فلن تضمن له الزواج .
أحب أن أرى رجالنا الذين حصلوا على أعلى العلوم والخبرات في أماكنهم الحقيقية , أحب أن أرى كل مفسد وفاسد ومرتشي يعاقب , هذا أنا , وأفخر بذلك
وعلى دروب الحرية والكرامة نلتقي
صالح بن عبدالله السليمان
يبدو ان قطار الثورات العربية سيمر بالمملكة السعودية قريبا وبقيادتك يااستاذ صالح . لقد تفجاءت بعدة اشياء موجودة في مقالك .ندعو الله ان يحسن اوضاع المسلمين اينما كانوا وباقل الخسائر.
ردحذفأستاذنا الكريم/صالح بن عبدالله السليمان
ردحذففقط كلمتي هذه قصيرة ولن تفيك حقك..فموقفك خلال ثورتنا المباركة وكلماتك ومقالاتك التي كانت بعض زادنا في وقت كنا نحتاج فيه إلى الكلمة الصادقة و القلم الشريف ...فكان مداد كلماتك يكتب ملحمة شعب عرف طريقه إلى الشمس بعد أن فُرض عليه العيش في الأقبية...كانت كتاباتك زيت قناديلنا...ودفئنا في ليل غربتنا المكفهر والبارد....
في ذلك الوقت العسيركنا نحس نبض كلماتك فكانت العون كل العون...كنا نعرف أن المسافات قد تنأى بيننا وبين حُلم كان يراودنا... فقد أمتدت يد القهر لتسحقنا وتقتل كل شئ فكنت أنت نعم الصديق..ونعم الشقيق...الثمن كان باهضاً...والتضحية كبيرة ...لكننا قراءنا تاريخنا وعرفنا كيف نكتبه بدمائنا...فلله الحمد على كل حال...
فقط كلمة عُجلى ومتأخرة..أعرف أنها لن فتيك حقك لكنها عرفانٌ وتقديرٌ وشكرٌ..فمن لايشكر الناس لايشكرالله....تقبل مني فائق التحية والأحترام....
د. عبدالهادي
نتمنى منك كلمة لعلماء الدين ومشايخ المملكة....لماذا يهملون هذه الجوانب التي تطرّقت إليها وينشغلون ويشغلون الناس بقضايا القبور والسحر والشعوذة والامور الفرعية ؟
ردحذف