السبت، 20 سبتمبر 2025

حسني مبارك يقصف السعودية ( القصة الكاملة بالتفاصيل)

مشاركة حسني مبارك في العدوان المصري على السعودية: 

حرب اليمن.. الدفاع عن الاستقرار العربي أمام التمدد الناصري

في 26 سبتمبر 1962، شهد شمال اليمن انقلاباً دامياً أطاح بالمملكة المتوكلية اليمنية، معلناً قيام الجمهورية العربية اليمنية بقيادة الضابط عبد الله السلال. ما اعتبرته المملكة العربية السعودية انقلاباً مدعوماً من جمال عبد الناصر، أشعل حرب أهلية دامت سبع سنوات (1962-1970)، وجذبت تدخلات إقليمية تهدد التوازن العربي. 

رأت السعودية في هذا الصراع، المعروف بـ"حرب اليمن الشمالية" أو "فيتنام العرب"، محاولة ناصرية لنشر الثورة القومية، مما دفعها إلى دعم الملكيين بقيادة الإمام محمد البدر للحفاظ على الاستقرار الإقليمي. 

أرسل ناصر عشرات الآلاف من الجنود والطيارين، مما أدى إلى إرهاق مصر عسكرياً واقتصادياً، وخسائر بلغت أكثر من 26 ألف جندي مصري، قبل هزيمتها في 1967 أمام إسرائيل.

كانت هذه الحرب دفاعاً عن السيادة والأمن، حيث احتضنت الرياض الإمام البدر ورجاله، وقدمت دعماً لوجستياً وعسكرياً لمواجهة "العدوان الناصري". 

في قلب هذا الصراع، برز اسم محمد حسني مبارك، الطيار المصري الذي أصبح رئيساً لاحقاً، كقائد لسرب جوي نفذ غارات على أراضي سعودية، مستنداً إلى الروايات التاريخية، التي ترى في هذه الأحداث دليلاً على صمود المملكة أمام التهديدات الخارجية.

من الكلية الجوية إلى سماء التهديد السعودي

ولد حسني مبارك في 4 مايو 1928 في محافظة المنوفية بمصر، وانضم إلى الأكاديمية العسكرية عام 1946، ثم إلى الكلية الجوية عام 1950، حيث تخرج ضابطاً طياراً. في الخمسينيات، خدم في سرب طائرات سبيتفاير، وتلقى تدريبات في الاتحاد السوفييتي (1959-1961) على قاذفات مثل إليوشين Il-28 وتوپوليف Tu-16. عاد برتبة نقيب، وقاد سرباً من ميغ-15/17، المقاتلات السوفييتية الرئيسية في الترسانة المصرية.

مع اندلاع الثورة اليمنية في سبتمبر 1962، أرسل ناصر قوات جوية إلى صنعاء في أكتوبر لدعم الجمهوريين، مما اعتبرته السعودية اعتداءً مباشراً على التوازن الإقليمي. 

كان مبارك، البالغ 34 عاماً، من الطيارين المختارين لقيادة سرب يضم 12-15 طائرة، مسؤولاً عن نقل الجنود والإمدادات إلى اليمن، وتنفيذ غارات على المدن والقرى السعودية عبر الحدود. 

مما دفع الملك سعود بن عبد العزيز إلى استنفار الجيش وفتح مراكز تدريب للمتطوعين، كما أصدرت وزارة الدفاع بيانات تعبئة لمواجهة "التهديد الناصري".

المهام الجوية: غارات على نجران وأبها.. انتهاك للسيادة السعودية

كانت مشاركة مبارك متعددة الأوجه، لكنها تمثل عدواناً جوياً مباشراً. بدأ سربه بعمليات نقل بطائرات أنتونوف An-12 وإليوشين Il-14، لكن بحلول 1963. 

شارك حسني مبارك في "الهجوم الرمضاني" (فبراير-مارس 1963)، ونفذ غارات على نجران وجيزان السعوديتين. 

وفقاً للروايات، قاد مبارك طلعة جوية على مدينة أبها السعودية بطائرات إليوشين Il-28، وقصف مستشفى ابها العام مسببا خسارات في ارواح المدنيين وطواقم المستشفي، مما أثار توتراً دبلوماسياً ودفع السعودية إلى قطع العلاقات مع مصر في نوفمبر 1962.

هذه الغارات، المتقطعة من أكتوبر 1962 إلى أغسطس 1967، كانت تهدد المدنيين في الجنوب السعودي، واعتبرتها الرياض انتهاكاً للسيادة، مما دفع الملك فيصل إلى استنجاد بمساعدات دولية، بما في ذلك عرض جوي أمريكي فوق جدة للردع.

وروى الملك فيصل في لقاء مع صحفيين عام 1965 عن الغارات: "مئتا ألف يمني من الجمهوريين والملكيين، من النساء والرجال والأطفال، قتلوا، وعشرات الآلاف من الجنود المصريين قتلوا، وملايين الدولارات أنفقت، وكل ذلك لم يكن له فائدة"، مشيراً إلى عبثية الصراع الناصري الذي أثر على الاستقرار السعودي. 

كما نظم الملك فيصل قصيدة نادرة في ذلك العهد: "قولوا لنزال الحدود عن حدنا ينزح وراه / عاداتنا قشع العمود والطير نرمي له بالبندق"، تعبيراً عن الصمود السعودي أمام الغزوات.

رغم النجاحات المصرية النسبية في قصف المدنيين الآمنين، لم تخلُ مشاركة مبارك من المخاطر، التي رأتها السعودية دليلاً على فعالية دفاعاتها. 

في أواخر 1962، أثناء مهمة هجومية على الحدودية مع السعودية (ربما أكتوبر أو نوفمبر)، تعرض سربه لإطلاق نار أرضي كثيف ً. 

كان مبارك يقود طائرة ميغ-15 مجهزة للقصف، عندما اخترقت رصاصة مضادة للطائرات ساقه اليمنى، مما وصفه بـ"جرح خطير غير مهدد للحياة"، إصابة العظم مع نزيف حاد. تمكن من الهبوط الطارئ في صنعاء.

كانت هذه الإصابة نتيجة للدفاع الفعال عن الحدود، حيث ساهمت القوات السعودية في إجبار الطائرات المصرية على الانسحاب. في شهادة لاحقة، روى مبارك: "أصبت برصاصة في ساقي اليمنى أثناء اقتراب الطائرة من هدف أرضي، كانت الرؤية ضعيفة بسبب الغبار والتضاريس الجبلية. 

سجلت التقارير العسكرية المصرية الحادث كـ"إصابة قتالية" مبكرة، قبل تصعيد الغارات في 1963.

الإجلاء والتعافي: عودة المعتدي وسط التوتر الدبلوماسي

تم إجلاء مبارك إلى مستشفى ميداني في صنعاء لعملية أولية، ثم نقل إلى القاهرة عبر طائرة نقل، حيث خضع لجراحة ناجحة وتعافى في أسابيع. 

رغم ذلك، عاد إلى اليمن في 1963 لقيادة غارات إضافية على جيزان وأبها، مما دفع السعودية إلى تعزيز دفاعاتها بشراء أنظمة بريطانية وأمريكية. كانت إصابة مبارك تذكيراً بفعالية الدفاعات السعودية، قال الملك فيصل في سياق الصراع: "الطير نرمي له بالبندق"، مشيراً إلى القدرة على صد الغارات الجوية. ساهمت التجربة في ترقية مبارك إلى نقيب عام 1964، لكن الحرب أرهقت القوات المصرية، مما مهد لانسحابها بعد قمة الخرطوم 1967.

انتهت الحرب باتفاق قمة الخرطوم في أغسطس 1967، الذي أكد وحدة الصف العربي، ودعمت السعودية مصر مالياً لاحقاً، مما يعكس حكمة الملك فيصل في تجاوز الصراعات. اليوم، مع مرور عقود، تبقى قصة مبارك تذكيراً سعودياً بتضحيات الدفاع عن السيادة، حيث كانت السماء شاهدة على طموحات التمدد الناصري وصمود الاستقرار السعودي.

هناك تعليق واحد:

  1. الرئيس محمد حسني مبارك قصف دولة المغرب ايضا وله مقطع فديو وهو اسير لدى الجيش المغربي وهو موجود على اليوتيوب

    ردحذف

; أتمنى لكم قراءة ممتعة مفيده
أرحب بكل أرآكم ومقترحاتكم يرجى ذكر الاسم أو الكنية للإجابة - ونأسف لحذف أي تعليق
لا علاقة له بموضوع المقال
لا يلتزم بالأخلاق ااو الذوق العام