الأربعاء، 17 سبتمبر 2025

علي عوض والكلب الطاهر

 

كنا كما يعرف الجميع في قرية صغيرة, يعرف الجميع بعضهم بعضًا، 

وصل رجل جديد يُدعى حسن، يحمل في قلبه رغبة صادقة في التعرف على أهل القرية وبناء صداقات جديدة. 

كان حسن رجلًا طيب القلب، يثق بالناس بسرعة، ويبحث عن الخير في كل من يقابل.

في يوم مشمس، بينما كان يتجول في القرية، صادف علي عوض. 

استقبله علي بحفاوة كبيرة، وبدأ يكلمه بحكمة بالغة وأخذ يتلو عليه آيات من القرآن الكريم عن التراحم والأخوة، ويروي له أحاديث نبوية عن أن المسلم أخو المسلم. 

تأثر حسن بكلام علي، وظن أنه رجل صالح يحمل في قلبه الخير والتقوى. 

أصبح حسن يزور علي عوض باستمرار، يستمع إلى نصائحه، ويثق به ثقة عمياء.

وذات يوم، قرر حسن زيارة علي عوض دون موعد مسبق، آملًا أن يشاركه بعض القهوة وأحاديث الصباح. 

وعندما اقترب من باب بيت علي، سمع صوتًا من الداخل. 

توقف حسن لحظة، وسمع علي عوض يتحدث إلى أحد أبنائه وهو يقهقة بصوت عالي: "سأحاول الآن الحصول على بعض المال من هذا الرجل الجديد الغبي. لقد أصبح كالخاتم في يدي!"

.تجمد حسن في مكانه، وشعر بخيبة أمل كبيرة. 

كيف يمكن لعلي عوض، الذي بدا كرجل صالح، أن يتحدث هكذا؟ حزن حسن وعاد أدراجه، وقلبُه مثقل حزين انه تعرض للخداع. 

في طريق عودته، التقى بسعود، أحد أهل القرية المعروفين بحكمتهم وصراحتهم. 

سلم حسن على سعود بحرارة، لكنه لم يستطع إخفاء الحزن في عينيه. 

بدأ حسن يسير مع سعود، وبعد لحظات من الصمت، سأله: "هل تعرف علي عوض؟"

رد سعود بهدوء: "نعم، أعرفه جيدًا. وأنصحك أن تنتبه منه، فهو كالغراب الأسود في قريتنا، يخدع الناس بكلامه المعسول."

 فوجئ حسن، وسأل بحيرة: "ولكن، ماذا عن أبنائه؟ هل هم مثله؟"

ابتسم سعود ابتسامة خفيفة وقال: "ما في الكلاب كلب طاهر."

أدرك حسن المعنى، وشعر بمزيج من الحزن والحكمة. 

قرر منذ ذلك اليوم أن يكون أكثر حذرًا في اختيار من يثق بهم، لكنه لم يفقد إيمانه بالخير في الناس. 

واصل حسن حياته في القرية، يتعلم من تجاربه، ويبني صداقات حقيقية مع من يستحقون ثقته.

وأما علي عوض، فقد بقي يعيش في ظل كلامه المزيف، غير مدرك أن الحقيقة دائمًا ما تجد طريقها إلى النور.






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

; أتمنى لكم قراءة ممتعة مفيده
أرحب بكل أرآكم ومقترحاتكم يرجى ذكر الاسم أو الكنية للإجابة - ونأسف لحذف أي تعليق
لا علاقة له بموضوع المقال
لا يلتزم بالأخلاق ااو الذوق العام