تكاد تكون دولة مصر هي المكان الذي حدثت فيه قصة يوسف عليه السلام. ولكن ببعض التحري والنظرة الفاحصة لكل ما نعرفه عن هذه القصة تتغير المفاهيم.
الآية الكريمة "ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ" هي الآية 49 من سورة يوسف، وتصف عامًا خصيبًا يأتي بعد سنوات الشدة، حيث يغاث الناس بالمطر وتكثر خيراتهم حتى يعصرون العنب ونحوه زيادة عن حاجتهم
ومعروف ان مصر لا تعتمد على المطر بل على جريان نهر النهر طوال السنة يقل او يزيد ولكنه لا ينقطع بحيث لا يتمكنون من الزراعة.
عندما يرد اسم حاكم مصر يقال له فرعون, اما في قصة يوسف فسمي العزيز تارة
قَالَتِ ٱمۡرَأَتُ ٱلۡعَزِيزِ
والملك تارة اخي بقوله تعالى ( قَالُواْ نَفۡقِدُ صُوَاعَ ٱلۡمَلِكِ وَلِمَن جَآءَ بِهِۦ حِمۡلُ بَعِيرٖ وَأَنَا۠ بِهِۦ زَعِيمٞ )
ثم في مصر لاتترك صغيرة او كبيرة الا وتدون على جدران المعابد او على صفحات البردي, ولم نرى اي ذكر ليوسف عليه السلام الذي لقب ايضا بالعزيز لقوله تعالى
(قَالُواْ يَٰٓأَيُّهَا ٱلۡعَزِيزُ إِنَّ لَهُۥٓ أَبٗا شَيۡخٗا كَبِيرٗا فَخُذۡ أَحَدَنَا مَكَانَهُۥٓۖ إِنَّا نَرَىٰكَ مِنَ ٱلۡمُحۡسِنِينَ)
وقوله تعالى (فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَيۡهِ قَالُواْ يَٰٓأَيُّهَا ٱلۡعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهۡلَنَا ٱلضُّرُّ وَجِئۡنَا بِبِضَٰعَةٖ مُّزۡجَىٰةٖ فَأَوۡفِ لَنَا ٱلۡكَيۡلَ وَتَصَدَّقۡ عَلَيۡنَآۖ إِنَّ ٱللَّهَ يَجۡزِي ٱلۡمُتَصَدِّقِينَ )
فاين ذكر السنوات العجاف التي لم يتمكن الناس من الزرع فيها واين ذكر يوسف الذي سمي العزيز
هل من كتب ادق ادق التفاصيل عن خروج الفرعون ليلا الى قائد جيشه ليقضي معه ليلة حمراء, وطنب ادق ادق تفاصيل زينة المرأة وماذا تستعمل من مساحيق يهمل هذا الجزء المهم من التاريخ بوجود عزيز لمصر وتعرض مصر للمجاعة؟
كما ان النصوص المصرية القديمة تحتوي على قصص مشابهة عن أشخاص صعدوا من مراكز متواضعة إلى مناصب عليا، مثل قصة "سينوهي".
وقصة سينوهي، وهو موظف مصري رفيع المستوى في بلاط الملك أمنمحات الأول (مؤسس الأسرة الثانية عشرة). تبدأ القصة عندما يموت الملك أمنمحات الأول، ويتلقى سينوهي، الذي كان في مهمة عسكرية مع الأمير سنوسرت الأول (خليفة الملك)، أنباءً عن مؤامرة محتملة أو اضطرابات سياسية.
خوفًا على حياته، يهرب سينوهي من مصر دون سبب واضح تمامًا (ربما بسبب الذعر أو الشك في اتهامه بالخيانة).
يسافر سينوهي عبر الصحراء، ويعاني من العطش والجوع حتى يصل إلى أرض رتنو (منطقة في بلاد الشام أو فلسطين). هناك، يُستقبل من قبل زعيم بدوي يُدعى أموسينشي، الذي يعامله بلطف ويعطيه مكانة مرموقة. يتزوج سينوهي من ابنة الزعيم، ويصبح قائدًا محترمًا في القبيلة، ويكتسب ثروة وأبناء.
و خلال إقامته في المنفى، يواجه سينوهي تحديًا من محارب قوي من القبيلة، فيُهزمه في مبارزة، مما يعزز مكانته. لكنه يظل مشتاقًا إلى وطنه مصر، ويعاني من الحنين والشعور بالغربة.
و في مرحلة لاحقة، يتلقى سينوهي رسالة من الملك سنوسرت الأول، الذي
يدعوه للعودة إلى مصر، مؤكدًا أن لا شيء يُتهم به. يعود سينوهي إلى مصر، حيث يُستقبل بحفاوة، ويُمنح منزلًا وقبرًا ملكيًا، ويعيش بقية حياته في راحة وكرامة.
رغم بساطة هذه القصة الا انها ذكرت بالتفصيل واغفلت قصة يوسف عليه السلام, اليس هذا غريبا؟
وهكذا نجد ان قصة يوسف عليه السلام كانت في بلد يروى زرعه بالمطر ولا يهتم لتسجيل الوقائع الهامة, هذا ليس مصر ولا يمكن ان يكون مصر التي نعرفها.
اما ذكر اسم " مصر" في الأية فقد تكون هنالك قرية تسمى مصر في المنطقة التي لم تعتني بالتسجيل والتوثيق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
; أتمنى لكم قراءة ممتعة مفيده
أرحب بكل أرآكم ومقترحاتكم يرجى ذكر الاسم أو الكنية للإجابة - ونأسف لحذف أي تعليق
لا علاقة له بموضوع المقال
لا يلتزم بالأخلاق ااو الذوق العام