الأحد، 14 سبتمبر 2025

التجريدة المصرية في الحرب العالمية الأولى

 تلخيص كتاب: "التجريدة المصرية في الحرب العالمية الأولى" لمايكل ج. مورتلوككتاب "The Egyptian Expeditionary Force in World War I: A History of the British-Led Campaigns in Egypt, Palestine and Syria" (نُشر عام 2011 من قبل دار ماكفارلاند)، 

يقدم تاريخاً شاملاً للقوة الاستكشافية المصرية (EEF)، وهي تشكيل عسكري بريطاني جند في 10 مارس 1916 تحت قيادة الجنرال أرشيبالد ميوراي، ليصبح لاحقاً تحت قيادة الجنرال إدموند ألينبي. 

يركز الكتاب على الحملات البريطانية الرئيسية في مصر وسيناء وفلسطين وسوريا خلال الحرب العالمية الأولى (1916-1918)، ويُعدُّ مرجعاً أساسياً لفهم دور هذه القوة في حملة سيناء وفلسطين، التي ساهمت في تفكيك الإمبراطورية العثمانية في الشرق الأوسط.

السياق التاريخي والتشكيل:

يبدأ الكتاب بوصف تشكيل القوة الاستكشافية المصرية من بقايا القوة المتوسطية الاستكشافية (التي انسحبت من غاليبولي) والقوة في مصر (التي حمَت قناة السويس منذ 1914). كانت القوة مسؤولة أولاً عن الدفاع عن الحدود المصرية ضد الغزوات العثمانية والسنوسية، ثم توسعت لتشمل هجوماً واسعاً في الشرق الأوسط. 

يغطي الكتاب التحديات اللوجستية، مثل بناء خطوط السكك الحديدية والمياه في الصحراء، والتكيف مع الظروف المناخية القاسية، بالإضافة إلى دمج القوات من الإمبراطورية البريطانية ( جنود مصريون، بريطانيون، أستراليون، نيوزيلنديون، وهنود،).

الحملات الرئيسية:

حملة سيناء (1916): 

يصف الكتاب انتصارات أولية مثل معركة رماني (أغسطس 1916)، التي أوقفت التقدم العثماني، تلتها معارك مَغْدَبَة (ديسمبر 1916) ورافَح (يناير 1917)، التي أعادت السيطرة على أراضٍ مصرية كبيرة. 

هذه الانتصارات مهَّدت للتقدم نحو فلسطين.

معارك غزة (1917): 

يناقش الكتاب الفشلين الأوليين في المعركتين الأولى والثانية لـغزة (مارس وأبريل 1917)، اللذين كانا بسبب سوء التخطيط والتضاريس الصعبة، مما أدى إلى استبدال ميوراي بألينبي.

التقدم نحو أورشليم (أكتوبر-ديسمبر 1917): 

يُبرز الكتاب النجاحات الدراماتيكية، بما في ذلك معركة بئر السبع (31 أكتوبر 1917)، التي استخدمت فيها الفرسان الشحنة الشهيرة للسيطرة على الآبار، تلتها معارك تل الخُلَيْفَة والثالثة لغزة، مما أجبر العثمانيين على الانسحاب. 

انتهت الحملة بدخول ألينبي أورشليم في 11 ديسمبر 1917، وهو حدث رمزي أعطى دفعة معنوية للحلفاء وسط الإخفاقات في الجبهة الغربية.

الحملات المتأخرة (1918): 

يغطي الكتاب الهجمات الفاشلة في شرق الأردن (مارس وأبريل 1918) للاستيلاء على عَمَّان وإسْلْط، ثم الهجوم النهائي في معركة مجْدُو (سبتمبر 1918)، الذي دمَّر ثلاث جيوش عثمانية في معارك شارون ونابلس والأردن الثالثة. 

تلاها مطاردة القوات العثمانية والألمانية إلى دمشق وحلب، مما أدى إلى هدنة مودروس في 30 أكتوبر 1918، وانهيار الجبهة العثمانية.

الجوانب الاستراتيجية والاجتماعية:

يُقدِّم الكتاب تحليلاً للقيادة العسكرية، مع التركيز على أسلوب ألينبي في الحرب المناورة مقارنة بالهجمات المباشرة السابقة. 

كما يناقش الدور السياسي، بما في ذلك وعد بلفور (1917) وتأثير الحملة على تقسيم الشرق الأوسط بعد الحرب. 

يتناول أيضاً الخسائر (حوالي 242,000 قتيل وجريح)، والتركيبة العرقية للقوة (التي أصبحت أكثر "هندية" في 1918 بعد إرسال البريطانيين إلى الغرب)، والحياة اليومية للجنود، بما في ذلك التعامل مع الأمراض والحرارة.

الملحقات والمراجع:

يحتوي الكتاب على ملحقات مفيدة مثل قوائم الوحدات، الخسائر، تقرير ألينبي الرسمي، وهيكل الجيش البريطاني، بالإضافة إلى قائمة بضباط فوج نورفولك (الذي خدم والد المؤلف فيه). 

يعتمد على مصادر أرشيفية بريطانية وشهادات شخصية، مما يجعله مصدراً موثوقاً للباحثين.بشكل عام، يُصوِّر الكتاب قوة التجريدة المصرية كقوة حاسمة في الحرب، ساهمت في إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط، مع التركيز على الإنجازات العسكرية رغم التحديات. إنه يجمع بين السرد التاريخي والتحليل الاستراتيجي، ويُنصح به لمن يهتمون بتاريخ الحرب العالمية الأولى في الشرق الأوسط.

على منصة اكس

https://x.com/S_A_Alsulaiman/status/1967036603458896095

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

; أتمنى لكم قراءة ممتعة مفيده
أرحب بكل أرآكم ومقترحاتكم يرجى ذكر الاسم أو الكنية للإجابة - ونأسف لحذف أي تعليق
لا علاقة له بموضوع المقال
لا يلتزم بالأخلاق ااو الذوق العام