الجمعة، 1 يونيو 2012

لا تلقوا إلينا بتفسيركم المعوج للإسلام


تكلمت كثيرا حول تجديد فهمنا للإسلام , والعودة للمنبع الصافي , لا إلى قال فلان وقال فلان في عصور ماضيه أو حتى بعض المعاصرين لنا جسدا ولكن عقولهم هي صدى للماضي , مع شديد وعظيم احترامي لهم , ولكن من عاش في الماضي  لم تكن لهم أدوات عصرنا , ولا علوم عصرنا , لذا كان  فهمهم للإسلام  مرتبط بما لديهم من أدوات , وما لديهم من علوم .


أقوى حجة يستخدمها من يحرم  الانتخابات هي أن الله سبحانه وتعالى قال في محكم كتابه الكريم  "ولكن أكثر الناس لا يعلمون", ويقول جل وعلا "ولكن أكثر الناس لا يفقهون" , فها هو ربنا يقول لنا أن اكثر الناس لا يعلمون ولا يفقهون . فلذا فإن إعطاء الشعب حق الإختيار خطأ , وليس شرعيا لأنهم كما يقول الله سبحانه جل وعلا , لا يفقهون , ولا يعلمون .
أقول لهؤلاء , حنانيكم, ففهمكم خطأ !!!

لو نظرتم  في الآيات التي وردت فيها لوجدت أنها تتحدث عن " وعد الله لا يخلف الله وعده " و عن " ذلك الدين القيم"  وعن " والله غالب على أمره"  وقوله تعالى " لخلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس " 
وكذا في قوله تعالى  "ولكن أكثر الناس لا يفقهون"
كلها تتكلم عن الدين القيم وعن صدق وعد الله وغلبته على الأمر وعن بعض الغيبيات , ولكنها موجهة للناس جميعا , أحمرهم وأبيضهم وأسودهم وأصفرهم .
لا تتكلم الآيات عن أمة الإسلام , فأمة الإسلام على الحق , ولو صدق أن هذا القول في أمة الإسلام , لما كان للرسالة النبوية معنى , فأمة الإسلام حتى اليوم هي قلة , وإن كانت كثيرة العدد , فالصين والهند لوحدها هي نصف العالم إلا قليلا , وخذ معك بقية الملل , وهكذا ينطبق قول الله ويصدق ,
السؤال الذي يجب أن يسأل فيه من تبنى هذا التفسير , هل قول الله سبحانه وتعالى " ولكن أكثر الناس لا يشكرون " يحتمل تفسيركم هذا ؟

والداهية السوداء  والمصيبة الكبيرة لو قلتم نعم , إذن كيف تفسرون  قوله تعالى "  وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين " فلو صدق تفسيركم للناس في الآيات السابقة أنها تخص أمة الإسلام , فيجب أن يصدق هذا أيضا , وهكذا تخرجون أمة الإسلام من الإيمان , ألا ساء ما تقولون .

لا تلقوا إلينا بتفسيركم المعوج والخاطئ لهذه الآيات على أمة الإسلام , فأمة الإسلام , والشعوب المسلمة على الحق كجماعة , وإن كان بها أفراد زاغوا عن السبيل وحتى إن زاغوا فهم فاسقون وليسوا كافرون  , وأدلة ذلك كثيرة ,
يجب أن نفهم القرآن الكريم كما نزّل على نبينا , ونفهم حديث رسول الله كما قاله , لا أن نلغي عقولنا , ونضع بدلها عقول أناس آخرون .
نعم أؤمن بالشعوب وحقها في الاختيار , لأن الله سبحانه وتعالى أعطاهم القدرة على تغيير الواقع ,فيقول " إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم "  فجعل تغيير ما بالنفس من خوف وخنوع ورضا بالظلم وتعلق بالدنيا , هو مفتاح التغيير وهو طريقة التغيير ,
رضيتم , أم أبيتم , هذا هو الحق من ربنا , ولا نقول إلا أن امة الإسلام على الحق , وما تختاره أمة الإسلام هو الحق , وما تختاره الشعوب المسلمة هو الحق .

وأخر ما أقول حديث عبدالله بن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح " إن الله لا يجمع أمتي – أو قال : أمة محمد صلى الله عليه وسلم – على ضلالة ، ويد الله مع الجماعة "
صالح بن عبدالله السليمان

هناك تعليق واحد:

  1. كنت عندما اكتب تعليق للرد على موضوع ما او شخص ما اصيب بحرق الدم وارتفاع ضغط الدم فاذا كنت مكانك استاذ صالح وكتبت مقال للرد على بعض الاشخاص اكيد ساصاب بعده بجلطة.
    تمنياتنا لك بدوام الصحةوالعافية وجزاك الله كل خير

    ردحذف

; أتمنى لكم قراءة ممتعة مفيده
أرحب بكل أرآكم ومقترحاتكم يرجى ذكر الاسم أو الكنية للإجابة - ونأسف لحذف أي تعليق
لا علاقة له بموضوع المقال
لا يلتزم بالأخلاق ااو الذوق العام