الأحد، 4 ديسمبر 2011

وسائل التواصل الاجتماعي ومنظمات المجتمع المدني


كنا قد تحدثنا في السابق  عن منظمات المجتمع المدني , وعن أثرها الكبير في توجيه الرأي العام وكذلك في جمع الآراء وتوافقها , وحماية أعضائها وتعريفهم بحقوقهم وطريقة المحافظة عليها .
بالطبع هذه هي بعض أهداف  منظمات المجتمع المدني , وتحدثنا عن أشكالها وقلنا أنها تشمل .


 الجماعات المجتمعية مثل مجموعة سكان قرية أو ملاك مجمع سكني ما و ما إلى ذلك .
 •
المنظمات غير الحكومية  بكافة أشكالها ماعدا الأحزاب السياسية , حيث أن الأحزاب السياسية قد تمسك سدة الحكم  .
ا لنقابات العمالية .و الروابط والمؤسسات المهنية  مثل رابطة المهندسين ونقابة المحاميين ونقابة الصحفيين وما إلى ذلك .
• 
 النقابات الطلابية وجماعات الطلاب .مثل نقابة أو اتحادات الطلاب في جامعة معينة أو جماعة المسرح في جامعة أو جماعة الصحافة فيها .
 منظمات الشعوب الأصلية والأقليات العرقية   من أمثال اتحاد للأخوة للاما زيغ وللتبو وغيرهم من الأقليات في الوطن .
 المنظمات الخيرية والتطوعية  مثل منظمات مساعدة جرحى الحرب أو مساعدة عائلات الشهداء أو مساعدة متضرري الحرب , أو ما إلى ذلك من المجموعات .
 • المنظمات والمجموعات الدينية والفكرية  بالطبع هذه قد تمثل جماعات تحفيظ القران الكريم , أو جماعات فكرية أخرى  ولكن ليس لها أيدلوجية سياسية لمساعدة حزب معين ,,


هذا التصور للمنظمات المدنية قديم وأظن إننا بحاجة للتعديل عليه بعد ظهور بعض أنواع التقنية الحديثة . وتطور أنواع التواصل الاجتماعي ,
فقد ظهرت لدينا أنواع جديدة من المجموعات مثل  مجموعات ياهوو او مجموعات جووجل أو منتديات الإنترنت , وصفحات الفيسبوك .  وهذه المجموعات لا أظن أنها تقل تأثيرا عن الأشكال الأخرى من  أشكال منظمات المجتمع المدني .  بل وبالتأكيد أنها فاقت عليها في التأثير في المجتمعات , فثورات الربيع العربي نكاد نقول إنها قامت على هذه النوعيات من وسائل التواصل الاجتماعي , وخصوصا في مجتمعاتنا , عندما كانت جميع الوسائل في العالم الحقيقي تحت الحصار أو تحت إدارة الأنظمة القمعية , ولم تكن تؤدي دورها المنشود والمرجو والمطلوب منها في توعية المواطن بحقوقه . وجمع الناس بغرض  التأثير على القرار الرسمي  ,
وهكذا خرج الشباب إلى العالم الافتراضي للتخلص من القيود ولتبادل الخبرات والآراء . وتناقل الأخبار التي لا تنشر على صفحات الأعلام الرسمي , بل وتعدت ذلك إلى أنها أصبحت وسيلة لتغذية الإعلام العالمي والمحايد بالرؤية الغير رسمية للحوادث ,

حدث هذا في تونس ومصر وليبيا وسوريا وبشكل يقل بكثير في اليمن ولكن تأثيرها في الكل كان كبير.

في الحالة الليبية , خرجت العديد من الصفحات , والتي كان لها اثر غير بسيط في إطلاق الشرارة الأولي للثورة الليبية , إلا أن دور بعض هذه الصفحات أرى انه بدأ للتحول إلى  والجهوية والقبلية , وأصبحت الكثير من الصفحات تنادي وتعلن بأسماء المناطق , مما جعل تأثيرها في المشهد الليبي يبدوا سلبيا في مرحلة ما بعد التحرير , بينما كان من المرجو أن تتحول هذه الصفحات إلى منادي للوحدة الوطنية ونبذ التفرقة والجهوية , بالطبع أنا لا أتكلم عن جميع الصفحات , ففيها بعض الصفحات التي التزمت الحياد والأسلوب الرصين في معالجة الفتن ومحاولات التفرقة , بينما اندفع فيها صفحات أخرى .
وهكذا نكاد أن نقول إن  وسائل الاتصال الاجتماعي على الإنترنت أثبتت فاعلية كبيرة في حشد الرأي العام في الكثير من المجتمعات , وتحولت إلى أداة قوية جدا , ولكن الخوف أن تسقط في المرحلة القادمة , وهي المرحلة الأهم وهي مرحلة بناء الوطن والمواطن . واكتشاف الحلول ومناقشتها بأسلوب  يقترب من العلمية , حيث أن مستخدمي الإنترنت يفترض أن يكونوا على مستوى من الثقافة أعلى من غيرهم ,
أتمنى أن تحاول الصفحات البقاء ضمن  منظمات المجتمع المدني , لأن سقوطها سيعني أن الغالية لن تتعامل معها باقتناع , وخصوصا أنها أثبتت كفاءة عالية في مرحلة التحرير . ونجاحها على المدى الطويل يجعل قائمة منظمات المجتمع المدني تزيد نوعية حديثة تناسب العصر .

صالح بن عبدالله السليمان

هناك تعليق واحد:

  1. من المهم جدا تفعيل استخدام وسائل الإتصال الإجتماعي - يمكن الرجوع للمقالة التالية حول تفعيل المدونات لمؤسسات المجتمع المدني
    http://anadigital.org/2012/01/blogadvice/

    ردحذف

; أتمنى لكم قراءة ممتعة مفيده
أرحب بكل أرآكم ومقترحاتكم يرجى ذكر الاسم أو الكنية للإجابة - ونأسف لحذف أي تعليق
لا علاقة له بموضوع المقال
لا يلتزم بالأخلاق ااو الذوق العام