كثير من الأشخاص يدندون ان مكة المكرمة والمدينة المنورة ملك لجميع المسلمين, ويتضايقون عندما يقول احد السعوديون ان مكة والمدينة هي ملك للسعوديين
من يدعي ان مكة والمدينة هي ملك لجميع المسلمين يخلط بين امرين, يخلط بين حيازة الأرض او العقار وبين سيادة الدولة, حيث ان "حيازة الأرض" و"السيادة على الأرض".
على الرغم من أن هذين المصطلحين قد يوحيان بمعانٍ متشابهة، إلا أن لهما دلالات قانونية واستراتيجية مختلفة.
سأستعرض بالتفصيل الفرق بين حيازة الأرض والسيادة عليها، مع التركيز على الأبعاد التاريخية والقانونية والاجتماعية المرتبطة بكل منهما.
أولًا: تعريف المفهومين
حيازة الأرض
تعني حيازة الأرض امتلاك أو استخدام قطعة معينة من الأرض لفترة معينة، بغض النظر عن ملكيتها القانونية. يمكن أن تكون الحيازة قانونية، مثل ملكية الأرض من قبل الأفراد أو الشركات، أو غير قانونية، كما في حالة الاستيلاء على الأراضي. الحيازة تشمل أيضًا حق الانتفاع بالأرض، مثل الزراعة أو البناء، حتى لو كانت الأرض مملوكة لشخص آخر أو جهة حكومية.
السيادة على الأرض
السيادة على الأرض تعني السلطة العليا والتصرف الكامل في الأرض من قبل دولة أو جهة حكومية. تعبر السيادة عن القدرة على اتخاذ القرارات وإدارة الموارد والسياسات المتعلقة بالأرض، بالإضافة إلى فرض القوانين وتنفيذها. السيادة تعني أيضًا الحق في الاعتراف بالحدود والسيطرة على النشاطات الاقتصادية والبيئية والتجارية ضمن تلك الحدود.
ثانيًا: الأبعاد القانونية
حيازة الأرض
تنظم الحيازة العديد من الأنظمة القانونية المحلية والدولية. على مستوى القوانين الوطنية، يتم تحديد قواعد الحيازة بوضوح لتجنب النزاعات. فعلى سبيل المثال، يمكن أن تكتسب الأرض من خلال إجراءات البيع أو الهبة أو الميراث. يمكن أن تُعطى الحقوق أيضًا مثل الإيجار أو حق الانتفاع.
السيادة على الأرض
تعتبر السيادة مفهومًا قانونيًا سياسيًا يتجلى في العلاقات الدولية. القدرة على فرض السيادة تعني أن الدولة قادرة على التحكم في أراضيها، وفرض قوانينها، وإقامة علاقات دبلوماسية مع الدول الأخرى. يمكن للدولة أن تفقد سيادتها في حال تعرضت للاحتلال أو التدخل الخارجي.
ثالثًا: الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية
حيازة الأرض
تشكل حيازة الأرض جزءًا أساسيًا من الحياة الاقتصادية والاجتماعية للأفراد. فالحق في حيازة الأرض يعزز فرص أصحاب الأراضي في تحسين أوضاعهم المعيشية من خلال الزراعة، أو تطوير المشاريع السكنية والتجارية. حيازة الأرض تلعب أيضًا دورًا مهمًا في بناء الهوية الاجتماعية، حيث أن امتلاك الأرض يمكن أن يكون مرتبطًا بالاستقرار والازدهار.
السيادة على الأرض
السيادة تحقق الاستقرار السياسي والاقتصادي للدولة. عندما تتمتع دولة ما بسيادة كاملة على أراضيها، فإنها تحصل على الحق في تنظيم استخدام مواردها، وتطوير البنية التحتية، وتحقيق الأمن والاستقرار. يساهم هذا في جذب الاستثمارات الخارجية، وتعزيز النمو الاقتصادي والتنمية المستدامة.
العلاقات المتبادلة بين المفهومين
يظهر بوضوح أن حيازة الأرض والسيادة على الأرض مرتبطتان بشكل معقد، ولكن كل واحدة منهما تمثل جانبًا مختلفًا من إدارة العلاقات البشرية مع الأرض. قد يكون للأفراد ملكية خاصة لأراضيهم (حيازة) دون أن تكون لهم سلطة سياسية أو قانونية على نطاق أوسع (سيادة) في سياق وطني أو دولي.
يجب على الأفراد والدول فهم هذه الاختلافات الجوهرية بين حيازة الأرض والسيادة عليها لضمان تطبيق الحقوق بشكل عادل وتعزيز الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي. إن فهم هذه المفاهيم ليس فقط ضروريًا على المستوى القانوني، بل هو أيضًا أساس لاستدامة العلاقات الدولية العادلة والفاعلة.
وهكذا نعلم ان مكة المكرمة والمدينة المنورة ملك لأهلها حسب الأنظمة والقاونين السارية, وان السيادة على الأرض هي لحكومة المملكة العربية السعودية,
للحاج والمعتمر والزائر ان يؤدي مناسكه بكل تقدير واحترام وتسيلات تمنحها الحكومة ثم يعود لوطنه مصحوبا بالسلامة, وهو مرتبط عاطفيا وشرعيا بهذه الأراضي المقدسة ولكنه لا يملكها وليس له السيادة عليها.
صالح بن عبدالله السليمان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
; أتمنى لكم قراءة ممتعة مفيده
أرحب بكل أرآكم ومقترحاتكم يرجى ذكر الاسم أو الكنية للإجابة - ونأسف لحذف أي تعليق
لا علاقة له بموضوع المقال
لا يلتزم بالأخلاق ااو الذوق العام