السبت، 31 أغسطس 2024

إيران عدو لمن صادقها من العرب

بالرغم من محاولات بعض الدول العربية التقارب مع إيران، إلا أن النتائج كانت غالباً سلبية، بل وتعرضت هذه الدول للعديد من التحديات والأزمات نتيجة لهذه العلاقة. إيران تعتبر عدوًا لمن صادقها من العرب.


التقارب الإيراني العربي: البداية هي النهاية

على الرغم من التاريخ الطويل من العلاقات المعقدة بين العرب وإيران، عاشت بعض الدول العربية محاولات للتقارب مع طهران. كان ذلك بشكل خاص بعد سقوط نظام صدام حسين في العراق عام 2003، حيث اعتقد البعض أن إيران قد تكون شريكًا محتملاً لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة. كما تصور البعض أن التعاون مع إيران قد يساهم في مواجهة التهديدات الخارجية. ومع ذلك، سرعان ما تلاشت هذه الآمال، حيث انقلبت العلاقة إلى ساحة للصراع والنزاع.

الأجندة الإيرانية في المنطقة

تسعى إيران إلى تحقيق نفوذ إقليمي من خلال تعزيز وجودها في الدول العربية، عبر دعم حلفائها من الجماعات المسلحة والمليشيات. فقد دعمت إيران حزب الله في لبنان، والحوثيين في اليمن، والميليشيات الشيعية في العراق، وتدخلت بنفسها ودعت روسيا وكونت مليشيات في سوريا, وليس هذا فقط فلقد كونت مليشيات في افغانستان وباكستان مما أدى إلى زعزعة الاستقرار الدول العربية. علاوة على ذلك، تمثل سياسة التوسع هذه تحديًا خطيرًا للأمن القومي العربي، مما دفع العديد من الدول إلى إعادة تقييم علاقاتها مع إيران.

تأثير الاتفاق النووي على العلاقات العربية الإيرانية

أدى توقيع الاتفاق النووي عام 2015 بين إيران والدول الكبرى إلى تعزيز موقف طهران في المنطقة. وكما اعترفت بعض الأنظمة العربية، أصبح ذلك الاتفاق بمثابة ضوء أخضر لإيران للعمل على توسيع نفوذها الإقليمي. فقد اعتبرت الدول العربية أن هذا الاتفاق سيمكن طهران من تعزيز قدراتها العسكرية والاقتصادية، وهو ما يعتبر تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي.

دولة الميليشيات: الأثر على العلاقات

تُعتبر "دولة الميليشيات" أحد مكونات السياسة الإيرانية في المنطقة، وتقوم إيران بتجنيد وتدريب وتسليح عدد من الجماعات غير الحكومية التي تدين ولاءها لطهران. فقد أسهم هذا النهج في تحويل العديد من الدول العربية إلى ساحة لتصفية الحسابات بين إيران وأعدائها، مما يزيد من تعقيد المشهد الإقليمي. هذه السياسة ليست فقط تهديدًا للأمن العربي، بل أيضًا لتماسك الدول نفسها.

استغلال الإختلافات  الطائفية

تقوم إيران بخطوة مدروسة لاستغلال الإختلافات الطائفية في العالم العربي. فبالإضافة إلى التباين التاريخي والثقافي، تسعى إيران لتجنيد واستغلال الأقليات الشيعية في بعض الدول مثل العراق وسوريا ولبنان، مما يعزز من انقسام المجتمعات العربية ويعمق من الصراعات الطائفية. وقد أدت هذه السياسات إلى تفكيك الهياكل المجتمعية واستغلالها لأغراض سياسية.

العقل الفارسي يكره العرب

يظن  بعض السذج من اتباع ايران في الدول العربية ان ايران اقرب لهم بسبب شعارها انها تدافع عن الطائفة الشيعية ولكن سذاجتهم لا تجعلهم ينتبهون لكيفية معاملة النظام الإيراني للشيعة الأحوازيين, فهي تعاملهم بتمييز عرقي فلا وضائف ولا تنمية, وتقتل كل من يحاول المطالبة بحقوقه الأساسية.

يمكن القول إن العلاقة الإيرانية مع العرب، رغم محاولة بعض الدول تعزيزها، أكدت أن إيران ليست شريكًا موثوقًا. بل على العكس، كانت سياستها التوسعية واستغلالها للخلافات الطائفية والنزاعات المفتوحة علامة واضحة على أن الصداقة الإيرانية لم تكن إلا خديعة. إن استمرارية هذه السياسات تمثل تحديًا حقيقيًا لأمن واستقرار العالم العربي. لذا، يبقى التساؤل عن كيفية تعافي هذه الدول والتعامل مع إيران بشكل يجنبها الأذى ويعيد بناء العلاقات على أسس قوية ومبنية على الاحترام المتبادل.

صالح بن عبدالله السليمان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

; أتمنى لكم قراءة ممتعة مفيده
أرحب بكل أرآكم ومقترحاتكم يرجى ذكر الاسم أو الكنية للإجابة - ونأسف لحذف أي تعليق
لا علاقة له بموضوع المقال
لا يلتزم بالأخلاق ااو الذوق العام