الاثنين، 12 أغسطس 2024

عزيزي المتخلف

 قرأت تغريدة لأستاذنا د. منصور المالك (@MSAlmalik) يتسائل فيها:

"" ♦️ لماذا البعض يحتقر السعودية والسعوديين وبقية دول الخليج العربي رغمنا اننا سبقنا العالم في البنية التحتية والخدمات والحوكمة الرقمية والضمان الاجتماعي؟ ""

وليسمح لي د. منصور ان اعيد صياغة السؤال: لماذا يتجرأ هؤلاء على احتقار مجموعة من الدول التي تعتبر من كبار اللاعبين في عالم البنية التحتية والخدمات والحوكمة الرقمية؟ دعونا نتناول هذا الموضوع ببعض العمق وبعض التخليل و والمعرفة.

1. شعور بالغيرة

واضح أن أحد الأسباب الرئيسية هو الغيرة. نعم، الغيرة! فما أن تخرج الرياض بعاصمةٍ جديدة، أو تبدأ أبوظبي بإنشاء جزر اصطناعية على شكل نباتات بحرية، حتى تخرج مجموعة من الأشخاص من جحورهم لتعبيروا عن احتقارهم. وكأنهم يقولون: "لماذا يتقدم هؤلاء؟! نحن نفضل أن نبقى في دوامتنا السلبية!" فعلاً، لا أحد يحب رؤية الآخرين يعيشون في عمارة من الزجاج ويتنقلون في سيارات فارهة بينما هم يقضون يومهم في استنشاق هواء مدينة مزدحمة تفوح منها رائحة المزابل ويتخبطون في مياه الصرف الصحي.

2. الصورة النمطية

صحيح أن الإعلام له دور كبير في تعزيز الصور النمطية. فرغم أن دول الخليج قد سبقت العالم في الكثير من جوانب الحياة، فإن الإعلام ما زال يروج لبعض الصور النمطية المبالغ فيها. فمثلاً، لا زالت بعض الصور تحوم حول نمط العيش المتشدد، وكأن السعوديين جميعهم يعيشون في خيم، ويمتطون الإبل، ولا يعرفون شيئًا عن الهواتف الذكية أو الإنترنت. نسي الناس كيف أن السعودية في عام 2023 تمتلك بنية تحتية تعد من الأفضل على مستوى العالم!

3. اختلاف الثقافة

إن الثقافة تلعب دورًا بارزًا في تشكيل آراء الناس "العقيمة". حيث يمكن أن يشعر البعض بالتهديد من ثقافة جديدة أو جاهزة على المجازفة بدحض كل ما هو مُعتاد عليهم. فعندما ترى إماراتيًا يتحدث بلكنة بريطانية، أو سعودي يتذوق المأكولات الآسيوية، قد يثير ذلك حفيظة بعض الأشخاص الذين يفضلون أن يبقوا محاصرون داخل إطار ثقافي ضيق. وهذا هو المكان المناسب لإظهار الاحتقار.

4. الإكسسوارات الثقافية

هل يمكن أن نُعطي دورًا لموضوع الإكسسوارات الثقافية؟ فالعرب في الخليج يمتلكون الكثير من الإكسسوارات الثقافية التقليدية، والذين يفتقرون إلى هذه العناصر قد يشعرون بالنقص. بالتالي، يتحول الاحتقار إلى نوع من أنواع التعويض النفسي. حيث يتحدثون عن "البذخ" و"التفاخر" في ملابسهم، وكأن كل ما يرتديه الخليجيون هو ذهب وحرير. كيف لا يحتقرون الآخرين وهم يحلمون بالساعات الذكية؟

5. الكلمات الجارحة في الهويات الإلكترونية

ومن ناحية أخرى، نظرًا لتطور التكنولوجيا ودمجها في الحياة اليومية، أصبحت الهوية الإلكترونية بارزة. قد يختار البعض استخدام وسائل التواصل الاجتماعي للتحرر من القيود الاجتماعية، ولكن بدلاً من التحدث بذكاء، يجدون أنفسهم يستخدمون أساليب جارحة تنتقص من الناس في الخليج. وكأنهم يكتبون "لا تحلموا، فالعالم لا يفكر بكم"، بينما هم أنفسهم لا يعرفون أغنية نعيمة!

6. مناجم الأفكار السلبية

لا يمكن إغفال قوة الفضاء السِّيبراني! إذا بحثت على الإنترنت، سوف تجد نفسك في منجم من الأفكار السلبية عن الخليج. وفي زمن الكوارث البيئية والمشاكل الاجتماعية، يميل الناس إلى اختزال الأمور وتبسيطها. وبالتالي، يتحول الخليج إلى عدو مُوحد ضد "الموضة الغربية" أو "العصرية". فإذا كنت تعيش في أوروبا، لماذا عليك احترام تلك الدول التي مسحت الأسطوانة القديمة للتميُز؟

إن احتقار البعض للسعودية ودول الخليج قد يكون نتاجًا مشتركًا للغرور والغيرة والتصورات غير الصحيحة. ورغم ذلك، يبقى أهل الخليج يتطورون، ويواصلون مسيرتهم نحو مستقبل مشرق. 

لذا، دعونا نضحك على هؤلاء الناقدين، ونواصل الابتسامة والازدهار، طلبًا للامتياز الذي لطالما سعى له الجميع! 

وإلى اللقاء في أكشاك الخليج، حيث تتبلور الأفكار، ويُحتفى بالثقافات المختلفة في تناغمٍ جميل، تاركين التحقير للمتخلفين!

صالح بن عبدالله السليمان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

; أتمنى لكم قراءة ممتعة مفيده
أرحب بكل أرآكم ومقترحاتكم يرجى ذكر الاسم أو الكنية للإجابة - ونأسف لحذف أي تعليق
لا علاقة له بموضوع المقال
لا يلتزم بالأخلاق ااو الذوق العام