السبت، 24 أغسطس 2024

اشغلوا أنفسهم بكراهية السعودية ونسوا أن يحبوا أوطانهم!

في عصر السرعة والتكنولوجيا، حيث تُعدّ القضايا السياسية والاجتماعية جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية، نجد بعضاً من الأفراد أو حتى المجموعات التي قررت أن تخصص كل طاقاتها ووقتها لكراهية دولة معينة، وهي المملكة العربية السعودية. وكأن هذه الكراهية أصبحت ترفيهاً وملاذاً آمناً لشخصياتهم المتهالكة، ونسوا أنه من الأجدر بهم أن يوجهوا طاقاتهم نحو حب أوطانهم التي تحتاج بالفعل لفكرهم وعملهم.

تلال من الكراهية!

دعونا نتخيل مشهداً غريباً: شخص يعيش في دولة ذات طبيعة جميلة، وتاريخ عريق، لكنه بدلاً من أن يستمتع بمناظر بلاده الخلابة، أو يفتخر بتراثه الحضاري، نجد أنه يقضي ساعات طويلة أمام شاشة الكمبيوتر، يكتب التعليقات السلبية عن السعودية. لماذا؟ لأنه يعتقد أن هذا هو طريقه للحب المثالي والولاء لوطنه. 

من أين جاءت هذه الكراهية؟

مع مرور السنوات، تطورت وسائل الإعلام وصارت منصات السوشال ميديا مكاناً يتبنى فيه الناس أشكالاً متعددة من التعبير عن آرائهم، ولكن لم يكن أحد يتوقع أن يتحول هذا إلى ورشة عمل للكراهية. هل هم فعلاً يكرهون السعودية، أم أنهم يكرهون شعور الفشل في أوطانهم؟ 

يكون التعليق الأكثر شيوعاً غالباً هو "السعودية تتدخل في شؤون بلادي!"، وكأنهم يظنون أن هناك طائرة سعودية خاصة تجوب البلاد وتلقي الأموال من النافذة. تذكّروا، أحياناً قد يحتاج الأمر إلى التفكير قبل الحديث، فمن المحزن أن نجد أن بعضهم قد وضعوا في قلوبهم عنصرية خانقة لا تحمل إلا عبء الكراهية.

ألستَ قادراً على الحب؟

نعود للأشخاص الذين ينغمسون في كراهية السعودية، هل تساءلوا يوماً: هل يحتاج الأمر حقًا إلى كل هذه الجهود في مواضيع لا تنتمى لهم بشكل مباشر؟ الحياة قصيرة أكثر مما نتخيل، ودعونا نتفق على أن مشاعر مثل الحب والانتماء لوطننا قد تفتح لنا أبواب السعادة الحقيقية. لكن بدلاً من ذلك، نراهم كالأطفال الذين يصرخون "أنا غاضب!" دون ان يعلم حقيقة لماذا هو غاضب ويقومون بفتح موضوعات نقاشية لا تمت بصلة لمواقعهم الجغرافية.

دعنا نفكر قليلًا

لنفرض أن لديهم حقًا كل الحق في كراهيتهم. ماذا سيكسبونه من ذلك؟ هل سيستعيدون التاريخ الضائع لأوطانهم من خلال كراهيتهم للآخرين؟ الأمر أشبه بالشخص الذي يتناول الطعام بجشع ثم يشتكي من عسر الهضم—ألا يدركون أنهم يعيقون سعادتهم بأنفسهم؟

الوطن يحتاج للحب، لا الكراهية

انظروا حولكم! إن بلادكم بحاجة إلى جهدكم وحبكم. بدلاً من قضاء الوقت في كتابة منشورات تندد بالسعودية، لماذا لا تنشئون منظمات تجمع بين الشباب وتعزز الانتماء والحب للوطن؟ هناك أمور أكبر تحتاج إلى تفكيركم وإبداعاتكم.

أتساءل هل سيأتي اليوم الذي ندرك فيه أن كراهية الآخرين لا تعني حباً لوطننا؟ أم أن هذا سيظل مجرد حلم في زمن تفشي السخرية والكراهية؟ آمل أن نتمكن من تجاوز هذه الصراعات ونبتعد عن نشر الكراهية، ونعود إلى حبة الوطن وسعادته. قد يبدو مظهراً ساخراً، لكن الحب هو الخيار الأفضل دائمًا. فلنترك الكراهية لعالم آخر، ولنتذكر أن الوطن يحتاجنا ولا يحتاج إلى الكراهية، وخاصة من أولئك الذين يغرقون في طوفان الكراهية تجاه الآخرين.

انظروا حولكم! إن بلادكم بحاجة إلى جهدكم وحبكم.

فلنترك الكراهية لعالم آخر، ولنتذكر أن الوطن يحتاجنا ولا يحتاج إلى كراهية السعودية.

السعودية لن تهتم ولن تتاثر مهما كتبت ومهما شتمت ومهما انتقصت, بل ما سيتأثر هي صحتك واتزانك العقلي وتعاملك مع مجتمعك.

صالح بن عبدالله السليمان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

; أتمنى لكم قراءة ممتعة مفيده
أرحب بكل أرآكم ومقترحاتكم يرجى ذكر الاسم أو الكنية للإجابة - ونأسف لحذف أي تعليق
لا علاقة له بموضوع المقال
لا يلتزم بالأخلاق ااو الذوق العام