فبينما يتخيل البعض أنها "أمٌ الديمقراطيات" و"الحلم الأمريكي"، يبدو أنها في الواقع تسير على حبل مشدودٍ من العجائب والفوضى.
الفصول الأولى: عنبر الأحلام
في البداية، كان هناك حلم أمريكي. جميعنا نعرف هذا الحلم: منزل ذو سياج أبيض، سيارة لامعة، وعطلة سنوية في هاواي.
ولكن مع مرور الزمن، يبدو أن الحلم تحول إلى كابوس.
الأرقام الاقتصادية تشبه رحلة مروحيةً عنيفة، والإحصائيات تتنقل من الازدهار إلى الركود وكأنها كرة سلة تتدحرج على حافة السلة.
ففي الولايات المتحدة، يصبح العذر الدائم هو "اذهب للعمل بجد"، ولكن السؤال الذي يدور في الأذهان هو: "أي عمل؟".
الأزمات المالية: هل هو ازدهار أم انهيار؟
حينما نتحدث عن الاقتصاد الأمريكي، نجد أنه يُشبه العرض الهزلي.
يتمنى الجميع الحصول على نصيبهم من الكعكة، لكن هذه الكعكة تتقلص بصورة غريبة.
بين ظهور أهل السعادة، وظهور الأثرياء المحظوظين، يبدو أن الطبقة الوسطى تُسجل تراجعها في أرقام البطالة. وعندما تعلق الأمور، نجد أن السياسيين يقفون أمام شاشات التلفاز، يصرخون بصوتٍ عالٍ: "لقد شكلنا لجنة!".
يتم دائماً اختيار العذر: "لا داعي للقلق، سنبدأ من جديد".
لكن بداية جديدة تذكرنا بطلوع فجرٍ قادم، بينما الليل يسود.
والمواطِن الأمريكي ضائع بين أروقة القروض والمنازل التي تهدمت تحت وطأة الرهن.
السياسة: سيرك من الأعذار
وعندما نتحدث عن السياسة، يُمكننا القول إن أمريكا تعيش في سيرك كبير لا مثيل له.
أينما نظرت، تجد المشهد: السياسيون يرفعون شعارات، يتبادلون الاتهامات، وتارة يُظهرون تنسيقًا عجيبًا، وتارة أخرى تصرخ كل جوقة بسياستها المتناقضة.
أين خطة إنقاذ؟
سيستمر السياسيون في البحث عنها حتى تتلاشى مثل حبّة الأوكسيكودون تحت تأثير شبكاتهم المتشابكة. وصحيح أن هناك من يتحدث عن الانقسام العميق في المجتمع الأمريكي، لكن العذر المعتاد هو: "المصالح الوطنية".
نعم، كل المصالح الوطنية التي تستهلك من المواطنين وتزيد من أعبائهم. لكن ما من أحد يتذكر العذر الأول: "أنتم الرؤساء. ماذا تفعلون؟".
العذر الاجتماعي
لننتقل قليلاً إلى العذر الاجتماعي، وهو جزء من "الترفيه" اليومي الذي يقدمه المواطن الأمريكي لنفسه. فالشركات الكبرى تستغل لحظات الإحباط المعيشي لتروج لمنتجاتها، وكأنها بطل أسطوري يقدم حلاً سحريًا.
هل تحزن؟ اشترِ وجبة سريعة!
هل تشعر بالقلق؟ جوالك الجديد بحجم كفك هو الحل!
وينتهي الأمر بأن تكون الحياة اليومية عبارة عن مسلسل درامي يستمر لأكثر من 200 حلقة، حيث تتوالى الأكشن والتشويق في انتظار ما إذا كانت علامات الأمل ستظهر يومًا ما.
هل تذكّرنا بأن العذر هو أكثر من بليد؟
لا، لأن الماء يعد أفضل من العذر، لكن مع أمريكا، حتى الماء ضاع في وسط الصخب.
النهاية: دور العذر البليد
لا يمكننا نكران أن انهيار أمريكا ليس مسألة بسيطة، بل هو عملٌ فنيٌ ينفذه الجميع.
قد يبدو لعذر البليد أنه يفسر الوضع، لكن حتى هو لم يعد يقنع المتابعين. فبينما يتنقل الناس بين التحديين والمواضيع المختلفة، يبقى الدرس الأهم هو: العذر البليد يُبقي الأمور بنفس الشكل، مما يجعل مستقبلاً غامضًا أكثر من أي زمان مضى.
بينما تسير أمريكا في دوامة الانهيار، تجدر الإشارة إلى أن الكوميديا ليست سوى وسيلة للبقاء على قيد الحياة. فلا ننسى أن الجميع يُناسبهم العذر، فيعيشون لأجل غدٍ جديد، ربما يحمل بريقًا أملٍ جديد.
يبقى البليد يبحث عن سبورة ليمسحها
صالح بن عبدالله السليمان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
; أتمنى لكم قراءة ممتعة مفيده
أرحب بكل أرآكم ومقترحاتكم يرجى ذكر الاسم أو الكنية للإجابة - ونأسف لحذف أي تعليق
لا علاقة له بموضوع المقال
لا يلتزم بالأخلاق ااو الذوق العام