وفي عام 1917، كانت قوة التجريدة المصرية لها تأثير كبير في رسم معالم نهاية الحرب العالمية الأولى ودخول الأراضي الفلسطينية. تولى الجنرال البريطاني إدموند اللنبي قيادة هذه القوة في 27 يونيو 1917، خلفًا للسير أرشيبولد ماري. اقتحم اللنبي مدينة القدس في 11 ديسمبر 1917 سيرًا على الأقدام، تعبيرًا عن احترامه للمدينة المقدسة. كانت مهام التجريدة قد تطورت لتتجاوز الدفاع عن الاحتلال البريطاني لمصر، لتشمل عمليات غزو في فلسطين. حيث تم الاستيلاء على بئر السبع وغزة خلال معركة غزة الثالثة في أواخر عام 1917، والتي تلتها حملة ناجحة قامت بها التجريدة المصرية في عام 1918 أسفرت عن هزيمة القوات العثمانية في مجدو والاستيلاء على دمشق وبيروت وحلب، مما ساهم في خروج تركيا من الحرب وإرساء الانتداب البريطاني على فلسطين.
أثبت اللنبي قدرته من خلال إعادة تنظيم القوات، حيث نجح في إلحاق الهزيمة بالمدافعين في معركة غزة الثالثة عبر تنفيذ هجوم مفاجئ من جهة بئر السبع. كما حققت التجريدة انتصارًا كبيرًا في معركة مجدو في سبتمبر 1918، والذي كان له تأثيرات كبيرة على الجبهة الجنوبية في الحرب.
يشير الشيخ محمد رشيد رضا في مجلة "المنار" إلى أن الجنرال اللنبي قاد "التجريدة المصرية"، التي كانت تضم مليون جندي مصري تحت إدارة ضباط إنجليز، بعد فشل سلفه في احتلال غزة. وبعد تمكنه من التغلب على الحامية التركية الشجاعة، قام اللنبي باحتلال المدينة رغم تدمير بعض معالمها، بما في ذلك مئذنة مسجدها العمري التاريخية.
بعد الاستيلاء على غزة، توجه اللنبي نحو القدس، حيث دخلها مرفوع الرأس حاملًا علم الصليب على مآذن المسجد الأقصى، وقال عبارته الشهيرة: "ها قد عدنا يا صلاح الدين". يشعر كل مسلم غيور بالألم نتيجة احتلال القدس، ويتعمق هذا الألم عندما ندرك أن المعتدين قد تمكنوا من الاستيلاء على المدينة بفضل جهود بعض الجنود العرب المسلمين الذين تخلوا عن قضاياهم الوطنية، مما جعلهم يرون الأصدقاء أعداءً والأعداء أصدقاءً.
ولكن التاريخ يبقى وتبقى وصمة التجريدة المصرية، مهما حاول البعض طمسها أو إخفاء معالمها.
صالح بن عبدالله السليمان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
; أتمنى لكم قراءة ممتعة مفيده
أرحب بكل أرآكم ومقترحاتكم يرجى ذكر الاسم أو الكنية للإجابة - ونأسف لحذف أي تعليق
لا علاقة له بموضوع المقال
لا يلتزم بالأخلاق ااو الذوق العام