لا يوجد مسلم لا يود حل القضية الفلسطينية, وبالتأكيد لا يوجد سعودي لا يود ان تحل القضية الفلسطينية بشكل مشرف يحفظ حقوق الفلسطينين. كلنا كذلك.
ولكننا نختلف في طريقة الحل. وهذا التباين في الآراء والأساليب هو جزء لا يتجزأ من الطبيعة البشرية، ورغم أننا قد نختلف في أسلوبنا وطريقة تحقيق أهدافنا، إلا أنه يجمعنا جميعا هدف مشترك، وهو حل القضية الفلسطينين بشكل مشرف . ولكن، رغم هذا التوجه المشترك، نلاحظ مع الأسف أن البعض يميل إلى تخويننا أو تجريحنا، خصوصًا تجاه من يختلف معهم في الأسلوب.
لماذا نختلف في الأسلوب؟
الاختلاف في الأسلوب قد يكون ناتجًا عن مجموعة من العوامل، بما فيها الثقافة والتجربة الشخصية والتوجهات الفكرية والقواعد المنطقية. كل فرد ينطلق من خلفية معينة، وقد يختار الأسلوب الذي يراه مناسبًا بناءً على تلك الخلفية. فمثلاً، قد يميل شخص ما إلى استخدام الأساليب العسكرية التي اثبتت فلشلها مرة بعد اخرى, بل وتسببت باضرار ولم يكن لها اي نتائج ايجابية ، بينما نحن نفضل الأساليب الدبلوماسية.
الخيانة والتجريح: لماذا يحدث هذا؟
يميل الحمقى، أو الأفراد غير الناضجين، إلى اعتبار اختلاف الأسلوب تحديًا لشخصيتهم أو لقيمهم. لذا، عندما يقف شخص ما في وجههم بوجهة نظر أو أسلوب مختلف، يشعرون بالتهديد وقد ينزعجون. في هذه الحالة، يتخذ البعض مسار الخيانة أو التجريح بدلًا من الانفتاح على النقاش والحوار.
قد يعود ذلك أيضًا إلى الخوف من الفشل، إذ يميل بعض الأفراد إلى التصرف بشكل عدائي تجاه من يختلفون معهم، معتقدين أنهم يحاولون نزع الشرعية عن أفكارهم. وبالتالي، يسعون لتصوير الآخرين كمنافسين أو أعداء.
حالة العبادة الغريبة: لماذا ندعم من لا يتفق معنا في الهدف؟
يبدو الأمر غريبًا، لكننا نجد أن هناك من يتبع أشخاصًا أو قادة لا يشاركونهم الأهداف نفسها، لكنهم يتفقون معهم في الأسلوب. هؤلاء القادة يتمتعون بقدرة على التأثير والإلهام، مما يجعل الأتباع ينسون الفروق في الأهداف الأساسية. وهنا تكمن الدهشة، حيث يعبّر هؤلاء الأفراد عن ولاء أعمى لشخصيات قد تتلاعب بأهدافهم الخاصة وفقًا لمصلحتهم.
من المهم تعزيز ثقافة الحوار والتفاهم. إذا كنا نؤمن بأن العبرة في النوايا والأهداف، فإننا بحاجة إلى شجاعة قبول الاختلافات في الأساليب. إن إدراكنا أن اختلافنا هو مصدر قوة، وليس نقطة ضعف، سيجعلنا أكثر نضجًا وقدرةً على العمل معًا نحو تحقيق أهدافنا.
التباينات في الأسلوب والطريق لنيل الأهداف ليست حتمية التفكك أو الخيانة. بل يجب أن نعمل على تعزيز ثقافة منفتحَة تعطي الأولوية للحوار والتفاهم. إن وضع قيم إنسانية مشتركة فوق أي اختلافات سيساعد على النمو والتطور، وجعل العالم مكانًا أفضل للجميع. فلنتقبل اختلافنا، ولنبنِ جسور التواصل والاحترام رغم التباين في الأساليب.
نحن لسنا خونة او متصهينين ولكننا نرى ان حل القضية الفلسطينية له عدة طرق وليجرب كل منا طريقته ولنعلم بعدها من كان على صواب ومن كان على خطأ.
صالح بن عبدالله السليمان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
; أتمنى لكم قراءة ممتعة مفيده
أرحب بكل أرآكم ومقترحاتكم يرجى ذكر الاسم أو الكنية للإجابة - ونأسف لحذف أي تعليق
لا علاقة له بموضوع المقال
لا يلتزم بالأخلاق ااو الذوق العام