الاثنين، 14 نوفمبر 2011

هل نكذب على أنفسنا ؟



 نسمع ليل صباح شعارات ترفع وأصوات تعلو , تطالب بالديمقراطية ,ليس هذا فقط  بل كم من الدماء أريقت في سبيل الحصول على الحقوق ومن أهمها الديمقراطية .
لقد أصبحت كلمة ديمقراطية اكثر شيوعا في مجتمعاتنا من البيبسي كولا أو الكوكاكولا ,  فالكل ينادي بها .

ولكن لنتوقف برهة , ونطرح سؤال لا بد منه ؟
السؤال  هو , هل الديمقراطية سلوك أم شعار ؟
من ملاحظاتي الشخصية أكاد اجزم أن في وطننا العربي , الديمقراطية شعار مرفوع وليس سلوك . والفرق بين الشعار والسلوك كبير , فالشعارات كثيرة , نسمع  العديد منها , ولكن اغلبها إن لم نقل كلها ترفع عند الحاجة ثم تختفي , وإذا لم تكن الشعارات سلوك على كافة المستويات , المستوى الحكومي والمجتمعي والفردي فلا سبيل لتحقيقها ,
نحن للأسف نرفع شعار الديمقراطية ولكننا نبتعد عنها كثيرا في ممارساتنا اليومية , ولنضرب أمثلة .
الأب يطالب في الشارع أن تكون هنالك ديمقراطية وان يكون له رأي في الشأن الرسمي وفي اتخاذ القرار , وقد يخرج في مسيرة أو مظاهرة يطالب بالديمقراطية , ولكنه حالما يغلق باب بيته , يتحول إلى دكتاتور , فلا الأم تملك حق المشاركة في اتخاذ القرار في المنزل , ولا الابن يستطيع أن يفعل بعض ما يحلو له مثل اختيار نوع الدراسة أو ممارسة  هواية ولا البنت تستطيع اختيار بعض أشيائها , وينقلب الأب من مطالب بالديمقراطية إلى مطبق للدكتاتورية .
المدرس في الفصل , يكون طوال فترة بعد  الظهر في نقاس مع زملاءه حول أهمية الديمقراطية في تنمية المجتمع وفي ضرورة تطبيقها , وعندما يدخل إلى الفصل , يصبح الحاكم بأمره , فلا رأي يسمع ولا نقاش ولا يفتح المجال أما تلامذته ليمارسوا حقهم في التفكير , وان يتسع لهم صدره ويفتح لهم مخزون عقله لكي يدربهم على الديمقراطية , بل هو الحاكم المطلق .
القاري العربي , تجده من اكثر الناس تحمسا للديمقراطية في نقاشه وجداله , ويأتيك بمئات الأمثلة عن أنظمة ديمقراطية تطورت وعلت وارتفعت ونمت وازدهرت , وعندما يقرأ مقالا لأحد الكتاب يخالفه في الرأي يعلق على الصحيفة طالبا بإخراس صوت هذا المخالف له , ويكيل له السباب والشتم . فيكون تسلطيا أقسى من الحاكم .
مدير أحدى الهيئات  تجده يجادل ويناقش حول أهمية الديمقراطية وكيف أنها ستكون الركيزة الأساس لتطور المجتمع ورقية , ثم يدخل مكتبه أو مصنعة , فيرفض أي نوع من النقاش أو طرح الآراء من موظفيه أو عماله , ويعتبر أي نقاش بمثابة خروج عن الطريق القويم , وان هذا المناقش لا يستحق الترقية أو التطور ,  فيقف في سبيله حجر عثرة .
النخب السياسية والمثقف العربي , يخرج في المظاهرات ويقيم الندوات ينادي بالديمقراطية , ويبشر أنها ستقوم بحمايتها , بينما تجده يحاول إقصاء مخالفيه في الرأي وسلبهم حقوقهم الأساسية , بحجة أن هؤلاء لا يستحقون أن يعاملوا بديمقراطية . ولا يحق لمخالفيه أن يبدوا رأيهم , وإن أبدوه فهم خونه وينوون شرا بالبلاد ..
وهكذا أصبحنا جميعا ننادي بالديمقراطية ونرفعها شعارا , بينما نحن نحاربها سلوكا , ننادي بالديمقراطية طالما أننا خارج سلطة اتخاذ القرار بينما نصبح سلطة باطشة ودكتاتورية عندما نتولى نحن سلطة اتخاذ القرار
لا أقول  ما الواجب علينا فعلة , ولكن أقول , أليس عيبا علينا أن نكذب على أنفسنا , وأن ننادي بشعارات لا نحترمها نحن أنفسنا ؟
ومتى توقفنا عن الكذب على أنفسنا , فسنكون قد خطوطنا أول خطوة على الطريق السليم .
وعلى طريق الحرية والكرامة نلتقي
صالح بن عبدالله السليمان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

; أتمنى لكم قراءة ممتعة مفيده
أرحب بكل أرآكم ومقترحاتكم يرجى ذكر الاسم أو الكنية للإجابة - ونأسف لحذف أي تعليق
لا علاقة له بموضوع المقال
لا يلتزم بالأخلاق ااو الذوق العام