الثلاثاء، 22 نوفمبر 2011

الشائعات , معرفتها والتعامل معها


قد يكون هذا من أهم المقالات التي كتبتها , بل وقد أقول انه الأهم  فأرجو أن تتحمل أخي قراءته ,  لأنه يحاول علاج ظاهرة مؤلمة وخطرة تهدد المجتمع العربي . وتهدد مكتسبات الثورات العربية فكم احزن وأنا أرى الشائعات هي التي تحكم تصرفات الكثير من أبنائنا , وتقرر مواقفهم وهذا الخطر يتزايد يوما بعد يوم . وخصوصا مع اقتراب مواعيد هامة   في  وطننا العربي الكبير, من اختيار لمسئولين وانتخابات وغيرها من الاستحقاقات القادمة سريعا .

 و من تابع مسيرتي , يعلم إني كنت دائما أحب النقد البناء والمبنى على حقائق ولكني اكره النقد والانتقاد المبني على شائعة , ومهما كانت قوة هذه الشائعات , أو من تحدث عنها أو تحدث فيها , فيكفينا سنين طويلة كنا نسير فيها بالشائعات .  

ومن اخطر الشائعات هي الشائعة التي تفرق ولا تجمع , وتشتت ولا توصل . وتخون الأفراد والدول . فمثل هذه الشائعات تدمر العلاقات بين الأفراد وتدمر العلاقات بين المجتمعات .
ودعوني أبين لإخواني كيف يمكن إن نميز الشائعة من الحقيقة ,

أولا :- الشائعة عادة لا تعرف من هو مطلقها الأول , إذ تخرج فجأة , ودون أن يكون لها مصدر .

ثانيا :- الشائعة يتبناها أفراد لهم توجه واحد , مثلا شائعة يتبناها الليبراليون ضد الإسلاميون , أو الإسلاميون ضد الليبراليون .

ثالثا :- الشائعة تكون مستندة إلى كلام , وليس إلى وثائق أو صور , بل إلى تصريح لفلان وفلان أو فلان , أو مقال في صحيفة أو رأي لأحد الكتاب , ولكن لا توجد وثيقة واحده تثبتها .

رابعا :- الشائعة غالبا ما تكون من نوعية لا تحتاج إلى وثائق أو يصعب الحصول على وثائق تؤيدها أو  تنفيها . وعندما تطالب بوثائق سيجيب عليك مطلقوها أو متبنوها  كيف يمكن الحصول على وثائق إثبات .

خامسا:- الشائعة تكون موجهة ضد شخص أو هيئة أو جهة أو دولة , وتتحدث بعمومية مخلة , بدون إثبات أو دليل .

سادسا:- أن تكون الشائعة مخالفة للعقل ومنطق الأمور . إذ لو قام الإنسان بتمحيصها لعرف إنها غير منطقية ,

سابعا:- أن يتبنى الشائعة من هو مستفيد منها , أو متضرر من عدم صحتها , فالمستفيد أو المتضرر لا يصلح حكما على صحة أو خطأ هذه الشائعات

ثامنا:- الشائعات تعتمد على التخويف والتخوين , اكثر من اعتمادها على التطميع أو الرجاء ,  فهي تخوف من جهة وتخون أخرى ,

تاسعا:- تعتمد الكثير من الشائعات على حقائق مبتورة , وحوادث لم تذكر كاملة على طريقة " ويل للمصلين " .

عاشرا :- تكون بعض الشائعات مصحوبة بوثائق لا يمكن التثبت من صحتها , او مزورة أو يوجد خطأ في تفسيرها .

حادي عشر  :- الشائعات لا تعالج وضعا , لأنها موجهة مع أو ضد إفراد أو هيئات , ولذلك لا تجد شائعة تحاول إن تضع حلا أو تعالج مشكلة , بل بالعكس هي تحاول عرقلة حل لمشكلة .

أي خبر أو تصريح  يحمل بعض وليس كل ما ذكرته  أعلاه يدخل ضمن الشائعات  .  الحقائق فقط هي من يجب على الإنسان أن يبني تصرفاته عليه , لا أن يبنيها على  شائعات . مهما كان مطلقها أو متبنيها ,

كيف نتصرف حيال الشائعات ؟
أولا :- نسمعها ولكن لا نتبناها أو ندافع عن صحتها .
ثانيا :- لا نبني تصرف لنا أو موقف بناء على شائعة
ثالثا :- نربط تصرفاتنا بالبديهيات والمنطق , وليس بالشائعة .
رابعا :- نطالب بالأدلة , وليس بالكلام . فلا يهم من قال ماذا , ولكن يهم الدليل .
خامسا :- نبتعد عن الشائعات التي تحاول تخوين الآخرين , أو الشك في ولائهم لبلدهم أو دينهم . فهذه خطوط حمراء لا أظن أن مخلص عمل لبلده يسمح لنفسه حتى بالتفكير في خيانتها .
سادسا :- أن نعدل , وان نتبع قول الله سبحانه وتعالى " َلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى" . فمهما كنا لا نحب أو لا نتفق مع بعض الأشخاص فلا بد ان نتمسك بالحقيقة , وان لا نسر بالشائعات وننشرها
سابعا :- أن تكون الآية الكريمة " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ  " هي خطة عملنا .
ثامنا :- يذكر التاريخ كم شوهت إشاعات قامت بها أنظمة عربية سمعة  ولطخت أسماء وطنية مخلصة , فهذا الملك الصالح السنوسي , وهذا سيد قطب , ورفعت من قيمة أشخاص كانوا سرطان للأمة , وهم كثر اكثر من أن نحصيهم , يجب أن تكون الأدلة والأدلة فقط هي المطلب لنا لتبني رأي والدفاع عنه .
اعلم أن مقالي هذا لن يعجب البعض , ولكن هذا ما أدين الله به
وعلى دروب الحرية والكرامة نلتقي
صالح بن عبدالله السليمان

هناك تعليقان (2):

  1. أقوال أكثر من رائعـــــــــة....؟



    بقلــــم / محمـــود محمـــــد المفتى


    - الحرية سر السعادة ....؟ والشجاعة سر الحرية....

    - الحرية حق مشروع في قول أشياء لا يريدون الناس سمعها في إطار الاحترام...

    - القاعدة الأساسية للديمقراطية هي الحرية......

    - الحرية هي دائما حرية التفكير ... ولمن يفكر بطريقة مختلفة .......

    - إن عجبت لشيء.........؟ فعجبي لرجال تكبر أجسامهم وتصغر عقولهم ......

    - من يأبى اليوم قبول النصيحة التي لا تكلفه شيئا فسوف يضطر في الغد إلى شراء الأسف بأغلى ثمن .........

    - الحياة اقصر من إن نقضيها في تسجيل الأخطاء التي ارتكبها غيرنا في حقنا وفي تغذية روح العداء بين الناس........

    - قبل إن يتكلم الرجل الحكيم عليه إن يفكر تماماً فيما يقول وفيمن يستمع إليه وأين ومتى يتكلم....

    - لمن أعود ومن أشتري زمني ؟...... بحفنة من تراب...... الشعر يا ورق ......

    - عار أن نكون سعداء أمام بؤس الآخرين......

    - حينما يقدر الإنسان نفسه بأعمال يعتقد أن ينجزها..... لكن العالم يقدر الأعمال التي ينجزها على أرض الواقع........

    ردحذف
  2. والله كلامك زينة العقل ولو اخذ بها كل شخص لكان حال بلادنا افضل..

    ردحذف

; أتمنى لكم قراءة ممتعة مفيده
أرحب بكل أرآكم ومقترحاتكم يرجى ذكر الاسم أو الكنية للإجابة - ونأسف لحذف أي تعليق
لا علاقة له بموضوع المقال
لا يلتزم بالأخلاق ااو الذوق العام