لننغمس جميعا في القذارة

أرى هنالك حملة شعواء على كل من ساعد الثوار الليبيين , بأنهم يريدون السيطرة على ليبيا , ولم يطرح أي من مروجي هذه الشائعات أي دليل واقعي وملموس على قوله , إنما هو كلام مرسل بدون دليل .

يتهمون قطر ويتهمون الإمارات العربية المتحدة , يتهمون أمريكا ويتهمون فرنسا , اتهامهم طال كل من وقف مع الليبيين ,

أود فقط أن اسمع دليل واحدا , فقط دليل واحد , وليس اتهام مرسل أو ظن أو شائعة .

 إن المغزى من هذه الإشاعات معلوم .

لو جعلنا كل من ساعد الثوار مشكوك في أغراضه وأهدافه , فماذا ينتج لدينا ؟

الناتج النهائي أن الطاغية القذافي كان على حق .

وهكذا يعاد الاعتبار بالنسبة للقذافي , وفي نفس الوقت يجرّم كل من وقف مع الثوار . إذ يكون سبب وقوفه مع الثوار أصبح مثار شك وريبة وأهدافه قذرة .
وأقول لمن يؤيد هذا الكلام , اذن انت تؤيد إدعاء القذافي ان من ساعد المتمردين ( حسب قوله ) هي دول لها اطماع في ليبيا , فهو على حق حسب رأي من ينشر هذه الشائعات. وان القذافي كان له بعد نظر واستطاع ان يرى ما لم تستطيعوا ايها الليبييون رؤيته .

 انتبهوا إخواني ,

الشائعة ستبقى شائعة مهما كان الشخص الذي أطلقها , حتى تثبت بالدليل الحاسم .

وكل من يطلق شائعة أن دولة ما , أو مجموعة ما تحاول السيطرة على ليبيا , ينسى أو يتناسى الشعب الليبي البطل .

نعم هنالك مصالح متبادلة بين الدول وليبيا ليست بمعزل , فلها مصالح  مع دول  ( تذكروا إنها   " مع "وليست " في "  ) وللدول الأخرى مصالح مع ليبيا ,  وهذا مفهوم بل ومطلوب في العلاقات الإنسانية والدولية .

 وحتى نعرف من يقف وراء  هذه الشائعات يجب ان نعلم من المستفيد منها ؟

 ويغلب على ظني أن مطلقي هذه الإشاعات هي الدول التي وقفت ضد الثورة الليبية , أو عارضت التدخل الدولي في ليبيا , مثل الصين وروسيا والبرازيل وحتى ألمانيا . فخوفهم ان تنال الدول التي ساعدت الليبيين في بداية ثورتهم حصة الأسد في مشاريع إنماء وتطوير ليبيا , وان يخرجوا صفر اليدين , وان يعاقبهم الشعب الليبي على مواقفهم الدنيئة من ثورته ,  تحاول تلطيخ الكل بالقذارة التي هم فيها , ولسان حالهم يقول " لننغمس جميعا في القذارة " .

 ولكن الليبيين أذكى من أن يقعوا في هذا المنزلق , ولن ينسوا  الدول التي وقفت معهم من أجل شائعات .

 صالح بن عبدالله السليمان