الثلاثاء، 30 يوليو 2024

دراسة في الهجمات على السعودية

خلال السنوات الماضية, وقد اقول منذ ان ظهرت المملكة العربية السعودية للوجود وهي عرضة للهجمات سواء عسكرية او معلوماتية

فمنذ حملة ابراهيم باشا 1818 والهجمة الفارسية العثمانية ضد حركة الأمام محمد بن عبدالوهاب الإصلاحية وتشويه الحركة ودعوتها بالحركة الوهابية. الى اليوم عالم الأنترنت والفضاء السيبراني, استمرت الهجمة على السعودية, وساوجز بعض ما علق في فكري:

هجمة البناء المربع,  صاحب قناة المستقلة المرتزق التونسي محمد الهاشمي, حيث استغل بناء المربع بالرياض للادعاء ان السعودية تعمل على نقل الحج الى الرياض وان البناء المربع هو بديل للكعبة. وناقشته ان البناء هو مبني كبير يحتوي مكاتب ومحال تجارية, فما كان منه الا انه حظرني.

ونفس الشخص استغل بناء مركز ترفيهي في حي احد ( وهو حي سكني بجانب جبل احد) حيث اطلق حملة شعواء ان السعوديون سيهدمون جبل اخد ويقيمون في مكانه ملاهي ومراقص. 

وقام غير واحد بالهجوم على السعودية بسب الحفلات الغنائية في مدينة الرياض وادعوا انه انتشر في السعودية الفساد والدعارة وافتتحت البارات وانتشرت الخمور. ويشهد الله اننا خاولنا حاخدين الرد عليهم ولكن صاحب الهوى لا يكفيه الف دليل كما قال شيخنا الألباني رحمه الله.

والهجمات على السعودية كثيرة لا يحصيها محصي, ويكفي من القلادة ما احاط بالعنق.

هذه الهجمات تحدث بين اثنين, مطلق الإشاعة وناشرها, وكلاهما اما احمق او صاحب هوى.

المتلقي يقع فيما نسمية ( الوقوع خارح السياق) فهذه الاشاعات مجتزأة ومضاف اليها توابل لكي يقع فيها المتلقي والناشر.

ويحتاج المثقف العربي الى دراسة هذه الظاهر ومعرفة اسبابها ونتائجها وكيفية معالجتها

وسائل التواصل الاجتماعي: إخراج الموضوع من سياقه

خلال السنوات القليلة الماضية، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية. ومع تزايد عدد المستخدمين ومنصات التواصل، برزت العديد من الظواهر الاجتماعية والثقافية، ومن بينها ظاهرة إخراج المواضيع من سياقها الطبيعي. رغم أن هذه الظاهرة ليست جديدة، إلا أن تأثيرها في العالم الرقمي قد أصبح أكثر وضوحاً، مما يستدعي دراسة أبعادها ونتائجها.

ما هو إخراج الموضوع من السياق؟

إخراج الموضوع من السياق يعني تقديم معلومات أو أفكار أو أقوال بشكل يشوه معناها الأصلي. قد يتم ذلك عن قصد أو عن غير قصد، وغالباً ما يحدث في بيئات التواصل السريع مثل الشبكات الاجتماعية. عندما يتم اقتباس جملة واحدة من مقال طويل، على سبيل المثال، يتم تضليل المتلقي، حيث يُفقد الجزء المقتطع معناه عند إخراجه من الإطار الكامل الذي ينتمي إليه.

أسباب ظاهرة إخراج المواضيع من سياقها

سرعة استهلاك المحتوى: 

في عالم الإنترنت السريع، يسعى المستخدمون للحصول على المعلومات في أقصر وقت ممكن. هذه السرعة تؤدي في كثير من الأحيان إلى قراءة مقتطفات بدلاً من المحتوى الكامل، مما يُسهل إخراج الافكار من سياقها.

التحيز والآراء المسبقة: 

يميل العديد من الأفراد إلى تأكيد وجهات نظرهم الشخصية أو الأيديولوجية، والتي قد تؤدي بهم إلى اختيار أجزاء معينة من المحتوى تدعم تفسيرهم الخاص، مع تجاهل الجوانب الأخرى المهمة.

انتشار المعلومات المضللة: 

يُسهل الفضاء الرقمي انتشار المعلومات غير الدقيقة أو المُعالجة بطرق تمت دراستها بعناية لتبدو صحيحة. في هذه الحالة، يُستخدم إخراج النص من السياق كأداة لترويج الأخبار الزائفة.

التفاعل والانتباه: 

محتوى وسائل التواصل الاجتماعي يعتمد بشكل كبير على التفاعل. لذا، قد يلجأ بعض الأفراد إلى إخراج النصوص من سياقها لجذب الانتباه وزيادة التفاعل مع منشوراتهم، حتى لو كان ذلك على حساب الدقة.

نتائج إخراج المواضيع من سياقها

تضليل الجمهور: 

عندما يتم تقديم معلومات خارج سياقها، يتلقى الجمهور حقائق مُنزعة من معناها. هذا يمكن أن يؤدي إلى استنتاجات خاطئة ويُعزز الشكوك والمفاهيم الخاطئة حول مواضيع مهمة.

الصراعات والنزاعات: 

في سياقات سياسية واجتماعية معينة، قد يؤدي إخراج المعلومات من سياقها إلى خلق التوترات والنزاعات. يتم تحوير الأقوال والسياسات بشكل يؤدي إلى تفاقم الأمور، مما يجعل الحوار البناء مستحيلاً.

تقويض الثقة في المصادر: 

مع تزايد حالات إخراج النصوص من سياقها، يبدأ الجمهور في فقدان الثقة في وسائل الإعلام والمصادر المعلوماتية، مما قد يؤدي إلى تجاهلهم للمحتوى المفيد والموثوق.

تأثير سلبي على الصحة النفسية: 

من الممكن أن تؤدي الانقسام والتضليل الناتجين عن إخراج المواضيع من سياقها إلى تأثيرات سلبية على الصحة النفسية للأفراد، مثل زيادة القلق والاكتئاب.

توجيهات للكشف عن إخراج المواضيع من السياق

البحث والتحقق: 

يُنصح بقراءة المصدر الكامل قبل تكوين رأي أو مشاركة محتوى. التحقق من المعلومات يزيد من الوعي ويفتح الأفق لفهم أفضل.

التفكير النقدي: 

يجب على الأفراد تطوير مهارات التفكير النقدي لتحديد ما إذا كانت المعلومات المقدمة مُعالجة بشكل دقيق أم مُجتزأة، وهذا يتطلب مهارات تحليلية قوية.

مراجعة المصادر: 

اختيار مصادر موثوقة وموضوعية لنشر الأخبار والمعلومات يساعد في تقليل حالات إخراج النصوص من السياق.

تعزيز ثقافة الحوار: 

بدلاً من الانجرار وراء المعلومات المجتزأة، يجب تعزيز ثقافة الحوار والنقاش البناء، مما يساهم في تعزيز الفهم والاحترام المتبادل.

تعد ظاهرة إخراج المواضيع من سياقها مشكلة حقيقية تواجه المجتمع الرقمي اليوم. بالتأكيد، ينبغي على كل فرد أن يتحمل المسؤولية في كيفية استهلاكه للمعلومات ومشاركتها. من خلال تعزيز التفكير النقدي، وزيادة الوعي حول هذه الظاهرة، يمكننا جميعاً المساهمة في بيئة معلوماتية أكثر دقة وموثوقية.

صالح بن عبدالله السليمان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

; أتمنى لكم قراءة ممتعة مفيده
أرحب بكل أرآكم ومقترحاتكم يرجى ذكر الاسم أو الكنية للإجابة - ونأسف لحذف أي تعليق
لا علاقة له بموضوع المقال
لا يلتزم بالأخلاق ااو الذوق العام