السبت، 10 يناير 2015

حول قضية أبو أنس الليبي

تكرر السؤال من بعض الإخوة عن رأيي فيما حدث للسيد نزيه عبد الحميد الرقيعي المشهور بأبي أنس الليبي رحمه الله،
اولا, عملية الاعتقال التي صرحت بها الحكومة الأمريكية رفضت تصديقها العديد من المراكز البحثية المتخصصة حيث أعربت مؤسسة “ايه آي ام” الأميركية البحثية عن شكوكها في توقيت اختطاف واعتقال أبو أنس الليبي، سيما وأنه سبق واعتقل في افغانستان عام 2002، من قبل القوات الأميركية، فضلاً عن أن المخابرات البريطانية “ام آي 6 ” وقد جندته للاشتراك بعملية اغتيال فاشلة لمعمر القذافي عام 1996… كما وافقت بريطانيا على منحه حق اللجوء السياسي على أراضيها عام 1999″ وسكن منطقة مانشيستر كطالب دراسة لغاية عام 2000.

وقالت مؤسسة “ايه آي ام” أنه “استناداً إلى العلاقة الطويلة التي ربطت أبو أنس بالمخابرات الأميركية والبريطانية معاً، خاصة في افغانستان والسودان، باستطاعتنا القول أن توقيت الاعتقال يؤشر على تاريخ طويل من علاقات ربطت المخابرات الغربية مع جهاديي القاعدة المعروفين
وأضافت إن أبو أنس شارك مجموعة الليبيين العائدين من افغانستان عام 1990 وساهم في إنشاء “الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة” مع عبد الكريم بلحاج لقتال النظام الليبي؛ وارتبط أيضاً بعلاقة متينة مع العميل المزدوج من أصول مصرية محمد علي، الذي اعتقل وسجن في أميركا على خلفية تفجيرات نيروبي.
وسخرت المؤسسة من تبجح وزير الخارجية جون كيري حين صرح بعد اعتقال ابو أنس رحمه الله قائلاً “يستطيع الإرهابيون التخفي لكنهم لن يفلحوا في الفرار من المطاردة”، موضحة أن أبو أنس تم “اختطافه في وضح النهار” ولم يكن هارباً أو متخفياً؛ بل إن الأجهزة الأميركية تدرك جيداً أماكن إقامته المتعددة منذ سنتين – بيد أنها لم تبدِ استعداداً لاعتقاله.
وفي واشنطن أعربت مؤسسة accuracy in media “اكيورسي ان ميديا” الأميركية عن شكوكها في توقيت اعتقال القيادي أبو أنس الليبي وقالت إن “توقيت الاعتقال يؤشر إلى تاريخ طويل من علاقات ربطت الاستخبارات الغربية بجهاديي القاعدة المعروفين”، وذلك استناداً إلى العلاقة الطويلة التي ربطت ابو أنس بالاستخبارات الأميركية والبريطانية معاً، على حدّ تعبير المؤسسة. ونظرا لتشابك هذه العلاقات ووجود الكثير من علامات الاستفهام يجعلنا نتوقف كثيرا قبل الحكم ماذا حدث بالضبط.
ثانيا, عملية اختطاف السيد أنس كانت خلال فترة (غيبتي القسرية) حيث كنت لا ارى او اسمع او اقرأ أي أخبار، لذا تنقصني معلومات جوهرية ورئيسية تمكنني من إعطاء رأي اثق بصحته. وإن كانت عملية اختطافه صورت ونشرت في وسائل الإعلام، ولكن لا يعلم هل قام بها عملاء السي أي أيه او الأف بي أي او عناصر من المجموعات الليبية، وكان اتهامه بالمشاركة في تفجيرات عام 1998 لسفارتي الولايات المتحدة في شرق إفريقيا، والتي أسفرت عن أكثر من 200 حالة وفاة. وكقيادي في تنظيم القاعدة
ثالثا، عملية مقتل السفير الأمريكي في بنغازي جعلت الحكومة الأمريكية في موقف حرج جدا امام الكونجرس، مما جعلها تتخذ إجراءات راديكالية مثل خطف المطلوبين بقضايا الإرهاب وخصوصا قيادات تنظيم القاعدة
رابعا، ارى ان عملية اختطاف ابو أنس كانت عمليه سيئة ولكن عدم وجود حكومة قوية في ليبيا تستطيع القبض عليه والتحقيق معه ومحاكمته. كانت حجة مقنعة دوليا اتخذتها الولايات المتحدة للخروج من اللوم الأخلاقي لها. ولا ننسى ان لحكومات الولايات المتحدة سجل اسود في حقوق الإنسان تكلمت عنه منظمة العفو الدولية مئات المرات، واخرها تسليم المعتقلين لبعض الحكومات العربية لتعذيبهم واستخلاص المعلومات من المساجين، وسجن جوانتانامو والسجون السرية الأخرى ولذا ايضا كان التحقيق مع ابو أنس رحمه الله في مركب في البحر، ولا ننسى ان امريكا سبق وان اختطفت رئيس بنما الجنرال مانويل نورييجا وحاكمته بتهمة الإتجار بالمخدرات وسجنته.
خامسا، سبب الوفاة المعلن هو سرطان الكبد ولا معلومات متوفرة للحكم بصحة او كذب هذا الادعاء.
سادسا، القول بتعذيبه ايضا تنقصه الأدلة، حيث ان التعذيب الأن لا يترك اثار في الجسم، مثل الإغراق الوهمي، السهر، انواع العقاقير، ولذا يحتاج ان تشرح جثته بواسطة أطباء محايدون لمعرفة سبب الوفاة ومن ثم اتخاذ الإجراءات حسب القانون الدولي.
سابعا، امريكا لا تخضع لسلطة محكمة الجنايات الدولية لأنها ليست موقعة على اتفاقية إنشائها. ولذا يستلزم رفع قضايا في الدول التي تقبل مثل هذه القضايا كبلجيكا وغيرها.
ثامنا، هنالك نقاط كثيرة مختفية في قضية اتهام السيد ابو أنس رحمه الله، ولا يمكن الحكم بدون معرفة التفاصيل. وخصوصا ان اسمه ورد كمتهم رئيسي في أكبر نكسة اصابت الولايات المتحدة في هذا القرن.
لذا لزاما على ان اتوقف عن الحديث في قضيته وإن كنت اضع بعض اللوم على المسئولين في ميناء المغادرة إذ كيف يخرج مختطف بدون إدراك المسئولين، اما ان كانت عملية تسليم مقابل صفقة ما فهذا ايضا يحتاج الى إثبات قبل توجيه اصابع الاتهام الى أي طرف.
الخطأ الرئيسي هنا هو عدم وجود حكومة قوية في ليبيا تستطيع اخذ مثل هذه الأمور على عاتقها، وليبيا مشغولة اليوم بما يفوق قضية أبو انس أهمية، ولديها من المشاكل ما يجعلها لا تستطيع فعل أي شيء.
صالح بن عبدالله السليمان



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

; أتمنى لكم قراءة ممتعة مفيده
أرحب بكل أرآكم ومقترحاتكم يرجى ذكر الاسم أو الكنية للإجابة - ونأسف لحذف أي تعليق
لا علاقة له بموضوع المقال
لا يلتزم بالأخلاق ااو الذوق العام