ينقدك
البعض لأنك استنكرت عملا خاطئا أو ظاهرة سيئة، بالقول ولم لا تستنكر هذا الخطأ أو هذا أو ذاك، كأنك عندما تستنكر خطأ وجب كتابة مجلدات باستنكار كل الأخطاء الموجودة والتي
نعاني منها.
وغالبا
ما يكون هؤلاء من مؤيدي الخطأ الذي تستنكره او تنتقده ويريدون صرف الأنظار عنه،
ولكن البعض يقولها من حرقة في قلبه، ويرى ان الأولوية هي لما يظن، او ان ما يقال
أو ينقد ليس له أهمية.
لهؤلاء
أقول، الله سبحانه وتعالى نزَل القرآن منجما متفرقا ولم يصحح كل الأخطاء دفعة
واحده، بل وترك بعض الآمور للبشر ليجربوا ويصححوا بأنفسهم تحت معايير محدده، وهي
القسط والعدل والإحسان والبر والمودة والرحمة.
كم "نعم" تريدون يا من
تنتقدون هؤلاء المصلحون، هم ينتقدون خطأ هنا او ظاهرة سيئة هناك بغية التنبيه
واصلاح الأخطاء؟
وهذا
النوع من النقد أرى انه نتاج قصور في الوعي وليس قصور في المعرفة فقد يكون الناقد
من حملة الشهادات العليا أو من النخبة المثقفة في عالمنا، أقول قصور في الوعي بأن
أمتنا تعاني من الكثير من الأخطاء والنواقص، ولا يمكن ان توردها كلها في كل مرة
تنقد ظاهرة او فعلا ما، حينها ستحتاج الى مجلدات كل مره.
فعندما
تنقد الكذب مثلا وتبين خطأه ومدى تأثيره في النظام العام والمجتمع وتضرب مثال على
الكذب بقول أحد المسئولين، يرد عليك من يؤيد هذا المسئول بالقول ولما لا تذكر فلان
وفلان، ويرد اخر ولماذا لا تنقد الفساد هنا او هناك. كأنها عملية تشتيت لفكر الكاتب والقارئ عن
الفكرة الرئيسية. وعندما تنتقد ما يحدث في دولة ما يرد أحدهم ولماذا لا تنتقد ما
يحدث في تلك الدولة او تلك الدولة.
لا
يضق المفكر او المصلح او الكاتب بالنقد، لأنه يعلم علم اليقين أن النقد هو سبيل
الإصلاح الوحيد لأي إنسان، ويؤمنون ان الإنسان لا يتطور بدون نقد بل والنقد يحث عن
انتاج الأفضل. ولكن في مثل هذه النوع من النقد ماذا سيفعلون؟
نعم
ما يحدث في سوريا اجرام بكل المقاييس، وما يحصل للاجئين السوريين اجرام ووصمة عار
على كل المسئولين والمجتمعات العربية والإسلامية، السوريون الذين يعانون من صقيع
الشتاء وانعدام السكن ونقص الكساء والطعام عار علينا كلنا، ولكنهم لا يحتاجون
لكلمات بل يحتاجون لبطانية تدفئهم وطعام يملأ افواههم، ويكتب عنهم الكثيرون، ولكن
أسمع جعجعة ولا أرى طحينا.
نعم
ما يحدث في غزة عار على الحكومات العربية كلها، يجب ان يفك الحصار عنهم ويجب ان
يتوفر لهم الطعام والكساء وحرية التنقل سواء اتفقنا مع حماس او اختلفنا معها،
نعم
ما يحدث في القدس عار على كل الحكومات الإسلامية وكل المجتمعات المسلمة، حفر أنفاق
تحت المسجد الأقصى وهدم لمنازل المقدسيين ومحاولات تهجيرهم من المدينة المقدسة.
نعم
ما يحدث في ميانمار عار على الحكومات الإسلامية كلها، ويجب حماية المسلمين في
ميانمار وتوفير كل سبل العيش الكريم لهم وتوفير الأمن والأمان لهم، ويجب ان يعلموا
ان ورائهم اخوة يساندونهم ويقفون الى جنبهم.
نعم
ما يحدث في الصومال عار على كل الحكومات العربية، فهذه دولة عربية عانت وتعاني من
الحرب الداخلية منذ سنوات وأصبحت مرتعا خصبا لقراصنة البحر وقراصنة الأرض وللحركات
الإرهابية التي لا تزال تفجر هنا وهناك وتروع الآمنين بل وتهدد دول العالم كلها.
نعم
ما حدث ويحدث في أفغانستان عار على كل المسلمين، ولا أرى أي تدخل سواء مباشر او
غير مباشر لمنظمة المؤتمر الإسلامي ومحاولة لجمع الإخوة وطرد الغازي
نعم
ما يحدث في العراق عار على كل الحكومات العربية التي تركت المجال خصبا لأمريكا
وإيران للعبث في العراق وتحويله الى دولة ميليشيات، سواء شيعية متطرفة او سنية
متطرفة.
نعم
ما يحدث في ليبيا عار على كل الدول العربية التي لم تحاول وضع حد للفوضى الداخلية
بعد سقوط القذافي ولم تحاول جمع الأخوة على طاولة واحده، بل وحتى استعمال القرار
الأممي بحماية المدنيين بإدخال قوات حفظ سلام عربية مسلمه، وإجبار الفرقاء
للاستماع الى صناديق الاقتراع.
نعم
ما يحدث في كل الدول العربية من فساد وظلم عار علينا كلنا وعلينا جميعا ان نستنكره
بيدنا فأن لم نستطع فبلساننا فان لم نستطع فبقلوبنا وذلك أضعف الإيمان، لا ان نقبل
به كواقع لا مناص منه.
نعم
أحوال حقوق الإنسان في عالمنا العربي غاية في السوء، ولا كرامة لمواطن إلا بقربه
من الحاكم، لا يستطيع ان يفتح فمه إلا عند طبيب الأسنان، فان فتحه عند غيره فمصيره
أحد ثلاث، قتل او سجن او تشرد.
صرنا
كما قال الشاعر:
رَماني
الدّهرُ بالأرزاءِ حتى ** فُـؤادي في
غِشـــاءٍ مِنْ نِبـالِ
فَصِرْتُ
إذا أصابَتْني سِـهامٌ ** تكَسّرَتِ
النّصالُ على النّصالِ
ارجوكم
ارحموا من يحاول الإصلاح او تولوا أنتم بعض العبء، لا تكثروا عليهم فالحمل علينا
جميعا ثقيل وما ورثناه من جيلنا السابق من تركة سيئة لا زلنا ننوء بها. ونحاول
اصلاح ما نستطيع وليحارب كل من في جبهته ولنحاول اصلاح بعض ما نستطيع بدل وضع
العراقيل امام من يحاول الإصلاح ما استطاع.
وختاما
أقول كثر لاعنوا الظلام وقلَ مشعلو الشموع، ليتنا نكون العكس لأنرنا الدنيا حولنا
وانحسر الظلام , ابدأ بنفسك وأنر شمعه.
صالح
بن عبدالله السليمان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
; أتمنى لكم قراءة ممتعة مفيده
أرحب بكل أرآكم ومقترحاتكم يرجى ذكر الاسم أو الكنية للإجابة - ونأسف لحذف أي تعليق
لا علاقة له بموضوع المقال
لا يلتزم بالأخلاق ااو الذوق العام